اضطر كل يوم للقيادة ما بين عملي وسكني، ماضياً عبر شوارع المدينة المتصلبة، شاقًا طريقي وسط خطوط لا تنتهي من السيارات والعربات، والطائشين والطائشات، وإذا كان يوم سعدي، استغرق ذلك مني قرابة الساعة ونصف، وإذا نفد نصيبي من الحظ، فزد على ذلك ما تشاء وحُطْ.
قد تقول لي تحمل، تجلد، اصبر، احتسب، استغفر… لكن بعد قضاء خمس سنوات في قيادة السيارات، يبدأ القلب في الكلل، ويصبح ضغط الدم إلى ارتفاع دون ملل، ويبدأ عقلك في الشطط، وتختبر صنوف الهلوسة، وتفكر في جدوى العبث…
وعندما تكون لك مدونة، يرسل لك زائرها رسالة، يخاطبك فيها باسم سحر، يطلب منك فيها أن تراسله، لأن عنده أفكاراً رائعة تتعلق بالقهوة… حتمًا ستنفجر…
عندما تصلك رسالة من مُدعي للبطولة، يطلب منك أن ترسل له نصًا تعبت عليه سنين، كي تعم الفائدة على المجاهدين، ويتساءل هو متعجبًا، ما فائدة جهدي إن أنا لم أعطه له، ساعتها حتمًا ستكتئب…
عندما تجد سيارة آخر طراز، سواد زجاجها أشد من عتمة الليل، تأتي بكل سرعة من أقصى اليسار إلى أقصى اليمين، حيث تقف أنت في أدب منتظراً دورك لتمضي في حارتك، فتعترض على هذا المغير وتحاول أن تسد عليه الطريق، فتجده يفتح زجاج سيارته لك متوعدًا، وبعدما تجد ضابط المرور واقفاً ينظم الطريق، فتبتهج كالمسكين ظنًا منك بالأمل في أن تشكو له، فتجد هذا الضابط يشد من حاله ويضم قدميه ويؤدي التحية العسكرية لقائد السوداء، حتمًا ساعتها ستغتم – فلا هناك أمل يُرتجى أو هِمم…
عندما تجد أن الفقر داء عضال، وأن الجهل مرض فتاك، وألا جدوى من القعود بلا حراك، فتكتب في الناس تطالبهم بكسر القيود، فلا تجد سوى الصمت والسكوت، وقليل من بعثرة للحروف، لا تخرج عن المألوف.. ساعتها ستكتب مقالتي هذه…
عندما تعود بعد صلاة الجمعة للسكن، فتجد سيارة دخيلة على البلاد، يجلس فيها الشباب المسلم، يفاوض بارعهُم بائعة جسد وقفت في شرفة فندقها بلا حياء، فتطلب خمسيناً فيقول لها بل هي ثلاثون، فتنظر لمن في السيارة وتقول أنتم كثرة، فيضحك لها ويأمرها بالنزول فتنزل، ساعتها ستصاب بالغثيان…
عندما تقف يوماً مع ابنتك تنتظر حافلتها المدرسية، فتجد سيارة وقد ركنت، لتخرج منها أجنبية تدخل إلى حيث نسكن، وهي تلبس أقل ما أمكنها من الثياب، وتكشف أقصى ما سمح به قانون البلاد، ثم تأتي لتداعب صغيرتك، ساعتها ستثور وتهدر- داخلك لا أكثر، فالغلاء والبلاء قد عمّا البلاد، ما دفع الأجنبية للعمل حتى الصباح، ساعتها سيملؤك القرف والضجر…
أعترف أن الملل قد حل بي ضيفاً ثقيلاً يأبي الرحيلَ، وغابت علامات الطريق فآثرت الانتظار على التوهان، ولا بأس ببعض العبث والهلوسة، يتبعها الجد وحكيم الكلام، لعل الناس ليس كلهم نيام…
أهدي هذه المقالة لمن سألني يوماً – وأرجو ألا يكون ذلك منه العبث – كيف أبدو حين لا أختبئ خلف كلمات التفاؤل والأمل…
هذه حروف ضالة شكلت كلمات عبثية، ترفض أن تحتمل مساءلة أو معاتبة…
ahmed saad
واضح انك شايل في قلبك بقالك كتير وساكت
بس خطوة ايجابية انك تفضفض
ساعات لازم تتكيف مع المجتمع اللي انت عايش فية
بحلوة ومرة
بس كان ليا سؤال
انت بتتكلم علي انهي بلد بالظبط
وعلي العموم
انا بدور علي سكان جداد للامبراطورية المفقودة
صدقني هيعجبك ممكن تخلية عالم مثالي
مليان بالاثارة والتشويق
عالم مفهوش اجساد رخيصة
عالم مفهوش سحابة سودة
عالم مفهوش تصادم في القطارات
عالم مختلف
http://www.lost-empire.blogspot.com
مستني زيارتك
نبيه المنسي
الله يعينك…
حين تغزو العولمة المجتمعات
د محسن النادي
هي ساعات تغم البال ثم تعود النفس لرشدها
القلوب تتعب لنروح عنها
ومن اراد ان يعمل صح لا بد ان يرى وخز الابر
والورد وانت اعرف لنقطفه لا بد من شوكه
علما ان اعتى انواع الورد اشواكا قد تم تهجينه وراثيا
ليصبح بلا خراميش
لكن لتعيش حرا لا بد من تحمل منغصات الحياة
ودير بالك على ضغط دمك
لانو ان طلع صعب يتعالج
ودمتم بحب وخير وسلامه
شبايك
أحمد: أحي فيك الإصرار مع التفكير، وسؤالي لي هو متى ستكتب من بنات أفكارك في المفقودة
نبيه: زيارتك لمدونتي واهتمامك بالتعليق أسعدني، ورغم أني اختلف معك في بعض ما ذهبت إليه، لكن هذا لا ينتقص من إعجابي بك.
د. محسن: قتلني قلة الاهتمام بالمشاركة، وضغط الدم ارتفع خلاص !
قيس
مالفت نظري هو الأسعار المنخفضة جدا عندكم , فقط بخمسين!؟
أخبرني أين تعيش, ربما تكون لي زيارة
🙂
محمد
مرحبا.. فضفضتك بالتأكيد لاتعاني انك متشائم وانا قلت بالتأكيد من خلال معرفتي بتفأولك وسعيك المتواصل للعمل بكل ايجابيه .. ولكن ننتظر منك مقال اخر تصف فيه الاشياء الجميله التي تراها وانت في طريقك للعمل صف لنا اشراق الشمس وابتسامة من تلاقيهم صباحا في الطريق ( هذي اقتراحات) ما رايك بأسم الله الجميل؟؟ شاهد حلقة عمرو خالد في برنامجه المذهل بأسمك نحيا ( حلقة اسم الله الجميل) وبعدها … اكتب مقالتك .. نحن بأنتظارك
اخوك محمد من مدينة الدمام- السعوديه
شبايك
قيس:
أشكرك على التعليق، وأحب أن أؤكد لك أن هذه الأسعار أولية، ولو فاصلت أكثر لحصلت على تخفيضات أكبر 🙂 لكن سياسة الجودة والخدمة غير مضمونة بالمرة !!!
محمد:
لو نظرت إلى كل هذه الأشياء الجميلة فلن استمر على الطريق أكثر من ثوان معدودة، إذ أني سأتسبب في حادث مروري رهيب، فأنت تمسك بكلتا يديك بالمقود، ثم تدعو الله أن يسلم، وما أن تصل مبتغاك، حتى تخر لله شكرًا على سلامة الوصول… كما أن الشمس لا يمكن أن تنظر إليها في بلد خليجي من شدة قربها 🙂 وأما غيري ممن ألاقيهم صباحاً، فكلهم يلعنون المرور المزدحم الذي سيجعلهم يصلون متأخرين على دوامهم…
لكن كما قلت أنت، اسم الله الجميل يكفي، وحلقات عمرو خالد هي من الأشياء القليلة التي تخفف عن الواحد منا، وتعليقك الجميل كذلك خفف عني، ولا تعتب على كلماتي الهزلية تلك، فإنما هي فضفضة مع صاحب!
khulood
إنها تحيا…
كلماتك تحيا حينما تلتفت إليك قليلاً..
و تبتعد لو لحظات عن محور الترجمة والابحار في تجارب تبهرنا…
أقرأك اليوم…
بعبثية التعب..
وبسخرية الإنسان..
وبجمالية تدوين أحبها…
استمتعت…
حافظ
دائما ما شدتني مدونتك الرائعة التي صارت من أهم المواقع التي أزروها على الشبكة
اسمح لي بأن أستغل هذه الفرصة لأحييك 🙂 و أتمنى لك التوفيق .
أعجبني أسلوبك في سرد الأحداث كان جميلا هي أحداث يومية و لكن تختلف من شخص لآخر و من بلد إلى بلد و يختلف أيضا أسلوب علاجها فهناك من يقود و كأنه في حلبة مصارعة و هناك من لا يبالي بمن حوله كأنه يمشي في الشارع وحده و هناك كثر.
و تبقى الخموم من مقومات الحياة العصرية التي ترافقها الضغوط ولا بأس ببعض العبث والهلوسة، يتبعها الجد وحكيم الكلام، لعل الناس ليس كلهم نيام…
يقال في الحديث : ررحوا عن النفس ساعة بعد ساعة فإنها تمل .
نـَـظـْـم
كلمات لم تخرج إلا من أعماااق القلب ..
أحسنت فيها التسطير .. ووفقت في إيصال ما تريد ..
دمت مبدعا ..
الامارات
طالت الايام ولم أقرأ موضوع كهذا .. والله لقد ابدعت يا اخي .. وهلوساتك تحاكينا
شكرا لك وجزاك الله خيرا
علي
مبدع حتى في هلوساتك يارءوف
في انتظار جديدك فقد غبت عنا فترة طويلة
علي
م.س. احجيوج
رؤوف عزيزي، هل ستكون هذه الهلوسات آخر ما تكتب في المدونة؟ مر الشهر ولم نقرأ جديدًا بعد.
ننتظرك 🙂
berey
اهديك هذه الكلمات لتقرائها كلما كنت مهموم ل(الامام الشافعى)
سهرت اعين ونامت عيون فى امور تكون اولا تكون
فادرا الهم ما استطعت عن النفس فحملانك الهموم جنون
ان ربا كفاك بالامس ماكان سيكفيك فى غد ما يكون
وشكرررررررررررررررا
Ahmed Tallat
لو كانت كل هلوساتك بالجمال ده ارجوك هلوس على طول
أنس دبسي
الإنسان مهما كان إيجابي و مهما كان مفعم بالتفاؤل ، و مهما قرأ من كتب الدكتور ابراهيم الفقي …
بنزلة واحدة عالشارع العربي و بيروح كل شي …
بصراحة أنا بلشت حس أنو لازم تصير شي معجزة نخلص فيها من الفساد و انحلال الأخلاق و تخلف شعوبنا العربية ، آخ خخخخخخخخخخخخخخخخ ….
لا أدري ما أقول كلما تقدمت خطوة يعيدني من حولي عشر خطوات للوراء …
و أشعر الآن بكل الكآبة مجتمعة …. بعد ان كنت أرسل سهام التفاؤل و الأمل لكل من يحتاجها .. أجددني بأمس الحاجة لمن ينعشني قليلاً و يحيي قلبي ….
و عفواً منكم يا كرام ….
shabayek
يا أنس، حين كتبت هذه الكلمات، كنت في حالة نفسية خاصة، لكنني تغلبت عليها وتخطيتها، وكذلك عليك أن تفعل ذات الشيء. إنما تركت هذه التدوينة لتوضيح فكرة أننا جميعا تأتي علينا لحظات صعبة، لكن بمساعدة الأصدقاء لنا، نتخطاها ونتغلب عليها، وعليك أن تفعل مثلي… لا تفكر في أسباب التشاؤم، بل ابحث عن أسباب التفاؤل ولا تفكر سوى فيها – مثلي 🙂
mohamedmustafam
سؤال كويس جدااا ما فائدة جهدك ؟؟ بجد مجهودك عظيم جدااا قد تعجز الكلمات عن وصف ما بدخلي من اعجاب بتلك المدونة بجد المدونة موجودة في زمن قل في الامل فاصبحت هي الامل
bessame
كل هدا يزيدني اعجابا اخي بكتاباتك الصادقة اخي الانسان.
ahmed said
اشعر بك كثيرا صديقى …….. ولكن لا اجد اشد واقوى من رؤية للدكتولر مصطفى محمود
فبعد ان ياس من الحال واناس وامتنع عن الكتابة تاتيه رؤية فى غاية الاهمية بالنسبة لمعنهاها
ارجو ان تقراها جيدا
يذكر انه كان فى مكان ما ومجتمع بغفير من الناس يريد ان يقول لهم شىء 00000 واذ به ابكم واخرس واعمى 00000000000
والناس بكم وصم وعمى 000
تخيل الموقف المهيب فهو يعرف يريد ان يقول للناس عما عرف وتعلم ولكنه ابكم واصم واعمى والناس كذلك
فكيف يوصل لهم ما يريد وكيف يقول ويقل يتصل معهم احتار كاد يجن من التفكير
ومع كل هذا ياتى صوت من بعيد
انت ابكم واصم واعمى وهم كذلك ولكن انسيت اننى الحى وان الحى هو اسمى
فانا الحى الذى لايموت وانا القيوم واستيغث من النو م وما زال الصوت فى اذنه
انيت اننى الحى وان الحى هو اسمى واننى القيوم واذا باذان الفجر يؤذن
هذه هى روياه
ولكن تعلم من الرويا ان الله حى لا يموت وان الله معاك ويعرف نوياك ويعرف ما بداخلك
ولكن يصطفيك ويربيك
بالله يا اخى ترى ان تترك الشياطين وانت تريد اصلاح الارض وهم يريدون افسادها بالله عليك
فكيف هو درس الصبر؟
وكيف يعرف الله مدى اصرارك على الخير وعلى النجاح
الا بالاختبار والمحن
اتمنى ان لا اكون اطلت عليك
ولكن انت دخلت فى وجدانى واصرت فى
واعلم عنك الكثير من كتاباتك
رو ج عن قلبك ويسر عن امرك
فانك فى الدنيا
ما هو هدفك ؟ وهل تقراه كل يوم ؟
هذه من مدونتك اقرا كلماتك وعود الى املك الذى زرعتى بى
اخوك فى الله احمد سعيد
شايما
اخى رؤوف تذكر كلما ضاقت عليك الدنيا
تذكر انها الدنيا دار البلاء والابتلاء
اشرف حسين
لك الحق في الاستراحة ايها الصديق..
انت متعب قليلاً ونحن اعتدنا ان نراك في قمة الحماس والتفاءل والإنطلاق …
من الصعب جداً ان نرى فيك هذا الإنسان المتعب على ما فيك من مشاعل واضواء نقتدي بها ..
لعل ما جمعنا بك هو كمية الأمل الكبيرة لديك والتفاءل وقدرتك على الصمود والمثابرة التي نلتمسها هنا
وبشخصيتك الرائعة .. نحن نستقيها منك ومن خلال كتاباتك لنحصل عليها في نفوسنا ونعمل عليها ..
تخيل لو اننا نرى شيء من الأسى واليأس والتعب يعتري قلبك .. ماذا سيحصل بنا !
تحياتي لك ..
شبايك
أحببت فقط التنبيه لتاريخ نشر هذه التدوينة يا طيب 🙂
اشرف حسين
اوف .. يبدو انني مغيب تماما ً … اعتذر منك استاذنا شبايك ..
مرت فترة وجدتني اقرء مقالاتك من غير تعليق ولا التفاته إلى تاريخ فقط بنهم وشوق إلى المحتوى
وسبحان الله من غير ما التفت للتاريخ او شيء اخر وجدت هذه التدوينة أمامي بعنوانها ومضمونها
وحز في نفسي انسان مثلك يعطينا الأمل والتفاءل تخرج منه مثل هذه التدوينه فكان الكلام من منطلق
النية المستعجله والتصرف القلبي القلبي السريع ..
قد اشبه لك الحاله التي وجدتني فيها لعلك تعذرني ..
كأنني قد شعرت بخطورة عليك ومن تلقاء نفسي دون ان انظر الى الوقت او حتى استوعب هل انا في الصباح ام المساء في الظلام او النور ودون الالتفات إلى اي شيء اخر قد يحرجني او ينطلق من سوء فهم
او خطأ وجدتني امد يدي إليك لأقول هذا الكلام … كيف بمن يمدنا بالعون دائما خلال تدويناته نستطيع
ان نبخل عليه ولو بكلمة واحده في وقت حاجته ..
ولو انني مقصر لكن كل التقدير والحب والاحترام لك وصدقني ما في قلوبنا نحوك هو اكبر من ان نستوقفه في كتابة رد على كل مقاله وكلنا لديه عذره وتعرف اننا شعب لا نقرأ وإن قرئنا لا نحب ان نعلق كثيراً ..
تحياتي لك واعتذر منك على انني كنت في هذه التدوينه طيب جدا .. بمعنى مغيب طبعا هههه
أحمد سعد
لا يعرف الشئ الإيجابي إلا برؤية عكسه .. و ما خضته ما هو إلا تجربة تتعلم منها و تكون بها نظرة في الحياة .