بعدما تكتب الخبر الصحفي وتتقنه، يأتي دور إعلام العالم بما كتبته. في العادة، سيكون لديك قائمة بالعناوين البريدية للصحفيين في بلدك، والعاملين في المجال الذي يتحدث عنه الخبر الصحفي الذي كتبته. ترسل رسالة بريدية إلكترونية تشرح فيها محتوى الخبر، وترفقه، وتدعو الله أن ينشر هذا الخبر عدد كبير من الصحفيين. بعد سويعات تتصل بكل صحفي في القائمة لتتأكد أن الرسالة وصلته وقرأها وفهمها، وتوحي له بشكل أنيق أن نشره لهذا الخبر في صحيفته / مجلته / موقعه / مدونته له أهمية كبيرة عندك. كيف تحصل على هذه القائمة؟ تتصل بكل صحيفة يهمك أن تجد خبرك على صفحاتها وتسألهم عن عناوين البريد التي يمكن أن ترسل عليها الخبر الصحفي. منهم من سيتعاون ومنهم من سيرفض، هذا طبيعي ومتوقع.
واليوم أعطيكم مثالا على الخبر الصحفي كما وصفت مكوناته في التدوينة السابقة (الرابط). قدامى قراء المدونة سيذكرون حديثي عن موقع درب ومؤسسه الإماراتي مرشد محمد، وكيف أنه اتبع موقع درب بموقع جديد اسمه eMapia ولما لم يحقق هذان الموقعان ما أراده لهما، لم يتردد في إطلاق موقع ثالث اسماه يباب (أو زغرودة بالمصري – الرابط). المحاولة الثالثة عادة ما تصيب الهدف، وهذا ما تحقق مع مرشد إذ نجح هذا الموقع من أول يوم، وستعرف من سياق الخبر ما الذي يقدمه موقع يباب. هذا الموقع حصل على تمويل تشاركي من مؤسسة N2V السعودية في شهر أغسطس الماضي.
لكن قبلها يجب توضيح نقطة أساس، بعد جلسة زادت عن 3 ساعات مع مرشد، فكرنا معا ما الذي يمكن كتابته عن موقعه، واقترحت أن يضع مرشد نصائح لكل عروس إماراتية مقبلة على الزواج. هذه النصائح ليست هزلية أو من نتاج الخيال، بل هي واقعية من واقع خبرة مرشد الذي تزوج حديثا وخاض تجربة الزواج بكل تفاصيلها. لماذا نصائح ستسألني؟ لأنها كسر لحالة الجمود المسيطرة على عالم الأخبار الصحفية المرسلة من شركات العلاقات العامة، ولأنها ذات فائدة فعلية وليست مجرد درس في الترجمة الحرفية كما هو حال غالبية الأخبار الصحفية الصادرة باللغة العربية. الحديث يطول، لكن اليوم سأترككم مع الخبر، وانتظر رأيكم فيه، وهو من كتابة محدثكم.
عودة لنكمل حديثنا عن العلاقات العامة، وكيف يمكن لمؤسس شركة ناشئة الاستفادة من هذا النشاط التسويقي للحصول على بعض الدعاية المجانية لشركته ولمنتجه ولخدمته. مرة أخرى أوضح للقارئ أني لا أشرح أسس علم العلاقات العامة، ولا أنوي الحديث عن كل مكون منها، فقط سأعرج على ما فيه الفائدة والربح للشركة الناشئة.
لعل أول نقطة نبدأ بها هي كيف نترجم مصطلح Press Release؟ إذا بحثت لوجدت عدة ترجمات، مثل البيان الصحفي، والنشرة الصحفية، والخبر الصحفي. لماذا أحكي لكم هنا عن نشاط العلاقات العامة؟ لزيادة شهرة شركتك وإلمام الناس بها، على أمل زيادة المبيعات والأرباح. من هذا المنظور الربحي، فإن صاحب الشركة الناشئة ومديرها ليس في مجال الجدل البيزنطي عن أدق معنى لغوي يفي الكلمة حقها، فنحن نريد كتابة خبر، لتنشره وتذيعه كل وسائل الإعلام ونشر الأخبار. وفق هذا المنظور، سنختار الخبر الصحفي، لأن هذا ما نريده فعليا وبوضوح – نشر خبر عنا ضمن الأخبار المنشورة دوريا في وسائل الإعلام. (هذا لا يقلل من احترامنا وتقديرنا لمن اختاروا ترجمات أخرى).
بعد موافقته على الترجمة، كان لزاما علي وقف كل شيء والعمل على ترجمة أفضل مقالات موقع KISSmetrics بدءا من أشهرها: 7 طرق لخلق ضجة إعلامية عن منتجك الجديد الذي ستطلقه. لا جدال أن الراحل ستيف جوبز كان موهوبا جدا في خلق حالة عالمية من الترقب والانتظار لكل مؤتمر صحفي يعقده، وحين يتحدث، تجد العالم كله منصتا، ولكلامه مكررا. حين يفعل ستيف ذلك، فلأنه يلتزم بأشياء لو التزمنا بها مثله لنافسناه في المضمار. اقرأ المزيد
يعرف من يتابع المدونة منذ فترة أننا تحدثنا كثيرا عن أهمية سرعة إطلاق المنتج المبدئي لأي شركة ناشئة، من جهة لأن انتظار اكتمال جميع جوانب أي منتج فيه مخاطرة كبيرة، ومن جهة أخرى لأن الإطلاق السريع يجعل هناك حوار بين هذه الشركة وبين العملاء، ومن فوائد هذا الحوار تبصيرنا بما يريده ويحتاجه العملاء. في حالة العدد الأول لمجلة للعصاميين العرب فهو لم يكن لا أفضل ولا أتقن عدد يمكن تقديمه، لكنه كان الأول، ومنه تعلمت أشياء كثيرة، مثل المقاسات والمسميات وطريقة طلب رسم قصة مصورة من رسام محترف، وغير ذلك الكثير، والتي اسعدتني على اتقان تأليف وسرد وإخرج قصة النجاح المصورة للكاتبة ج ك رولينج.

قصة النجاح المصورة للكاتبة ج ك رولينج
عاب قصة بيير أوميديار أنها غير درامية بما يكفي، ولا يمكن خلق جو من الترابط بين القارئ وصاحب القصة، فلا المعلومات المتوفرة عنه كافية، ولا يمكن الاتصال به ومعرفة المزيد بما يناسب متطلبات قصة مصورة مثل هذه. رغم كل شيء، أصررت على نشرها عبر المدونة كما فعلت، وعلى جعلها العدد الأول، لأن الكمال لن يأتي أبدا.
اقرأ المزيد
بدأت مدونة شبايك في 2005 وتخصصت في نشر مقالات النجاح والتسويق في التجارة والحياة على يد رءوف شبايك!
ما الذي تبحث عنه؟
كتبت فى مثل هذا اليوم
-
التمهيد لكتاب رجال أعمال نهاية الأسبوع...
26 سبتمبر 2008