في عام 1965 قدمت سوني أول مسجل فيديو منزلي بسعر في متناول عموم المستهلكين، وأتبعته بعدها بعام بمسجل الفيديو الملون، وبعدها بعام (1967) بأول شريط فيديو من اختراعها لمشغلات الفيديو، وبعدها بعام بأول كاميرا ومشغل فيديو محمول يعمل على بطارية. كذلك كان موريتا أول من استبدل نظام إطلاق أرقام على طرازات سوني، باستعمال أسماء مثل: ووكمان، هاندي كام، وتشمان، تراينترون، وغيرها.
في عام 1968 دخلت شركة سوني صناعة الموسيقى والأغاني عبر شراكة مع شركة CBS لتشتريها كلها في عام 1988، وبعدها بعام اشترت سوني شركة أفلام كولومبيا الأمريكية، لتكون سوني بعدها من كبار اللاعبين في صناعة الترفيه والموسيقى والأفلام السينمائية. كذلك كانت سوني أول شركة يابانية تقيم مصانع لها على أرض الولايات المتحدة الأمريكية.
في عام 1979 طلب إيبوكا من مهندسيه صنع مشغل شرائط كاسيت سهل الحمل، ليستعمله خلال ساعات سفره الطويل بالطائرات إلى خارج اليابان، وكان الحل العملي هو التخلي عن وظيفة التسجيل الصوتي، وتقديم وظيفة تشغيل الشرائط فقط، وكانت هذه الفكرة مجنونة، وحكم عليها الجميع بالفشل مسبقا، كما أظهرت دراسات السوق أن فكرة الاستماع عبر سماعات رأس فقط، وليس عبر سماعات جهورية، ستقلل من فرص نجاح المنتج، لكن موريتا كان مؤمنا بأن جعل المشغل خفيف الوزن صغير الحجم سهل الحمل سيتكفل بنجاحه، وهو ما حدث بعدها، مع أكثر من 250 مليون مشغل كاسيت ووكمان بيع منذ إطلاقه لأول مرة في عام 1979. الطريف أنه حين أراد موريتا إطلاق اسم ‘ووكمان’ على مشغل شرائط الكاسيت المحمول في 1979، رفضه قسم التسويق والمبيعات في أمريكا، لأنه اسم غير صحيح لغويا!
لم تمض أيام موريتا على وتيرة النجاح، فحين طرح جهاز طهي الأرز وفق الطريقة اليابانية، فشل فشلا ذريعا، كذلك فشل مشغل أقراص بيتامكس بسبب ظهور منافسه القوي شرائط في اتش اس VHS، ويعلق موريتا على ذلك قائلا: لا تخش الوقوع في الخطأ، فقط لا تكرر الخطأ ذاته مرتين. كان موريتا مولعا بالاختراع والابتكار، ولذا لا عجب أن تأتي سوني بأول جهاز تليفزيون نقال يعمل على البطاريات، وأول مسجل فيديو ملون بيتامكس، وابتكرت كذلك مشغل أقراص الكمبيوتر من المقاس 3.5 بوصة، وشريط تسجيل الفيديو مقاس 8 ملم، والقرص المدمج (سي دي) بالتعاون مع فيليبس، وجهاز الألعاب المنزلية بلاي ستيشن.
في عام 1994 تعرض موريتا لأزمة صحية أثناء مباراة تنس كان يلعبها، الأمر الذي أقعده وجعله يستقيل من إدارة الشركة ويتفرغ لكتابة سيرته الذاتية، في كتاب أسماه صنع في اليابان، بعدما ألف كتابا آخر عن النجاح في عام 1966 أسماه: ’لا تبالِ بسجلات المدارس‘. في عام 1999 توفى موريتا، عن 78 عاما، وكان وقتها أشهر مواطن ياباني، وكانت سوني أشهر علامة تجارية في الولايات المتحدة.
وهنا حيث تنتهي القصة، ويأتي دور التفكير في أحداثها. لعل أول شيء يستوقف القارئ هو رغبة البطل العارمة في نهضة ببلاده، وشجاعته للذهاب إلى البلد الذي هزم بلده شر هزيمة في مجال القنابل، ليهزمها هو في مجال التجارة والإلكترونيات. الملحظ الثاني هو شجاعة اكيو لمخالفة خبراء التسويق ونتائج أبحاث السوق، وأما الثالث فهو شجاعته للاعتراف بأخطائه – أمام نفسه وأمام العالم.
