دراجة في صندوق تليفزيون

دراجة في صندوق تليفزيون – فكرة ذكية لخفض خسائر الشحن

,

في عام 2015 بدأت شركة تصنيع الدراجات الهولندية فانموف  Vanmoof  تصدير دراجاتها إلى الولايات المتحدة الأمريكية. هناك، واجهتها مشكلة كبيرة: غالبية صناديقها كانت تصل لأصحابها تالفة. خسائر الشحن كانت كبيرة ومؤلمة، خاصة حين نعلم أن متوسط سعر الدراجة الواحدة قرابة 3 آلاف دولار أمريكي.

جربت الشركة طرقا كثيرة لمعالجة المعاملة القاسية لصناديق منتجاتها من عمال شركات الشحن والنقل، مثل صناديق أقوى، تعبئة أفضل، اختيار شركات شحن مشهور عنها إظهار الرحمة لما تشحنه… دون جدوى.

بعدها تساءل الشريك المؤسس للشركة، لماذا يعامل عمال الشحن في الولايات المتحدة الأمريكية صناديقهم بكل قسوة، في حين يحترمون صناديق أجهزة التليفزيونات المسطحة على سبيل المثال؟ وهنا خطرت له الفكرة، لماذا لا يجعل الشكل الخارجي للصناديق الكرتونية التي تحوي دراجاتهم قريبة الشبه بصناديق أجهزة التليفزيون الرقيقة؟

دراجة في صندوق تليفزيون
دراجة في صندوق تليفزيون قللت خسائر الشحن

بعد تنفيذ هذه الفكرة، انخفضت خسائر الشحن ومعدلات تلف صناديق الدراجات بقرابة 80% وفقا لتدوينة في موقع الشركة.

هل خفض الخسارة كان المكسب الوحيد؟ لا.

رغم أن الشركة حرصت على إخفاء تفاصيل هذه الفكرة عن وسائل الإعلام، لكن الخبر انتشر وذاع ونقلته القنوات التليفزيونية ومواقع انترنت والصحف.

استشهد الكثيرون – مثل محدثكم هنا – بعبقرية وبساطة هذه الفكرة، ما جلب للشركة المزيد من الشهرة والعملاء والمشترين.

هل أبدعت هذه الشركة فكرة عبقرية أخرى مثل هذه؟ إذا كان الأمر كذلك فلم أجد ذكرا لها حتى الآن.

بداية – ونهاية – شركة فانموف

الجدير بالذكر هنا هو أن شركة فانموف تأسست في عام 2009 بهدف صنع دراجة كهربية تناسب شوارع المدينة، دراجة عالية الجودة ناعمة القيادة يمكنها السير بقوة شحنة واحدة لمسافة 150 كيلومتر. بعدها تحول تركيز الشركة إلى هدف أسمى، منع سرقة دراجاتها – أو جعلها صعبة السرقة.

الفكرة الأولى كانت جعل موتور الدراجة يعمل بمثابة القفل الذي يمنع دوران العجلة بدون المفتاح الأصلي.

هذا بجانب خاصية تتبع الدراجة عبر الأقمار الصناعية جي بي اس GPS والتي يمكن شبكها مع هواتف آيفون بحيث يمكن تتبع موقع الدراجة في حال سرقتها، كذلك خاصية التعرف على مالك الدراجة عبر البلوتوث.

كل هذه الأفكار والخواص جعلت الدراجة تحصل على مراجعات إيجابية وتقييمات مرتفعة من المجلات ووسائل الإعلام. ولعل هذا يبرر أن أقل سعر لأقل طراز منها يكلف على الأقل 3 آلاف دولار.

في 17 يوليو 2023 أعلنت شركة فانموف إفلاسها وتسريح 700 من موظفيها في هولندا. جاء في الخبر أن سبب الإفلاس هو المصاريف الكبيرة والتكاليف العالية لإصلاح وصيانة دراجات الشركة التي تتعطل وهي في فترة الضمان. كانت مصاريف الضمان من الكبر حتى قضت على الشركة كلها.

4 ردود
  1. رضوان
    رضوان says:

    عندنا كنت اعمل في فندق كنا نضع كاسات بلاستيكيه بكميات كبيره وكل يوم كان الاستهلاك كرتونه.
    كنا نلاجظ الضيف ياخذ كاسات للغرفه وبضعها يسقط في برميل الزباله.
    وخطرت لنا فكره
    ان نضع كل مره عشر كاسات فاختفت ظاهره اخذ الكاسات للغرف وانخفض الاستهلاك بشكل كبير وتم تعميم الفكره على كل الشبكه

    فسمع الشيف بذلك وقرر وضع قطع قليله وكل نره يضيف وقال سنوفر اكثر. ولكن النتيجه كانت عكسيه شكاوى وتقييم سيء
    ولكن التوفير اتاه من طريقه اخرى
    ايام الكورونا تم تقديم الطعام من وراء حاجز زجاجي.
    فكان التوفير هائل
    ولكن مع انتهاء ازمه الكورونا عاد الاستهلاك المرتفع للطعام.
    وكنت في احد فنادق مصر وكانوا يضعون الطعام في وعاء مغلق تقوم بفتحه بيد واليد الثانيه تاخذ الطعام واحيانا تجد صعوبه في الامساك والفتح
    فوفرنا30% ولكن الضيوف اعترضوا وكان التقييم سيء وعدنا للاسلوب القديم بوفيه مفتوح ووفره هائله من الطعام

    رد
  2. أمجد الصبياني
    أمجد الصبياني says:

    من المهم في التجارة التي تعتمد على شحن الطلب للعميل معرفة سلوك موظفي شركات الشحن و يمكن معرفة ذلك بملاحظتهم عند التسليم و الاستلام و في مقرهم و من شكاوى العملاء.
    لقد عملت في مجال يتطلب منا شحن عبوات سوائل فكان علينا الاهتمام بالتغليف..
    أحيانا نقوم بإضافة كرتون فوق آخر لتكون الشحنة تبدو ككرتون طويل حتى يهتم موظف الشحن بإبقاء الشحنة في الوضع العمودي.
    و أيضا مكان وضع البوليصة بحيث تكون في الأعلى ظاهرة لعين العامل يساعد على بقائها في وضع عمودي.

    لكن فكرة صندوق التلفزيون هذا مميزة

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *