خمسات: لماذا يجب أن تشترك فيه؟

قال مؤلف كتاب The Knack في سياق نصائحه لمن يفكر فعليا في بدء مشروعه التجاري الخاص، أن على كل بادئ في تنفيذ مشروعه أن يبدأ على نطاق صغير، ذلك أن غالبية الشركات الناجحة اليوم بدأت ذات يوم على نطاق صغير جدا، وفي ذلك حكمة كبيرة. طبعا سبب هذه النصيحة هو ضرورة تقليل النفقات اللازمة لإطلاق أي شركة ومشروع جديد، من أجل المحافظة عليه حتى تبدأ أموال أوائل المبيعات في دخول حساب صاحب المشروع، بشكل يمكنه من الاستمرار والنجاح.

أي أن تقليل النفقات وتجنب كل ما يمكن تجنبه دون التأثير السلبي على مستقبل مشروعك هو أمر مطلوب. لعلك ستقول لي أن مشكلتي تسبق هذه الخطوة، فأنا لا زلت متردد، أي نشاط تجاري يمكنني البدء به؟ حسنا، أنا شخصيا لم أكتشف حبي للكتابة حتى طلب منا مدير الشركة التي كنت أعمل فيها أن نكتب في صحيفة نصف شهرية قرر نشرها، وأن من لم يكتب سيحل عليه زعل المدير. درءا للمتاعب قررت الكتابة واخترت قصة مؤسس هوتميل، والبقية كما يقولون – تقرأونها في كتب التاريخ 🙂 .

أشارت إحصائيات المدونة إلى أن من قرأ التدوينة السابقة عن موقع خمسات كان أكثر من ألف حتى الآن، ضغط أقل من نصفهم على رابط موقع خمسات، ما يعني أن أكثر من نصف القراء لم يقتنعوا بجدوى المشاركة في هذا الموقع. غالبية زوار المدونة هم باحثون عن النجاح والأمل، ولا شك في أن النجاح يأتي – غالبا – مقرونا بالحرية المالية وعدم الحاجة للعمل في وظيفة رتيبة. عادة ما يقف الكثيرون عند عقبة السؤال: ماذا يمكنني أن أقدم لغيري حتى يدفع فيه مقابلا ماليا؟ موقع خمسات سيساعدك على أن تعثر على إجابة لسؤالك.

بداية، يمكنك أن ترى ما الذي يعرضه غيرك ثم تفكر هل يمكنك أن تقلد أو تبتكر وتقدم عرضا أفضل أم لا؟ حتما ستجد شيئا بسيطا يمكنك أن تفعله مقابل 5 دولار، طالما تستطيع الكتابة والقراءة فحتما أنت قادر على فعل شيء ما يمكن لغيرك أن يدفع فيه 5 دولار. استمر في مطالعة الموقع وستجد حتما. حين دخلت على موقع فايفر عرضت كتابة اسم أي مستخدم بالعربية، وإرسال الاسم على نسق EPS حتى يستطيع من يريد تكبير و تصغير وتلوين الاسم كما يشاء، دون الحاجة لتثبت خطوط عربية أو غير ذلك.

لما لم أجد أي مشتر لهذا العرض، بحثت في أكثر العروض المطلوبة في فايفر، ووجدت الكثيرون يريدون إشهار مواقعهم الناشئة، فقدمت عرضا خلاصته استعدادي لكتابة مراجعة لموقع من يريد، باللغة الانجليزية، ثم اكتب 10 نسخ مختلفة منهh وأرسلها إلى عشرة مواقع استضافة مقالات لنشرها فيها، وهذا سيجعل مواقع البحث تحوي روابط لهذا الموقع الناشئ، الأمر الذي سيرفع ترتيبه في نتائج البحث. بعد أقل من 12 ساعة من وضعي لهذا العرض، حصلت على 3 عملاء. وافقت على الأول منهم واستغرق الأمر مني يوما بأكمله في الكتابة والنشر، وكان العميل راضيا وحصلت على أول 4 دولارات من فايفر.

بعدها قلت لنفسي، لماذا أضيع وقتي في إشهار مواقع غيري، لماذا لا أركز على مدونتي الانجليزية وأضع فيها إعلانات وأحاول رفع ترتيبها حتى أكون أنا المستفيد؟ وهذه قصة أخرى لها وقت آخر. الشاهد هو أنك إذا فعلت شيئا فقد تحصل على شيء. لكنك حتما إن لم تفعل شيئا فلن تحصل أبدا على شيء. نقول في مصر: الحركة من الحركة أفضل من الحركة من الثبات. حين تتابع موقعا مثل هذا وتشارك فيه، فستكون ساعتها في وضع حركة، يساعدك على الانتقال إلى خطوة ثانية وثالثة، وهي أفضل حتما من السكون.

أما إذا لم يفلح معك كل هذا، لماذا لا تفكر في طلبات تريد من غيرك فعلها لك؟ البشر منقسمون بين بائع ومشتري، ولذا لا يمكن أن نكون كلنا بائعين على خمسات، فهناك حاجة لمن يشتري، فهل أنت بحاجة لمن يترجم موقعك للانجليزية؟ لمن يكتب لك مقالات لنشرها في مدونتك؟ لمن يدقق لك كتابك / مقالاتك؟ لمن ينشر إعلان لك في مدونته لمدة شهر؟ لمن يصمم لك موقعا سريعا بسيطا؟ يجلب لك متابعين على حسابك في تويتر أو فيسبوك؟ الأفكار لانهائية…

لم تقتنع بعد، حسنا، جاء وقت استعمال العضلات، ماذا لو قلت لك أني أفكر في توفير النسخة الإلكترونية من كتابي السادس للبيع على خمسات قريبا، بمدة كافية قبل توفيره كله بالمجان؟

على الجانب:
أشكركم جميعا على تعليقاتكم الجميلة على التدوينة السابقة، فريق شركة صدف قرأ تعليقاتكم وعرف بمشاكلكم وهم يعملون عليها، وطبعا من نافلة القول أنهم إن حلوا هذه المشاكل بسرعة كان هذا دليلا على أنهم شركة يمكن الاعتماد عليها في مشاريعكم المقبلة!
للحديث بقايا لا بقية !