وأما أهم مافي القصة فهو التأكيد على أهمية الابتكار والإبداع والاختراع. لقد كانت سوني يوما رمزا للمجيء بكل ما هو جديد في عالم الإلكترونيات، ولها أياد بيضاء على حياة العديد من البشر. من شركة مجهولة في بلد مقهور، إلى شركة يفتخر مقتنو متنجاتها بذلك. حتما هناك المزيد من الحكمة لنخرج بها من هذه القصة، لكن لن يخبرنا بها سواك عزيزي القارئ.
محمد كمال
رائع كعادك أخي رؤوف ..
ولكن لم لا نرى نجم سوني لامعا كما كان سابقا .. أين سيطرة سوني على سوق الالكترونيات الحالي .. أراها لا تستأثر بالابتكارات الحديثة على عكس سامسونج مثلا .. أو آبل .. هل هي حضارة أوشك نجمها على المغيب
شبايك
يا طيب، ما دامت لتدوم، ولو دامت لغيرك، ما وصلت إليك… ثم إن اكيو قد مات … وهو رجل قل مثيله في الدنيا…
د محسن النادي
في العام 1994 التقيت بطالب ياباني تدرب في مختبرات سوني
كان يملك مسجل صغير من تجميعه
مع سماعات خارجيه صغيره الحجم عاليه الاداء
اشتريته منه بمبلغ بسيط
المنتج للان يعمل وبحاله ممتازة
….. يجب علينا اخذ المبادره من امة اليابان
همتهم وحبهم للاتقان
لا بدّ ان يوصلنا لما نريد يوما
ودمتم سالمين
abdulaziz alanzi
أحسنت
أحمد
الملاحظ أن كل التطورات التي كانت في السابق كانت محصورة في الهاردوير
أما في السنين الأخيرة فالسوفتوير أصبح هو كل شيء ثم يأتي الهاردوير بعده
وكما قال ستيف جوبز عندما سأل عن سبب نجاح الايبود ومن بعده الايفون
قال its all about softwear
wael bishtawi
وغيرها الكثير…
الكثير من قصص النجاح حدثت في اليابان مثل هذه القصة.
فقد كانت الحكومة اليابانية ترسل الكثير من طلابها للخارج لتلقي العلوم والعودة للعمل على نهضة امتهم.
وحسب ما سمعت قديما ولست متاكدا من صحتها,ان الحكومة اليابانية ارسلت 10 متفوقين من طلابها للدراسة في الخارج وعاد 9 منهم برسوب وواحد ناجح فقامت الحكومة باعدام التسعة.
وعندما ارسلت فوجا اخر من 10 طلاب عادوا جميعهم ناجحين.
وعندها قامت فعلا باستقطاب العلوم والمعارف اليها وقامت النهضة بالابتكارز
وشكرا على المقال الجميع…مع كل معانيه من اجل التطبيق في الوضع الحالي.
صالح زبير
شكراً الأخ رءوف على هذا الطرح
اهم ماتعلمته من هذه القصة هو
الأهداف السامية + الإيجابية + الأبتكار = النجاح
محمد فتحي
احسنت مقال رائع كعادتك
حضرت الاسبوع الماضي مؤتمر جوجل المقام في الرياض G|Saudi واعجبتني كلمة في هذا المؤتمر وهي ” من أسرار قووقل في الإبداع : تعلم بسرعه ، أطلق منتجك بسرعه ، و دعه يتحسن تدريجياً. إن كان لا بد من الفشل فلتفشل مبكراً.”
بامكانكم الحصول على ملخص المؤتمر
http://www.geeker.co/?p=82
اما عروض الحدث يمكنك تحميلها من هنا
https://sites.google.com/site/gsaudiarabia/presentations
خاصة آخر عرض الخاص بالاستاذ احمد حمزاوي hamzawi_innovation غاية في الروعة
دمتم بخير
lebanon cat
شبايك ممكن تكمل قصة سوني شو صار او مين ادار الشركة بعد موريتا ؟؟؟؟
شبايك
إنها القصة المعتادة، الانحدار بعد بلوغ القمة، فقدان الرؤية، التوسع الطاحن الذي يدمر أكثر مما يفيد… صراحة سوني أراها توقفت عن الإبداع، وأصبحت مثل غيرها من المقلدين… نعم لها ابتكارات هنا و هناك، لكن ليست ثورية أو بالتي تجعلنا نكتب عنها…
خالد البطل
أجمل شيء في تدويناتك .. العبرة من القصة في نهاية التدوينة .. العزيمة والشجاعة التي تحلى بها اكيو موريتا
حازم المقدم
ممكن يا جماعه نبدأ عملية عصف ذهني لمدة يوم كامل 24 ساعة أو اكثر زي ما تحبوا من الأن نحدد خلالها أهم 100 شيئ ضروري لنهضة بلادنا ونرتبها ونكتب كل فكرة أو اقتراح يتنفذ ازاي علي المستوى الشخصي والمستوى العام و كيف نوصل لمعلومات أكبر عن هذه الفكرة . ويا ريت يا استاذ شبايك تترك تعليقك على الفكرة دي وتبدأ تنظمها
أخوك حازم المقدم
ماركوووو
اجمل شيء عجبني هو خاتمة القصة التي كتبتها .
بورك فيك ولاشك أنك مبدع وأديب فذ .
أتمنى لك مزيد من التقدم والإزدهار .
ahmad
عن ماذا يتكلم كتاب ’لا تبالِ بسجلات المدارس‘؟
شكراً عالمقال
شبايك
لا أعرف يا طيب، ويا حبذا لو تفضل قارئ يعرف عن هذا الكتاب بالرد على سؤالك الجميل.
The Hope
بحثت عن الكتاب فلم أجده غير أن من كتب عنه لخصه بجملة جوهرية مفادها:
” درجاتك المدرسية ليست مهمة أو ضرورية لنجاحك في العمل
وليست هي المعيار لمدى كفاءتك في أداء عمل ما.. ”
ويتبعها بمقولة لأكيو موريتا, يقول فيها:
“نحن جميعاً نتعلم بالتقليد , كأطفال , كطلاب مدارس أو كمبتدئين في عالم الأعمال
ومن ثم ننمو ونتعلم كيف ندمج قدراتنا الداخلية ومواهبنا مع القواعد والمباديء التي تعلمناها.”
من فهمي الشخصي لما ذكر, أعتقد أن المغزى هو أن درجاتك المدرسية ليست المعيار لقدراتك
وأنك لن تعرف ماهي قدراتك حتى تقلد مايعجبك ومن ثم تبدأ بصب مواهبك الفطرية فيه لتنمو هذه
القدرات وتحصد منها الإبداع والتميز..
فكلنا نبدأ من مرحلة التقليد, سواء عندما كنا أطفالاً نقلد من حولنا أو عندما أصبحنا طلاباً نقلد معلمينا
أو عندما نتخرج لنقلد مدربينا ومسؤولينا في العمل.. كلنا نبدأ هناك , ولابد لنا من مكان نبدأ منه ..
لكننا لايجب أن ننتهي هناك!!
اسم الكتاب بالانجليزية:
“Never Mind School Records”
احمد
سوني بالأمس وأبل اليوم السر هو في الإبداع والابتكار من أجل تسهيل حياه الناس ورفايتهم
شكرا اخي شبايك على التدوينة الرائعة
احمد الشاعر
اسرع وسيلة لحل مشاكل كتير عندنا حاليا الاتجاه للانتاج داخل المنازل زى السوفت ويير والماشروم وغزل الحرير الطبيعى الخ
The Hope
يعجبني في المخترعين والمبدعين أنهم لايخافون الفشل بالقدر الذي يجعله عائقاً للنجاح.
قصة ملهمة..
دمت مبدعاً أخي رؤوف
الخيال و الحقيقة
ما يعجبني في قصته أنه لم يسم للفشل بالتغلغل في أعماقه و لم يبالي آراء غيره
حتى عند وصوهله للقمة لم يتردد أو يتكون لديه خوف من الفشل بل فعل ما يظنه صحيحا و عندما أخطأ لم يلقي باللوم على غيره بل قال ” لا تخش الوقوع في الخطأ، فقط لا تكرر الخطأ ذاته مرتين ”
اعترف بأنه بشر يخطئ تارة و يكون على صواب تارة أخرى ، ( من اعترافه تعرف بأنه لم يملأه الخيلاء و الغرور بل كان متواضعا – أهم صفة للنجاح )
محب روفائيل
أيه يا شبايك ، كنت سأبكى يا رجل ، لأننى تذكرت فيلم بيرل هاربور والذى أتى الدمار فيه كله على الأمريكان ، مما دفعهم للأخذ بالثأر فيما بعد 🙂
فعلا هو رجل عظيم بكل المقاييس . أريد أن تكون لدى روح المثابرة والابداع كما كانت عنده
عموما ربنا يرحمه 🙂
samar
سوني شركه قويه جدا لكن المشكله اللي يقلدونها اضرو باسمها بالنسبه للعامه غير المثقفين
اتمني ان يختفي التقليد بنفس الاسم
وسيظل اسم سوني رائدا اكيد