حسنا، سأعترف، أنا متشوق لهم ولهجومهم وضرباتهم تحت الحزام… أقصد أولئك المدافعين عن الوظائف وكيف أنها ليست عيبا وأن من يقولون إن الوظيفة عبودية لا يفقهون شيئا وأن ليس كل البشر مؤهلين ليكونوا أصحاب أعمال وأن تأسيس شركة خاصة قطعة من جهنم وكل هذه الجمل الرنانة.
طبعا هؤلاء اختفوا في وقت وباء كوفيد-19 لسبب بسيط، إذا خرجوا على الشاشات ووسائل الإعلام (التي تفتح صدورها لهم في أوقات عجيبة وتغلقها في أوقات أخرى!!) وقالوا الوظيفة ليست عيبا فسيقول لهم الملايين من العاطلين: آمين، هاتوا لنا أي وظيفة نقتات منها…
ولن يستطيعوا… لسبب بسيط… الوظيفة حل مؤقت لمشكلة تدوم طوال حياتك وتعظم عند كبر سنك وضعف قوتك وهوانك على الناس… وهي هشة نادرة عند وقوع أزمات اقتصادية، هذه الأخيرة باتت تكرر كثيرا يا صديقي وحري بك الاستعداد لها مقدما…
لتزكية هذا الصراع ما بين الطرفين، استعين اليوم بعصامي أمريكي من أصل هندي – نافال رافيكانت Naval Ravikant المولود في نيودلهي عام 1974 وهاجر إلى الولايات المتحدة الأمريكية مع أمه وعمره 9 أعوام. خوفا عليه من العنف والإجرام المنتشر في مكان إقامتهم في حواري نيويورك ، كان نافال يرجع من مدرسته إلى المكتبة العامة ويقبع هناك حتى تنهي والدته عملها وتمر عليه لتعود به إلى المنزل.
أعطاه ذلك الفرصة والوقت الكافي لخوض غمار بحور العلم فأخذ يبحر في مختلف الاتجاهات حتى أثقل سفينته بكنوز المعرفة.
في الجامعة درس علوم الحاسب والاقتصاد. تخرج فعمل في مجال القانون ثم هجر كل ذلك قاصدا وادي السيلكون. بدأ فأطلق في 1999 موقعا مخصصا للجمهور لكتابة آرائهم في كل المنتجات والخدمات حمل اسم epinions ومن موقع لآخر من شركة لأخرى حتى زادت خبرته وأرصدته في البنوك.
من تأسيس الشركات الناشئة تحول إلى الاستثمار فيها، حتى بلغ عدد الشركات الناشئة التي استثمر فيها ما يفوق مائتي شركة، بلغت القيمة السوقية لعشر منها ما يفوق المليار دولار،
أشهر ما استثمر فيه من شركات هي: أوبر، تويتر، فورسكوير، يامر، على سبيل المثال لا الحصر.
في صيف 2018 نشر نافال تغريدة أوجز فيها خبرته من الحياة في الثراء وجمع الكافي من المال ليغني عن الوظيفة والقلق من المستقبل والشيخوخة وأمراض نهاية العمر…
بدأ نافال رافيكانت فقال: (ترجمة بتصرف كبير كما هي عادة صاحبكم هنا!)
اطلب الثراء لا المال أو الوجاهة الاجتماعية. الثراء هو أن يكون لك أصول تجلب لك الأرباح والعوائد وأنت نائم. المال والنقود هي وسيلة لنقل الثروة والوقت. الوجاهة هي مكانك على السلم الاجتماعي.
اعلم أن الثراء بشكل أخلاقي مقبول أمر ممكن الحدوث. إذا ازدريت الثراء سر ا فسيتملص منك ولن تحصل عليه.
تجاهل من يحصلون على الوجاهة الاجتماعية عن طريق الألاعيب. هؤلاء تزداد شهرتهم ووجاهتهم عبر هجومهم على المنشغلين بجمع الثروة.
[أو بكلمات أخرى، يقصد كل أولئك الذين يخرجون علينا ليقولوا الوظيفة ليست عيبا والعيب على الأشراء الخبثاء أعداء الوطن الذين يشجعون الناس على ترك الوظائف من أجل تأسيس الشركات]
لن تصبح ثريا عبر تأجير وقتك. يجب عليك أن تملك بعض الأصول والأعمال – لكي تحصل على الحرية المالية.
ستصبح ثريا بأن تعطي المجتمع الشيء الذي يحتاجه ولكنه لا يدرك احتياجه لهذا الشيء بعد. هذا العطاء يجب أن يكون قابلا للتوسع والترقية والزيادة (الرافعة Up-scale).
اختر صناعة يمكنك أن تلعب فيها أشواطا طويلة مع أناس يبقون لفترة طويلة.
شبكة الانترنت وسعت بشكل عملاق إمكانيات الوظائف المتاحة، لكن معظم الناس لا تدرك ذلك حتى الآن.
عليك بالألعاب ذات التكرار، فكل العوائد في الحياة والثروة والعلاقات والمعرفة تأتي من الفائدة المركبة.
اختر شركاء عمل من ذوي الذكاء المرتفع والطاقة العالية وأهم شيء: أصحاب الأخلاق والنزاهة.
لا تشارك المتشائمين والساخرين. هؤلاء لديهم معتقدات معدية.
تعلم البيع. تعلم كيف تبني. إذا كنت قادرا على فعلهما معا، فلن يوقفك شيء.
المعرفة المحددة
سلِّح نفسك بالمعرفة المحددة وتحمل المسؤولية والقدرة على تسخير الظروف لصالحك.
المعرفة المحددة هي التي لا يمكن تدريبك عليها. إذا استطاع أحدهم تدريبك على شيء، فسيدرب غيرك والذي سيحل محلك.
المعرفة المحددة تحصل عليها عبر إشباع فضولك وشغفك، لا عن طريق السير مع القطيع وتعلم المشهور والمطلوب حاليا.
اكتسابك المعرفة المحددة سيبدو وكأنك تلهو وتلعب، بينما سيبدو الأمر شاقا جدا على غيرك.
حين تتعلم المعرفة المحددة فسيكون ذلك على يد معلمين ومحترفين أثناء عملهم، وليس في المدارس ومراكز التدريب والدورات الأونلاين!
المعرفة المحددة عادة ما تكون تقنية أو إبداعية جدا. لا يمكن جعلها أوتوماتيكية أو تعهيدها لأطراف خارجية.
تقبل أن تتحمل مسؤولية قراراتك. كن مغامرا في مجال الأعمال واستخدم اسمك ولا تتخفى خلف آخرين. المجتمع سيكافئك بالمزيد من المسؤوليات وحصص رأس المال.
أكثر الناس تحملا للمسؤولية تجد لديهم علامات تجارية فردية، عامة، عالية المخاطر، مثل أوبرا وينفري، دونالد ترامب ، كانيي ويست، إيلون ماسك
«أعطني عصى طويلة ما يكفي ومكانا أقف عليه، وسأحرّك الأرض» -عالم الرياضيات اليوناني أرخميدس
الثروات تحتاج إلى أدوات رفع لصنعها، تأتي في عالم الأعمال من رأس المال والناس والمنتجات التي لا تكلف أي شيء لصنع نسخ منها (مثل برمجة التطبيقات وصناعة المحتوى الرقمي)
لتحصل على رأس المال عليك تطبيق معرفتك المحددة وتحملك للمسؤولية وأن تظهر نتائج حكمك السديد على الأمور.
القوى العاملة هم أناس يعملون من أجلك، وهي أقدم أداة رفع والأكثر استخداما، وهي أداة رفع تثير التباهي لكن عليك ألا تضيع حياتك بحثا في تحقيقها.
رأس المال والعمالة هي أدوات رفع تتطلب الإذن المسبق والموافقة المسبقة، الكل يطارد رأس المال لكن على أحدهم أن يوافق فيعطيه لك، والكل يريد أن يكون القائد، لكن على أحدهم أن يوافق فيتبعك.
البرمجة وصناعة المحتوى لا تحتاج إلى إذن مسبق، فهما الرافعة التي رفعت وصنعت ثروة الأثرياء الجدد، إذ يمكنك صنع التطبيقات والمحتوى الذي يبيع ويجلب لك المال وأنت نائم.
تتوفر حاليا جيوش من الروبوتات متمركزة في مراكز البيانات (Data center) وسبب هذا التمركز الرغبة في توفير النفقات. (يمكنك الاستفادة منها لتحقيق الأرباح)
إذا لم تستطع البرمجة، اكتب الكتب والتدوينات وسجل صوتيات البودكاست ومقاطع الفيديو.
لكي تحكم على شيء ما تحتاج لخبرة في المجال، يمكنك الوصول لها بسرعة إذا تعلمت المهارات الأساسية.
ليس هناك مهارة اسمها الأعمال، ولذا تجنب مجلات الأعمال ودورات الأعمال.
تعلم الاقتصاد الجزئي ونظرية الألعاب وعلم النفس وفن الإقناع وأخلاقيات المهنة والرياضيات والحواسيب.
القراءة أسرع من الاستماع، التطبيق أسرع من المشاهدة.
يجب أن تكون مشغولا حتى أنك لا تجد الوقت لصنع كوب من القهوة. في الوقت ذاته، يجب أن يكون جدول أعمالك غير مكتظ.
ضع قيمة مالية لساعة عملك. إذا كان حل مشكلة ما سيعود عليك بنفع أقل من المقابل المالي لساعات عملك عليها، اعهد بها لغيرك. إذا كان التعهيد أرخص من تكلفة ساعات عملك، اختره.
اعمل بكل ما أوتي لك من قوة (مع اعتراض محدثكم على هذه النصيحة التي يساء فهمها وتكون سببا في سقوط البعض مرضى لفرط الإرهاق، إن لبدنك عليك حقا، ولا توجد أموال أو ثروات تعوض الصحة إذا ذهبت!)
كن الأفضل في مجال عملك في هذا العالم. استمر في العمل لتحقيق هذا الهدف.
لا توجد طرق سريعة للثراء. تلك التي يعلنون عنها هي وسيلة لأحدهم لكي تكون سببا في زيادة ثروته هو لا أكثر.
حين تصل إلى الثراء، ستكتشف أنه لم يكن ما تبحث عنه في البداية، لكن هذه محلها تغريدة أخرى.
– نهاية التغريدات –
أتفق معك، الكثير من هذه التغريدات مبهمة، حتى أن نافال نفسه احتاج لتسجيل فيديوهات وعقد لقاءات لشرح ما أوجزه من أفكار حتى تحولت لطلاسم وألغاز.
يرى نافال أنه بإمكان كل سكان الكوكب تنفيذ نصائحه هنا.
تفسيره لذلك قائم على أن البشرية في بداياتها كانت تعمل كلها في مجال الزراعة ولم يكن ذلك سببا في أي خسائر أو مجاعة. اليوم، يعمل 1% تقريبا من سكان الأرض في مجال الزراعة، وهذا أيضا لم يسبب أي أضرار (لمحبي التفاصيل، الآلات عوضت النقصان)
أحمد سعد
أحسنت أستاذ رءوف ..
مدونة شبايك كأقدم مدونة عربية وأكثرها ثراء من حيث المحتوى كانت بالنسبة لنا مدونة التواصل والتعلم فيما قبل عصر فيسبوك ..
وأسعدني الدخول إليها وقراءة هذا المقال الجديد في توقيت توقف خدمات التواصل عبر فيسبوك – انستجرام – وتساب .. ووجدت تفسي أعود إلى الأصل !
محى محمد عبدالهادى
بصراحه أحتاج لتوضيح أكثر فى نقطه المعرفه المحدده ،، وأنتهز الفرصه وأقول لأستاذى احمد سعد هل لى برقم هاتفك فانا اعمل على رساله ماجستير وودت أن أتحدث معك قليلا لو هذا ممكن وشكراااا للغالى على القلب شبايك
أحمد سعد
مرحبا بك أخي محيي .. قام أستاذنا شبايك بتنبيهي إلى رسالتك وقمت بإرسال رساله لك عبر بريدك الإلكتروني.
تحياتي ،،
د محسن النادي
فعلا كل تغريده بحاجه للتأمل فيها مرارا وتكرارا
هي نصائح من شخص فشل حين عمل وجرب ولكنه تعلم حتى نجح
وكما نقول في المثل عندنا ليس كل الاكل زلابية ٠٠٠ نوع حلوى معروف في نابلس ولذيذ…
كذلك ليس كل العمل نجاح بل هنالك عثرات ان تم تجاوزها كان النجاح حليف المثابر
ودمتم سالمين
احمد امين
كل الاحترام والتقدير لصاحب المدونة وللزوار الكرام…
بالفعل من اروع المدونات وكم كان لها الاثر الكبير علي شخصيا كوقود للاستمرار…