سارة جوجل شركات ناشئة

الفرق بين جوجل وشركتي الناشئة، محاولة نسيان جوجل

العمل في شركة ناشئة يشبه تماما فترة الخطوبة ما بين متحابين. العمل في جوجل يشبه زواجا دام 14 عاما. هذا هو ملخص هذه المقالة التي كتبتها سارة Sarah Ellenbogen في عدد مجلة انتربرونور لشهري يوليو و أغسطس 2024، والتي قارنت فيها خبرة 14 عامًا عملتها في شركة جوجل ويوتيوب وشركتها الناشئة. تقول سارة:

أمضيت 14 عامًا من حياتي أعمل في ردهات جوجل ويوتيوب… شاهدت خلالها تحول هاتين الشركتين من شركات ناشئة سريعة النمو – إلى عمالقة حذرة تخشى الوقوع في أي خطأ. لطالما افتخرت بقدرتي على التكيف والتغيير بسرعة، لكن مع نهاية رحلتي في شركات التكنولوجيا الكبرى، لم تعد هذه الصفات إيجابية دائمًا.

ثقافة عمل بطيئة مقابل ثقافة عمل سريعة

في شركات التكنولوجيا الكبرى، كنا نقضي الأشهر والسنوات في بناء استراتيجيات التسويق، ثم الحصول على ردود فعل العملاء والمستخدمين، ثم نعود لطاولات الاجتماعات من أجل إقناع كبار المدراء بتنفيذ هذه الاستراتيجيات.

في كثير من الأحيان، طلب مني مدرائي أن أبطئ من وتيرة عملي. التأخر والبطء أفضل من التسرع والخطأ والخسارة في عالم الشركات الكبيرة. حتما لديهم أسباب وجيهة لذلك… لكن هل هذا ما أريده؟

تحديات تأسيس شركة صغيرة بعد العمل في أخرى كبيرة

لذلك، عندما تركت عالم شركات التكنولوجيا الكبرى في صيف عام 2021 لتأسيس شركة البرمجيات الخاصة بي، ديجيفاتي Digiphy، اعتقدت أنني مستعدة.

لكن الواقع كان مختلفًا تمامًا. لم أكن أدرك مقدار السرعة الكبيرة التي تتحرك بها الشركات الناشئة.

في جوجل، سمحت لنا ما أطلقوا عليها اسم: عقلية “التحرك السريع” بإجراء المداولات والنقاشات وحلقات العصف الذهني الإستراتيجية واتخاذ القرارات المستندة إلى البيانات على مدار شهور وسنوات.

أما في الشركات الناشئة، فإنك تعمل بأموال محدودة وفترات زمنية قصيرة. ذلك دفعني إلى تسريع وتيرتي واتخاذ قرارات أسرع في ظل توفر بيانات أقل ومخاطر أكبر.

التكيف مع التغييرات السريعة

في العام الماضي، على سبيل المثال، قمنا بتعديل إستراتيجيتنا الخاصة بدخول السوق ثلاث مرات. كانت هذه العملية مرهقة للجميع، وبدأ الإحباط يتسرب لنفوس فريقي. عندما بدأت اتصرف بسرعة واتخذ قرارات عاجلة، لم يكن بعض أعضاء الفريق مرتاحين للسرعة الجديدة لسير العمليات.

كقائدة فريق العمل ومُؤسِسة الشركة، واجهت إدراكًا مؤلمًا أنني قد لا أتمكن من اصطحاب الجميع معي في رحلتي.

تحديات أكبر من أي توقع

عندما يفكر الناس في الانتقال من شركات التكنولوجيا الكبرى مثل جوجل إلى شركات ناشئة، فإنهم غالبًا ما يفكرون في الوجبات المجانية الشهية وجلسات التدليك المجانية التي سيتركونها وراءهم. إنني افتقد كل وسائل الترفيه هذه أيضًا. لكنني تعلمت أن التحديات الأكبر أقل وضوحًا.

التخلي عن العادات الراسخة

يتطلب حماية الشركات الناشئة من الفشل والخسارة التخلي عن كل العادات وأفضل الممارسات في الشركات الكبيرة: التفكير المنهجي، والفترات الزمنية الطويلة، والحركات الحذرة، والتوازن المبجل بين العمل والحياة.

عوضاً من ذلك، فإنك تعتمد على مجموعة جديدة من أدوات التشغيل. إن السنوات التي تقضيها في العمل لدى شركة كبيرة تعادل أشهر قليلة تقضيها في شركة ناشئة. الأمر كله يتعلق بإنجاز الأمور بسرعة وكفاءة.

نسبة 80٪ جيدة بما يكفي

أقول الآن أن الثمانين بالمئة هي 100% الجديدة.

لا تسعَ للوصول إلى الكمال بنسبة 100٪، بل استهدف 80٪ ثم امضِ قدمًا.

احصل على شيء ما لتسويقه واختبره وتأكد من نجاحه.

السمعة والإنجازات

لقد تعلمت أيضًا أن العديد من إنجازاتي السابقة لم تعد ذات أي أهمية.

في شركات التكنولوجيا الكبرى، يمكن للناس بناء سمعتهم واستخدامها على مدى فترات طويلة من الزمن.

في الشركات الناشئة، أنت تتحدث من خلال عملك وحده.

قد ينبهر المستثمرون بما حققته في جوجل، لكن عملائي وفريقي ليسوا كذلك، ولا ينبغي أن يكونوا كذلك! ما يهم هو ما يمكنني تقديمه الآن، وبأي سرعة.

الشركات الناشئة تقيس المخرجات، وليس الإرث والمجد الشخصي وشهادات التقدير وأغلفة مجلات الأعمال الإعلانية.

التوظيف في الشركات الناشئة

يختلف نهج التوظيف بشكل ملحوظ بين الشركات الناشئة والشركات الكبرى.

في شركات التكنولوجيا الكبرى، ستجد أشخاصًا ماهرين يتناسبون مع ثقافة الشركة.

في الشركات الناشئة، هذه الأشياء مهمة، لكنني أهتم أيضًا بمدى استعداد هؤلاء الأشخاص للتعايش مع العيوب والنواقص والمشاكل والحالات الاستثنائية… مع إدراك إمكانية تحسين العمليات لاحقًا.

واجهتُ درسًا هامًا خلال عملية مراجعة استراتيجية دخول السوق ثلاث مرات. فقد اكتشفت أن بعض الموظفين الأوائل الذين تم تعيينهم لم يمتلكوا المهارات اللازمة للنجاح في بيئة العمل الديناميكية للشركة الناشئة. وبالتالي، اضطررت إلى اتخاذ القرار الصعب بإنهاء عملهم.

هذه أو تلك ليست للجميع

يُدركُ الكثيرون أن العمل في شركة ناشئة قد لا يكون مناسبًا للجميع.

وفي المقابل، توفر الشركات الكبرى مزايا عديدة، مثل الاستقرار الوظيفي والتوازن الأفضل بين العمل والحياة.

الشركات الناشئة فرصة ممتازة للتطور الذاتي والمهني

أُشجعُ أي شخص يشعر بالركود في وظيفته الحالية أو يبحث عن مسار مهني جديد بعد عمليات التسريح الأخيرة، على التفكير بجدية في العمل في شركة ناشئة. فحتى لو لم تكن لديك فكرة مثالية أو كنت تخطط للبقاء في هذا المجال إلى الأبد، فإن قضاء بضع سنوات في بيئة عمل ديناميكية كهذه سيُثري خبرتك ويمنحك منظورًا لا مثيل له.

على الرغم من المخاطر المرتفعة المرتبطة بالعمل في شركة ناشئة، إلا أن المكافآت والعوائد هائلة.

ستتمتع بفرصة النمو الشخصي، وتجربة تشويق الابتكار، وإمكانية إحداث تأثير حقيقي على مسار الشركة.

يتعلق الأمر بمقايضة اليقين بالفرصة والأمل، واكتشاف مقدار ما يمكنك تحقيقه – حتى لو لم تصل إلى 100٪ من أهدافك.

الخلاصة والشاهد – الغباء الإداري في جوجل و غيرها

لا هذه جنة ولا هذه نار.

العمل في الشركات الكبرى له مزاياه وعيوبه. كذلك في الشركات الناشئة.

جوجل ليست أفضل شركة ولديها نصيبها الوافر من الغباء الإداري – ولهذا الغباء أسباب وجيهة جدا.

الغباء الإداري يقتل الشركات الناشئة بسرعة فلا تقوم لها قائمة وتنتهي المشكلة.

في الشركات الكبرى، يحتاج الأمر لبعض الوقت حتى يقضي الغباء الإداري على الأخضر واليابس.

في هذه الدنيا، ستجد من يحذرك من الشركات: الكبيرة والصغيرة.

من ينصحك ببدء مشروعك التجاري الخاص، ومن يصور الأمر وكأنك ستدخل جهنم في التو.

لا يوجد رد شافي، وليس هذا الرأي بأفضل من الآخر. الحياة تمضي مليئة بالغموض والمفاجآت.

أنت عليك اختيار في أي طريق ستمضي، لكن بالله عليك، لا تقلل من شأن من خالفوك الرأي والمسار.

لعلك تريد قراءة تدونية سابقة عنوان البحث عن إلهام مشروعك التالي.

2 ردود
  1. محمد
    محمد says:

    بعد قرائتي لهذه المقالة تخيلت لو أن هناك مدرسة تقوم بإعطاء الطلاب دورات تدريبية ومتابعتهم وتوظيفهم في شركات ناشئة وثم تقوم بمتابعتهم لتأسيس شركاتهم الخاصة ماذا يحصل مع مرور الوقت سواء للقائمين على المدرسة وكذلك الطلاب اللذين أسسوا شركاتهم الخاصه
    من وجهة نظري القاصرة سيكون القائمين على المدرسة جهابذة وخبراء في التنمية والطلاب قادة ورجال أعمال محنكين لديهم خبرة ومعرفة وشبكات من العلاقات وثقه وإصرار خصوصا لمن عمل منهم في عدة شركات ناشئة وأسس عدة شركات خاصة .

    رد
  2. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    وصف دقيق لحال الشركات الناشئة ..

    وأضيف أنه من يريد أن يتعلم ويكتسب الخبرة بشكل أكبر فعليه بالعمل في شركة ناشئة .. لأن وظيفته فيها ستكون متعددة المهام ويستطيع رؤية واستيعاب منظومة العمل بأكمله بشكل أفضل .. وهذا ما سيؤهله لأن يكون قادرًا على تأسيس عمل خاص به مستقبلا .. وهذه الميزة لا أراها تتوفر عند العمل في شركة كبيرة تكون الدور الوظيفي فيها مجرد دور ترس في آله كبيرة غير واضحة المعالم والخطوات !

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *