تسعون دقيقة من التكييف – أبرد أفلام الصيف في نيويورك

تسعون دقيقة من التكييف – أبرد أفلام الصيف في نيويورك

بلغت حرارة الجو ? في شهر أغسطس الماضي درجات غير مسبوقة في مدينة نيويورك الأمريكية، دفعت سكان المدينة للبحث عن حلول غير تقليدية للحصول على بعض التكييف والبرودة خلال يومهم الحار كأنه نار…

من ضمن هذه الحلول كان الذهاب إلى دور السينما لقضاء سويعات في جو مكيف بارد ولعل أحدهم أصاب عصفورين فشاهد فيلم ذا قيمة وفائدة.

ذلك الحل جعل لمبة الأفكار النيرة تضيء في عقول العاملين في وكالة الإعلانات بيريرا أوديل Pereira O’Dell…

…إذ كان أحد عملائها الجدد شركة تصنيع مكيفات الهواء ميديا Midea.

عمدت وكالة الإعلان لتصوير فيلم سينمائي كامل مدته 90 دقيقة وعرضته في إحدى دور السينما في حي مانهاتن في نيويورك بتاريخ 17 أغسطس 2022.

تسعون دقيقة من التكييف

عنوان الفيلم كان تسعون دقيقة من التكييف 90 Minutes of Air Conditioning وكان الشعار أبرد أفلام الصيف!!

تسعون دقيقة من التكييف
تسعون دقيقة من التكييف

كان الفيلم بأكمله مجرد لقطة متواصلة لوحدة تكييف الهواء من ميديا وهي تبرد شقة – مع ظهور شخص عشوائي ثم اختفائه.

مع بعض الدعاية والترويج، اجتمع حشد من الناس ينتظرون خارج المسرح يوم بدء عرض الفيلم.

لما لا والدخول مجاني مع تقديم الفشار الساخن مجانا ومعه مشروبات غازية مجانية بدورها… أما إذا أعجبتك الفكرة وأردت شراء مكيف هواء من صنع ميديا، ستحصل على خصم خاص فوق كل ما سبق ذكره!!!

بينما تطلب معظم دور السينما – دون فائدة – من الزبائن إسكات أجراس هواتفهم النقالة المزعجة، هذه المرة بدأ الفيلم بأن شجع حضور الفيلم – ليس فقط على استعمال هواتفهم – بل على إجراء مكالمات أو مشاهدة أي شيء عليها بينما يستمتعون بالجو البارد الذي قد يساعدهم على تحمل حرارة جو نيويورك. في خطوة يائسة أخيرة، شجع الفيلم الحضور على الدردشة مع رفاقهم في هذه السينما العجيبة.

لا تحاول استعمال المنطق أو العقل، لقد كانت الفكرة مجنونة – وذكية. عنصر الجذب والعرض المغري كان الجو البارد، وليس المحتوى أو قصة الفيلم أو خدع سينمائية أو ممثلين مشاهير أو غير ذلك.

كان الهدف الأساسي عمل حفل إطلاق منتج بشكل جديد تمامًا.

أرادت ميديا طريقة لجذب الاهتمام لمنتجها الجديد – اهتمام الصحافة والناس ومدونة شبايك.

كان فيلم تسعون دقيقة من التكييف لها، وكانت نيويورك في حرارة شهر أغسطس المكان المثالي لذلك.

لقد كان حفل إطلاق منتج ناجح، وحصل الفيلم / الحملة الدعائية على جوائز عدة وتحدثت عنه مواقع ومدونات عدة لفترات طويلة.

مكيفات شركة ميديا لها تواجد في السوق العربية، لعله تواجد متواضع، لكن هل تظنك مهتما بمعرفة المزيد عنها؟ هذا رابط موقعهم

افعل يا طيب وزر صفحة حساب وكيل الشركة في العالم العربي على يوتيوب والذي يحقق أرقام مشاهدات هزيلة على الرغم من المجهود الجبار الذي يقوم به مسئول التسويق عندهم… الأمر الذي يجعلني أشعر بالتعاطف معه – دون أن أعرفه – إذ أمر في عملي بمواقف مشابهة ????

تقليدا لهذه الفكرة، أخرجت لنا وكالة إعلانات في العراق إعلانا مشابها لمكيفات ميديا في العراق، وأقل ما أصف به الإعلان إنه سخيف، لكني شاهدته حتى نهايته… لأقول لكم إنه سخيف، رغم أن عدد المشاهدات 13 مليون وهذا حتما بسبب أموال الإعلانات وليس بسبب جودة الإعلان ذاته.

رغم ذلك، تحية تقدير على المجهود يا شباب العراق وإلى وكالة الإعلانات البلدة المجنونة CrazyTown.

الشاهد

  • في عالم صناعة الإعلانات، لا يهم المحتوى قدر ما يهم رد فعل الناس – دون أن تخالف الثقافات والأعراف والمعتقدات والأديان… وهذا ما حدث في هذه الحالة. شيء اجتمع عليه الناس، عرض مجاني، مزايا إضافية فعلية، هواء ومشاريب باردة مع مأكولات ساخنة وخصم خاص.
  • كونك لا زلت مستمرا في قراءة هذه السطور يعني نجاح الفكرة في إعلامك بعلامة تجارية جديدة… وهذا ما نحاول نحن العاملون في مجال التسويق عمله في كل خطوة تسويقية نتخذها.
  • إياك أن تخرج من هذه القصة محاولا تكرارها في عالمنا العربي، فهذا يعني أنك لم تفهم المغزى والحكمة.
  • في حال كنت من مشاهير يوتيوب وأردت إتحاف متابعينك بهذه الفكرة، لا تنس ذكر هذه المدونة من باب التشجيع والدعم والتعاضد…
  • الموقع العربي لشركة Midea ترجم اللفظ الأعجمي للاسم التجاري إلى مايديا رغم أنه ينطق ميديا… لكن من أنا لأحكم؟!
  • لا، لم يحصل كاتب هذه السطور على أي مقابل – ولو حتى فشار ساخن أو بارد – مقابل كتابة هذه التدوينة ?☹??
2 ردود
  1. محمد
    محمد says:

    يقولون أن الانطباع الأول هو الذي يشكل أقوى ردة فعل

    في التسويق أنت تتعامل مع بشر, والنفس البشرية مُثيرة ومعقدة كثيرًا، لذا فهي لا تحتاج منك رسائل مُعقدة، بل بسيطة وعميقة تلمس مشاعرهم أكثر من مجرّد سرد للمُميزات والمنافع
    .
    وفي حال رغبتنا في الإقناع لابد للوصول للعقل وأسرع وصول له هو مخاطبة الحواس التي من خلالها تترجم المعرفة وتنقلها للعقل وهذا ينجح في التسويق بالممارسة .

    لنأخذ مثال على مخاطبة الحواس وهو موجه للزوجه :
    ( أقرب طريق لقلب وعقل زوجك معدته).. مثل شعبى
    هذا المثل اذا وعته الزوجه فى سنة أولى زواج واجتهدت في إتقانه، نجحت فى استقطاب زوجها وذلك بعمل كل ما لذ وطاب من طعام، بدلا من أن يتركها زوجها عائدا لأكل والدته الذى تربى عليه سنوات طويلة .

    علاقة الشد والجذب بين الزوجة والحماة تبدأ من المطبخ، فإذا نجحت الزوجة فى الاستحواذ على قلب وعقل الزوج، وطهيت له ما لذ وطاب من مأكولات يحبها فتكون بذلك كسبت جولة نجاح الشراكة الاجتماعية فيما بينهما.

    رد
  2. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    فكرة الفيلم السينمائي لمكيف يعمل .. (فكرة غريبة)
    وتستحق التواجد على صفحات المدونة التي تحتوي على غرائب وطرائف التسويق .. وبحكم قربي من العلامة التجارية التي تفضلت بذكرها .. فهم فعلا ينفقون الكثير على التسويق بأشكال شتى ..

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *