كيتكات

كيف نجحت شيكولاتة كيتكات في دخول اليابان

,

نجحت شيكولاتة كيتكات KitKat ( كتكات / كيتكات ) في التسلل إلى حياتنا، دون أن ندري أو نشعر بها حتى أصبحت بين ليلة وضحاها عنوان الشيكولاتة الراقية التي تحب تناولها. هذا النجاح التسويقي لم يكن وليد الصدفة، أو حدث فريد لا يتكرر، ولعل تجربتها اليابانية تنم عن عبقرية تسويقية يجب أن ننتعلم منها الكثير.

دخلت كيت-كات السوق اليابانية منذ سنوات قليلة، وتصادف أن الاسم التجاري “كت-كات” قريب جداً من جملة يابانية دارجة منطوقها “كيتو كاتسو – kitto kattsu” أو ما معناه “ستفوز حتما ~ أتمنى لك النجاح“.

كان الطلاب والآباء والأمهات يتبادلونها تمنياً بالتوفيق. ما حدث بعدها هو ما يجب أن نقف عنده، حيث بدأت خطة تسويقية غير مباشرة وصبورة لرسم انطباع مبهر في عقول اليابانين جميعاً.

سنة أولى كيتكات

صورة غلاف شيكولاته كتكات
صورة غلاف شيكولاته كيت كات متوفرة في اليابان

في السنة الأولى لدخول كيتكات السوق اليابانية، بدأت الفنادق في العاصمة طوكيو توزع شيكولاتة كت كات مجاناً على الآلاف من الطلاب الذين كانوا يأتون للعاصمة طوكيو كي يدخلوا اختبارات الالتحاق بالجامعات في طوكيو.

كان قالب الشيكولاتة – بلونه الأحمر المتميز- يُوزع على الطلاب بوصفه القالب السحري الصغير والذي يفترض أن يكون جالبًا للحظ. لم يعرف أحد أن هذه الهدايا المجانية إنما جاءت من شركة كيت كات ذاتها.

في السنة الثانية، بدأت شركة الدعاية في تسريب الحكايات والأخبار عن تلك الشيكولاتة التي يتم توزيعها مجانًا في الفنادق. الشعب الياباني كثير الشكوك في الدعايات والإعلانات ولا يثق فيها، بل ويحتقرها!

في السنة الثالثة، بدأت بعض الإعلانات في الظهور، لكنها لن تأخذ شكل الإعلانات المعتاد، بل قصص صغيرة لطيفة عن مُدرسين وأمهات وطلاب مع قالب الحظ. كل هذه القصص كانت مخترعة وخيالية، لكن الأمهات اليابانية بدأ يستقر في وعيهن أن هذه القوالب تجلب الحظ فعلاً، وبدأن في إرسال أولادهن إلى الامتحانات بعد شراء قالب الحظ.

في السنة الرابعة، بدأ أناس حقيقيون في الظهور في إعلانات كت كات، التي لم تعرض أبداً شكل المنتج النهائي (قوالب الشيكولاتة)، بل مجرد العلامة التجارية.

بداية شيكولاته كيت كات

بداية شركة كيت كات كانت في سبتمبر 1935 في إنجلترا، تحت اسم راونتريب شيوكولات كريسب. الظهور الأول لأصبعي الشيكولاتة كان في مايو 1936. تحول اسم الشركة في 1937 إلى كيت كات شيكولات كريسب. رغبة في اختصاره، تحول الاسم التجاري إلى كيتكات بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

يُعتقد أن الاسم جاء من نادي ثقافي اشتهر في القرن الثامن عشر حمل ذات الاسم، واشتهر عنه انخفاض أسقفه بشدة، حتى أن الرسومات الفنية التي كانت تعلق على جدرانه احتاجت لقص جزء منها حتى يمكن تعليقها على هذه الحوائط القصيرة، واشتهر عن هذه الأعمال الفنية اسم كيتكات، كما اشتهر هذا النادي بتقديمه لفطائر شهية يُشاع أن النادي سُمي على اسمها.

خطة تسويق هذه الحلوى وقتها قامت على توفير شيء إضافي ضمن روتين تناول الشاي مع الكيك في الثقافة الإنجليزية.

كان الدخول الأول لها إلى السوق اليابانية في عام 1973. نجاحها هناك بدأ مع قصتنا هذه في التسعينات بعد شراء شركة نستلة السويسرية لها. في دليل قوي على أهمية التسويق في نجاح / فشل أي علامة تجارية.

اليوم تباع كيتكات في أكثر من 100 بلد على مستوى العالم.

إضافة وتحديث للموضوع في أبريل 2022

في عام 2009 دخلت كيتكات في شراكة مع شركة البريد الياباني اسمتها KitKat Mail. بموجبها، يمكن إرسال حلوى كيت كات بالبريد للطلاب أثناء تنسيقهم لدخول الجامعات اليابانية. كان الغلاف يحوي مساحات فارغة لكتابة أمنيات وعبارات تشجيع.

في عام 2011 وبعد زلزال قوي نتج عنه موجات سونامي المدمرة، أرسل اليابانيون هذه الحلوى ومعها عبارات المؤازرةوالتشجيع لسكان المناطق المتضررة.

في 2014 وحين تضررت بعض خطوط السكك الحديدية اليابانية، تبرعت كيتكات لإصلاحها. كما زينت بعض عربات القطار لتكون مثل حلوى كيت كات. أثناء الاحتفالات بانتهاء الأعطال وعودة الخطوط للعمل بكامل قوتها، كانت تذاكر الركوب عبارة عن حلوى كيتكات!

لم يكفِ الإيهام بأن القالب الأحمر سحري يجلب النجاح. كان الأمر بحاجة لسبب آخر يدفع اليابانيين لشراء كيتكات بشكل دوري.

مرة أخرى جاء الإبداع في التسويق في صورة فكرة يابانية صرفة. ابتكار أنواع مختلفة من الشيكولاته لا تتوفر سوى في اليابان.

كل عام، تطرح كيتكات أكثر من 20 نوعا جديدا في السوق اليابانية. الحلوى لا تجلس على رفوف المتاجر أكثر من شهرين، إذ يتم استبدالها بأنواع أخرى.

اليوم، يتوفر أكثر من 300 نوع من شيكولاته كيت كات في اليابان وحدها. الرقم الأكبر على مستوى العالم. هذا الرقم الكبير جعل بعض السياح يسافرون خصيصا لليابان لتذوق هذه الأنواع العجيبة.

في الإمارات، تجد بعض المحلات تبيع الأنواع اليابانية من كيت كات من 7 إلى 20 ضعف السعر التقليدي!

ختاما، هنا أؤكد أن عليك قراءة قصة الجملة التسويقية التي جلبت المليارات من الأرباح: تذوب في الفم لا اليد ثم قراءة قصة تأسيس كريما نوتيلا هنا.

إبراء ذمة: القليل من أنواع شيكولاته كيتكات تعتمد على حبوب الكاكاو المنقوعة في بعض أنواع الخمور. إذا اشتريت يوما حلوى مستوردة، احرص على قراءة المكونات إبراء لدينك.

16 ردود
  1. هدى
    هدى says:

    هذا هو التسويق المدبر والذي يجهله المسوقون العرب في بلادنا فقد يجعلونا نكره المنتج من كثر الدعايات له والروتين في الدعاية
    اشكرك على عرضها ولكن ما المصدر؟؟

    رد
  2. shabayek
    shabayek says:

    المصادر كثيرة، بدءً بموسوعة ويكيبيديا وانتهاءً بمقالات تسويقية كثيرة جداً !

    رد
  3. ابو سلمى
    ابو سلمى says:

    لقد تصفحت المدونةبأكملها ،ومن بين الإرتسامات التي يمكن أن أخرج بها ،كونها جميلة جدا.
    مزيدا من العمل الجاد.
    أخوك أبو سلمى:
    يمكنك زيارة بلوغي في مكتوب على الرابط التالي:
    http://www.maktoobblog.com/kamalazabdi1?all=1

    رد
  4. محمود على
    محمود على says:

    أسعد كلما أتصفح المدونات الموجودة و أرجو المزيد من رأى أفراد ذوى خبرة للتعليق على المدونات ودراساتها وكيفية الانتفاع بها

    رد
  5. مجدي أبوعمر
    مجدي أبوعمر says:

    ممتازة .. بس متأخرة نوعا ما .. لعدة اسباب ….
    أنها دخلت الأسواق اليابانية منذ فترة جدا قصيرة .
    ثانيا .. الدعايات العالمية كفيلة بان تدخل جميع ألأسواق .

    الايجابية :
    الفكرة رائعة .. اتمنى لك النجاح ..

    رد
  6. فاروسان
    فاروسان says:

    انا مكنتش بصراحة افهم اي شيئ عن التسويق ولما ابديت اعرف واشوف وابحث لقيت انة شيئ جميل ومربح بس لية تعليق انه التسويق الداخلي غير الخارجي طبعا وانتم فاهمين طبعا وكل منتج ليه طريقة في التسويق وياري اشو المزيد عن التسويق وربنا يوفقكم

    رد
  7. علي فياض
    علي فياض says:

    شركة نستلة تتبع سياسية تسويقة متقدمة وتتمتع بفريق تسويق ذو خبرة فنية في مجال التسويق حتى انهم يضعون خطط متقدمة تصل الى عشر سنوات كحد ادنى يجب وضعها من قبل كل مسوق لديهم فلا استغرب من الفكرة المدروسة التي دخلو بها الى سوق اليابان عدى عن عمر الشركة واعلاناتها في جميع انحاء العالم كفيلة بأن تسهل عملية التسويق في اليابان او اي بلد اخر.

    رد
  8. د. أحمدمصطفى ناصف
    د. أحمدمصطفى ناصف says:

    تؤكد جميع الشواهد على أن التخطيط الاستراتيجى القائم و المتعمد على أنظمة المعرفة هى بمثابة النجاح و التفوق و التميز لنجاح اى مشروع ، المه أن نفهم ونعى ونحاول تطبيق هذة التجارب الناجحة فى المؤسسات العربية أنشاء الله، لذا يجب مراجعة الاستراتيجيات و السيلسيات القائمة الآن حتى نصل إلى هذا الفكر و التخيطيط المميز مما يدعم التطوير و التقدم و ازدهار للمؤسسات العربية

    رد
  9. Yasser Sherif
    Yasser Sherif says:

    منذ فترة وانا اطلع على مدونتك . ولكثرة اعجابى بها خرجت عن الصمت الذى اشتهر به . لكى اقدم لك الشكر . من خلال مدونتك تمكنت من ترتيب افكارى ووضع الاولويات ورسم الهدف .
    الف شكر …

    رد
  10. عالية
    عالية says:

    درر لا يجيد جمعها سوى استاذ مثلك اخي رءوف .. جزاك الله خيرًا .. ميزة مدزنتك او من ضمن مميزاتها ان مواضيعك تظل جديدة يحتاجها القارئ مهما مرت السنوات

    بالتوفيق .

    رد
  11. مالك
    مالك says:

    الاحتراف في التسويق شيء ممتع وجميل وهنا استطاعت شركة كت كات بالربط بين الشوكلاته والحظ والنجاح وادخال هذه الفكرة في اللاوعي عند اليابنين وفي اذهانهم ….شكرا لك استاذ رؤوف على هذه المقالات الجميلة ونحن في الوطن العربي نحتاج الى امثالك .

    رد
  12. عاشق الشيكولاته
    عاشق الشيكولاته says:

    تصدق بالله انا كنت فاكرها على اسم الكت كات اللى جنب امبابه اى والله العظيم وكنت فاكر ان الكت كات وصلت العالميه بس هى لذيذه وشيقه وشكرا على المعلومه انا من عشاق الشيكولا ته على العموم

    رد
  13. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    هذا المقال يثبت أن التسويق يجب أن يبدأ قبل بيع المنتج بكثير ..

    و أن الخطة التسويقية المحكمة تأتي بنتائج بيع مذهلة على مر سنوات عمل عدة .

    رد

Trackbacks & Pingbacks

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *