فيرونيكا شو في نيبال

البحث عن إلهام مشروعك التالي – مثال فيرونيكا شو

رغم أني سبق لي الحديث عن هذا الموضوع في تدوينة سابقة بعنوان اعرف ما الذي تريده في عام 2008، لكن سيل الرسائل السائلة عن أفضل طريقة لكي يعرف الواحد منا ما هي خطوته التالية وفكرته المقبلة ومشروعه التجاري لم ينقطع. اليوم سأجرب طريقة جديدة للإجابة عن هذا السؤال، دعوني ألخص لكم ما كتبته الثرية الصينية فيرونيكا شو Veronica Chou 曹穎惠 في عدد مجلة انتربنور الأمريكية لشهر أبريل 2020.

فيرونيكا شو ابنة رجل أعمال صيني ناجح جدا، علمها والدها أنها إذا عملت بجد وكد وتعب، حتما النجاح سيأتي بعدها.

ولذا في عام 2008 وسنها 24 ربيعا (من مواليد عام 1984)، أسست شركة أزياء حملت اسم Iconix China وكانت من الذكاء والدهاء والحنكة، بحيث اعتمدت آلية جديدة للعمل في السوق الصيني رغم القوانين الصينية التي تهدف – بدون شكل صريح – لمنع غزو العلامات التجارية والماركات غير الصينية للصين. هذه الشركة كانت بالشراكة مع والدها ومقرها كان في هونج كونج.

أفكار جديدة غير مسبوقة

اتفقت فيرونيكا مع بيوت الأزياء العالمية عامة والأمريكية خاصة، بحيث تحصل على حق الاستغلال التجاري الوحيد للعلامة التجارية في الصين، وذلك من خلال الاتفاق مع شريك خبير أزياء صيني لتأسيس شركة جديدة تتعامل في هذه العلامة التجارية في السوق الصينية، ومع نجاح الشركة الوليدة يتم طرح أسهمها في البورصة الصينية، وتكرر الأمر مرة أخرى مع بيت أزياء جديد.

البطلة فيرونيكا استغلت في تحقيق ذلك علاقات والدها. طبعا هذه الجملة لا تقلل من الجهود الكبيرة التي بذلتها فيرونيكا حتى اشتهرت تلك العلامات التجارية حتى بلغت 20 علامة تجارية عالمية مشهورة تزين الملابس والحقائب والأحذية وكل ما تهواه النساء، تباع في أكثر من ألف فرع في ربوع الصين.

في عام 2015 باعت فيرونيكا نصيبها في الشركة.

مشكلة فيرونيكا كانت ميراثها من ثروة والدها (وجدت تقديرا لها يقارب 2.7 مليار دولار)، وأنها أينما ذهبت سيظن الناس أن والدها والعائلة جعلت من حياتها سهلة.

قلتها من قبلها وأكررها هنا مرة ثانية: كثرة المال مشكلة مثلها مثل قلة وندرة المال.

ولذا ذهبت في رحلة بحث عن الذات لمعرفة ما المشروع التالي الذي ستطلقه…

فيرونيكا شو في نيبال
فيرونيكا شو في نيبال

يوريكا – وجدتها !

هذا البحث استغرق 4 سنوات، ارتحلت فيه وزارت بلاد العالم، حتى جاء يوم كانت تسير في ربوع نيبال ووجدت راهبا بوذيا Monk يتقن رسم لوحة فنية تذهب عوائد بيعها للمعبد، هذه اللوحة تعكس تناغم العالم الذي نعيش فيه، وتهدف لأن يتأمل الرائي والناظر لها في الحياة وفي أعماق نفسه حتى يصل إلى التناغم المنشود في هذه الحياة.

اسم هذه الرسمة أو اللوحة كان ماندالا Mandala وهي تعني الدائرة المرسومة بعناية ودقة، حتى أصبح الاسم يرمز للمخططات والأنماط الهندسية – والعهدة على ويكيبديا.

(فقط للتوضيح، أغلب هذه الرسوم وثنية تعرض آلهة / رموز البوذيين ولهذا لم أرفق صورة لها لكن يمكنك دائما البحث عنها)

لفتت الماندالا انتباهها، وأخذت فيرونيكا تتعمق فيها وفي معانيها واشترت 10 لوحات من هذا الراهب لمزيد من التفكير.

وجدت فيرونيكا الدائرة ترمز إلى التداخل المنظم بين كل شيء في الحياة، وتوصلت إلى أن الدائرة المرسومة يمكن اعتبارها عجلة الحياة، وترمز إلى ضرورة تواصل كل شيء حتى تستمر العجلة في الدوران…

أهدت فيرونيكا عددًا من هذه اللوحات العشر، وأبقت ثلاثا معروضة في بيتها، لتذكرها دائما بهذه النظرة والفكرة.

هذه النظرة الفلسفية هدتها إلى مبدأ إعادة التدوير من أجل الوصول إلى التناغم المطلق في الحياة بما يساعد على بقائها واستمرارها…

نظرت فيرونيكا فوجدت أن مجال خبرتها الكبير هو صناعة الأزياء والملابس.

هذه الصناعة مشهورة جدا بأنها صناعة تخلف ورائها قدرا كبيرا جدا ومؤلما من الفاقد والهادر…

وصل النقاط معا

ربطت فيرونيكا تلك النقاط معا وقررت أن مشروعها التالي سيكون دار أزياء معتمدة بالكامل على إعادة التطوير تستخدم مواد صديقة للبيئة وتحقق أقل بصمة كربونية ممكنة في آليات التصنيع التي تعتمدها لصناعة الأزياء والملابس الخاص بها، وبحيث تترك أقل قدر من المخلفات؛ مخلفات لا تضر بالبيئة.

في أكتوبر 2019 أطلقت شركتها الجديدة للأزياء النسائية والتي حملت اسم: الكل والكل أو Everybody & Everyone والتي تركز من اليوم الأول على المكونات والمواد الخام المستدامة والناتجة من إعادة التدوير مع إنتاج أقل قدر من انبعاثات الكربون في عمليات التصنيع وإدارة هذه الشركة وتبيع عبر انترنت وتركز على السوق الأمريكي في البداية خاصة وأن مصانعها هناك أيضا.

(بسبب وباء كورونا أوقفت الشركة الجديدة عملياتها بشكل مؤقت)

فوق ذلك، اتبعت الشركة برنامجا لاستعادة الملابس القديمة السابق بيعها من أجل تدويرها وإعادة استخدمها في منتجات الشركة.

نهاية القصة.

الآن، لا أريد منك أن تركز على البطلة ولا على والدها ولا ثروتها.

ركز على النقطة الأهم: كيف جعلت من رسمة / لوحة فنية تساعدها على الوصول لهدف جديد في الحياة، تحدي جديد، شركة جديدة.

من واقع خبرتي الضعيفة في الكتابة عن قصص النجاح في عالم الشركات، وجدت أن من يتعب وينجح ثم يبيع شركته، يشعر بندم وحيرة بعدها، وينزوي في جوانب المجهول أو يرضى بسابق أمجاده ويطلب أن ينساه الناس، ما لم يعيد اكتشاف نفسه ويعود من جديد بفكرة جديدة وتحدي جديد.

الأمر سواء: من وجد فكرة تعب عليها ونجح من خلالها ثم باعها – ومن لم يجدها بعد.

الفكرة الجديدة التي تأسرك وتملك شغاف قلبك وتسيطر على عقلك بالكامل، لهي نعمة كبيرة جدا… العثور عليها ممكن لكن يتطلب تفكيرا عميقا…

ما أريدك أن تخرج به: استمر في البحث والتفكير والنظر في بيئتك المحيطة، فهذا هو السبيل لتعثر على فكرة مشروعك القادم. لن يفعلها لك غيرك.

حكي فاضي

لعل التعليق المثالي الذي أتوقعه على تدوينة كهذه هو كالتالي:

يا عمي نحنا ما لاقين ناكل حتى أنت تحكي لنا عن إعادة تدوير وحكي فارغ.

حسنا، لعل أول درس من وباء كورونا الحالي هو أننا إذا لم نحافظ على الطبيعة، فلن تحافظ الطبيعة علينا وستخرج لنا المزيد من وسائل التأديب والتذكير.

يجمع جل كبير من العلماء على أن فيروس كورونا يمكن له التطور والعودة من جديد بشكل مميت قد يقضي على البشر، ولذا فإن واقعنا الحالي يؤكد على أن بقاء البشر يعتمد على احترامهم الطبيعة، ومن ضمن وسائل الاحترام هذه الصناعات القائمة على إعادة التدوير… والتي أظن سيكون لها شأن كبير في المستقبل.

طبعا هذا رأيي الشخصي واجتهادي الفردي ولك مطلق الحرية.

حين يأذن الله لنا ونتخطى محنة وباء كورونا كوفيد-19 سيقف العالم ساعتها ليفهم ماذا حدث ولماذا حدث، والآثار الإيجابية والسلبية لما حدث، ومن ضمنها ضرورة الاهتمام بالجهود العالمية لمقاومة الاحترار العالمي وتراجع المساحات الخضراء وتلوث المحيطات والاستدامة والتطوير… وهذه ستكون أبواب رزق جديدة لمن يفكر في المستقبل البعيد.

ما أردته من هذه التدوينة لفت انتباهك لأهمية البحث والتفكير وأخذ الأفكار من بيئتك المحيطة – وكذلك لصناعة إعادة التدوير التي قد تكون مطلوبة في الحقبة المقبلة.

فكرة مشروعك التالي أمامك.

أنت فقط بحاجة للتفكير حتى تظهر لك واضحة.

أنا لا أعرفها ولا أعرف كيف ستعثر عليها…

هذا دورك أنت يا بطل.

مصدر الصورة المستخدمة هو حساب فيرونيكا شو على انستاجرام

20 ردود
  1. محى محمد عبد الهادى
    محى محمد عبد الهادى says:

    استاذ شبايك هناك فكره تختمرنى أود طرحها على حضرتك والساده زوار المدونه الأفاضل

    وهو تجاره الأدويه بشكل إحترافى على النت بمعنى موقع ضخم يوفر لك الدواء بميزه تنافسيه
    اتوقع ان الدواء هو المنتج الوحيد اللى ليس له مواقع عالميه مشهوره

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      التصريحات والموافقات المطلوبة كثيرة جدا، تختلف وتتباين من بلد لآخر… أظن أني قرأت من قبل عن مشاريع مماثلة لم تكمل مسيرتها، لو صح ظني عليك أن تبحث عن كل واحدة منها وتبحث في أسباب التوقف وتقارن بالفكرة التي لديك.

      على الجهة الأخر، الصيدليات اليوم تبيع عبر مواقعها وعبر انترنت في ظل الحظر بسبب فيروس كورونا. لعل هذه الفكرة قريبة من فكرتك؟

      رد
    • رمضان
      رمضان says:

      تحتاج الى عدة تصاريح.
      ولكن يمكنك فعلها مع المكملات الغذائيه.او الادويه بدون وصفه
      او عبر الصيدلي المتنقل شاحنه تكون صيدليه ولكن الامر مكلف
      توجد فكرة تطبيق ماليزي يقدم الادويه ولكن لا اعرف مدى نجاح الفكره

      رد
  2. يحيى
    يحيى says:

    السلام عليكم اخي الغالي وكل عام وانت بخير
    مقالاتك دائما مميزه ومؤثره
    لكن هذه اظن ان هذه المقالة لم توفق بها

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      أشكر على تعليقك الجميل. حين تعرف السبب، سيبطل العجب.

      بداية، هذه التدوينة ليست لكل شخص، هذه لها طالبها. كما قلت في مطلع التدوينة، تصلني رسائل كثيرة جدا تسأل كيف يمكن معرفة الخطوة التالية، المشروع القادم، …

      ما بدأت أشعر به هو أن إجاباتي لم تجد من يقتنع بها، ولذا تكرر السؤال علي، ولذا من خلال هذه التدوينة أردت ضرب المثال بشابة ثرية، غير أمريكية أو غربية، كانت في الموقف ذاته، وهكذا وجدت الإجابة.

      كذلك أردت لفت الانتباه إلى أهمية صناعة إعادة التدوير، إذ يغلب على ظني أنها ستكون ذات أهمية كبيرة في المستقبل.

      كذلك 2، أريد منك أن تتذكر هذه التدوينة، خاصة حين تتساءل في المستقبل عن فكرة مشروعك التالي، وكيف يمكن لك أن تعثر عليها!

      رد
  3. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    تسعدنا مقالاتك دائما أستاذ رءوف ..

    في هذه الأيام .. صاحب الوظيفة يبحث عن مشروع يؤمنه ويخلصه منها .. وصاحب العمل الخاص يبحث عن وسيلة تؤمن له الإستمرار ..

    أما فيرونيكا فقد كانت في رحلة بحث عن الذات ..

    رد
  4. د محسن النادي
    د محسن النادي says:

    اعاده اكتشاف الذات في جنوب شرق اسيا مع الهند منتشره كثيرا
    وصادفت اثناء دراستي اشخاص كثر يبحثون عن شيء مفقوده في حياتهم
    ومنهم مهندسون عباقره واطباء مع اغنياء ومنهم عرب ايضا ولهم نظرات فلسفيه عجيبه احيانا
    الكل يبحث عن لغز الحياه كما يريد ان يفهمها او الالهام او الحظ
    بعضهم عاد بشيء واغلبهم بخف واحد من خفي حنين
    وما زلت انا ابحث عن كيفيه تحويل جائحه كورونا الى فرصه
    ودمتم سالمين

    رد
  5. أسامة حمدي
    أسامة حمدي says:

    فترة البقاء في المنازل لأطول فترة ممكنة بسبب الوباء فرصة لإعادة النظر في جدوى أعمالنا، وبحث كيفية دفعها للأمام، ومحاولة اكتشاف فرص عمل جديدة.

    رد
  6. محمد أمين عمروش
    محمد أمين عمروش says:

    السلام عليكم أستاذنا الغالي
    البحث عن فكرة المشروع التالي جد مرهق ، وأحيانا يجد الواحد منا نفسه حائرا لدرجة أنه يفقد بعض ثقته في نفسه ويشعر ببعض الفشل ، شخصيا تنقلت بين عشرات الأفكار لأستقر الآن على فكرة هي حل للمشكل المذكور في تعليقك المتوقع ،” الناس لم تجد ما تأكل” ، و جل دولنا العربية والإفريقية تعاني من عدم الاكتفاء الذاتي ومشكل الاستيراد ونقص العملة الصعبة ، وأهم غذاء يمكن توفيره القمح (أزمة كورونا كشفت عن ذلك بوضوح) والله أعلم.

    رد
    • رضوان
      رضوان says:

      اذا كنت مهندس زراعي جرب صنع نظام سهل لزراعه القمح والمنتجات الضروريه من الخضروات والتوابل في البيت.عبر الزراعه بدون تربه او الزراعه الحديثه.
      في بعض الدول انتشر هذا النوع من الزراعه منها طبيعيه ومنها طازجه والاهم لها أناس متعصبين وداعمين.
      تخيل انك تصنع وتحسب استهلاك اسره كامله. وتبيع هذا التصميم مع بذوره وكل لوزامه توفر عليهم الجهد

      رد
  7. زياد احمد
    زياد احمد says:

    شكرا لك على هذه المراجعه الغنيه بالمعلومات , التي لامست فيني بعض الشيء.
    تمت مشاركة المقاله مع عدد من الأصدقاء.
    شكرا لقوقل الذي اوقعني على هذه المدونة العظيمة 🙂

    رد
  8. أحمد الجندى
    أحمد الجندى says:

    وحشتنا مقالاتك الجميله أستاذ شبايك..نحن نقدر انشغالك ولكن لا تجعلنا ننتظرها كثيرآ..وكل عام وانتم بخير

    رد
  9. عبدالله السالم
    عبدالله السالم says:

    الكثير من هذه المشاريع، أو بالأصح خطط المشاريع تشبه قول الشاعر:
    منىً إن تكن حقاً تكن أحسن المنى
    وإلا فقد عشنا بها زمناً رغدا
    وما تخلفه قصص النجاح في النفوس تفعل نفس ذلك.
    يشغل الإنسان وقته بحثاً عن التغيير الذي يطمح إليه، فإن وصل إلى ذلك وإلا فقد عاش به زمنا حالما جميلا.

    رد
  10. محمود جانم
    محمود جانم says:

    المقالة رائعة ولكن قلة عدد احرفها يجعلها غير مشبعة للروح…
    اتمنى وجود مقالات اطول كالسابق….

    وبالنسبة للفكرة فهناك لمن يريد الاطلاع على الشركة الالمانية Returnity clothes فهي سباقة في هذا الموضوع

    رد
  11. محمد الغازين
    محمد الغازين says:

    أستاذ شبايك، أين تأخرت يا طيب؟ المقالة جيدة جدا. ويستفيد منها القارىء حتما. شكرا جزيلا لك.

    رد
  12. احمد السيد
    احمد السيد says:

    المقاله جميله جدا اخى العزيز شبايك وان كنت اعتب عليك عدم نشر المقالات كما بالماضى تمتعنا مواضيعك الشيقه عن النجاح والنمو الشخصى

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      مشاغل ومتاعب الحياة يا طيب، كذلك لم يعد لا العقل ولا الجسم مثل السابق، وصار الأمر يحتاج لوقت أطول كي أعثر على مواضيع مفيدة ثم اكتب عنها… لكني لا استغني أبدا عن صالح دعوات القراء لي…

      رد
  13. علا
    علا says:

    الخاطرة تصنع للمرء قاطرة..
    كلما اعتاد المرء الاستغراق في التأمل والاستشراف، كلما ازدادت طاقة فكره وأومضت نحو البعيد والجديد والفريد..
    شكراً أستاذ شبايك على استدامة قلمك في بث روح البحث والحرص على بقاء المرء واقفاً متوثباً للقفز للأعلى.

    رد
  14. عبدالله سيف
    عبدالله سيف says:

    شكرا الاخ شبايك علي مقالاتك.. رائعة ومفيدة جدا.. وبالأخص هذا الاخير، لانه بالنسبة لي يعتبر منارة وانا ابحث دوما عن شيء جديد لاعمل فيه واستفيد من خبراتي كمهندس ميكانيك.. احس بالفرص تتقافز حولي ولكن لم اتمكن من الظفر بواجدة رغم البحث والدراسة المستمرة. لا ادري هل من ظروفي ام ظروف بلدي..
    لك ودي
    م. عبدالله سيف

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *