ما بين شبابنا وشبابهم

بعدما انتهى الحفل وهممت بالرحيل، وبينما أشد على يد طارق العسيري تحية له على مجهوده الكبير (مع رضا البرازي) في حسن إخراج هذا الحفل الجميل، مال علي وطلب مني أن أكتب للشباب والشركات الناشئة مشجعا لهم على حضور تجمعات واحتفاليات دعم ومؤازرة الأفكار الناشئة والشركات الصغيرة، أو ما يحمل اسم حفل ديمو كامب. جلست في طريق العودة أفكر في هذه الكلمات، لماذا لا نجد جمهرة من الشباب العربي يعرض أفكاره ومحاولاته في دخول عالم التجارة والنجاح؟


وبينما أتابع أخبار تقنية الجوالات في العمل، قرأت هذا الخبر عن شركة ناشئة حصلت على تمويل 7 مليون دولار من شركة اتصالات أمريكية، مقابل استغلال تقنية اخترعتها، هذه التقنية عبارة عن شريحة إلكترونية صغيرة جدا توفر تقنية الاتصال الجوال / المحمول / الموبايل، لاستعمالها – على سبيل المثال – في الملابس مثل ملابس الأطفال، بالإضافة إلى استعمالات ذكية أخرى.

الشركة الناشئة اسمها مودو – Modu وهي إسرائيلية، تحدث عنها الموقع الإخباري، فأشاد بها موضحا أن مؤسسها دف موران، مخترع قرص الفلاش، (فلاش ديسك)، ومؤسس شركة m-Systems التي كانت تصنع هذه الأقراص، والتي باعها دف في عام 2006 إلى شركة سانديسك الأمريكية (والتي أسسها أيضا المهندس الإسرائيلي إيلي هاريري والموظف السابق لدى شركة انتل) مقابل 1.5 مليار دولار أمريكي. ثم أردف الموقع متحدثا عن بقية الشركات الناشئة الأخرى المقامة على أرضنا المغتصبة، (والتي تحمل مؤقتا اسم إسرائيل). تحدث الموقع كذلك عن حاضنات استثمارية متخصصة في تمويل الشركات الناشئة في داخل دولة إسرائيل، وذكر بعضا من الشركات التي حققت فتوحات علمية ونجاحات تجارية.

تجد بعض الباحثين والمخترعين من العرب يجلس ليتحدث عن اختراعه العلمي المتقدم، لكن ينقطع الحديث عند هذا الحد. تجد منهم من يلوم حكومته على عدم توفيرها الدعم له، ومنهم من يتجاوز اللوم إلى ما لا فائدة منه، لكن السؤال هنا: ماذا لو كان هذا الباحث والمخترع أخذ بعلوم التسويق وتأسيس الشركات الناشئة، ووجد شركة / حاضنة استثمارية تضع مالها معه، وتأخذ بيده إلى تأسيس شركة كبيرة راسخة ناجحة، توظف المزيد من العلماء العرب وتسمح لهم باختراع ما يمكن استغلاله تجاريا؟

نعم، هناك الكثير والعديد من القصص المحزنة، وسأجد جيوشا مستعدة للانقضاض علي لأني وضعت الملح على الجرح، لكن أحيانا يجب ذلك لتطهير الجرح. إذا أردنا لوم الحكومات العربية، فكن ضيفي، لكن ليس هذا بالحل الشافي الذي يأتي بنتائج مفيدة. لا أدافع هنا عن أي حكومة، بل أقدم بديلا آخر، يمكن له أن يأتي بحل ملموس: لننسى تماما الفكر القائم على وجوب الاعتماد على الحكومات في كل شيء، فهذا ثبت فشله على أرض الواقع، ولنعتمد على أنفسنا.

الحل أراه في الجهود الفردية، بمعنى أن نجد مُخترعا، يخترع شيئا له قيمة تجارية، يمكن بيعه وتسويقه والتربح منه، فنساعده ونموله ونمد له يد العون، شريطة أن ننسى مقولات سلبية مثل أن العرب يشترون الأجنبي المستورد فقط، أو لا يستطيع أحد أن ينافس الصيني، فالصعوبات في كل مكان ومجال وزمان، ومن يتغلب على عقبة البحث العلمي، حتما قادر على التغلب على عقبات التمويل والتسويق. يجب تنشيط عملية خلق شركات ناشئة، وقودها الشباب. إذا سألت أي شاب عربي، سيقول لك أريد أن أنهي دراستي، ثم أتوظف، وبعدها أنظر في حياتي، وقلة منهم من تثلج صدرك بالحديث عن خططها لتأسيس شركاتها، وهذه النسبة يجب أن تتغير، إذا أردنا أن نغير من حالنا الحالي.

لقد هدأ هدير آلات الحرب في غزة، وربما عاد للزئير مرة أخرى، واليوم يلتهم الوحش عضوا ضعيفا في القطيع، فمن عليه الدور في الالتهام غدا؟ إن محنة غزة ستكون بلا فائدة إذا لم تجعلنا ندرك وننتبه إلى أماكن التقصير لدينا، إن العدو مهتم ومشغول للغاية بالتطور التقني، وتشجيع شبابه على الابتكار، فأين نحن؟

ما نحتاج فعلا إليه بشدة هو بيئة اقتصادية ناجحة، تسمح بخروج علماء ومبتكرين ورجال أعمال ومؤسسي شركات ناجحين ورابحين ومستمرين في الإبداع، وهذه لا تأتي فجأة، هذه تخرج من عقول الشباب الصغير الصبور المتفائل، المجتهد للابتكار والاختراع، ولتأسيس شركته، وهؤلاء عليهم بحفلات مثل ديمو كامب، حفلات ينظمونها هم بأنفسهم، ولا ينتظرون أحدا. لن يساعدنا أحد ما لم نساعد نحن أنفسنا ونتحرك ونفعل شيئا ونكسر هذا الجمود والسكون.

إن الموعد التالي لحفل ديمو كامب سيكون في الرياض بالسعودية، في شهر مارس المقبل، وأدعو الله أن نجد الحفل وقد ضج من كثرة الشركات العربية الناشئة، التي حضرت لتحكي عن هدفها وما تحتاج إليه لتكبر وتحقق الأرباح وتستمر في الإبداع… وأدعو الله أن أجد يوما مخترعا عربيا ناجحا رابحا يأتي بطريقة تخزين متطورة تتفوق على تلك لشركة سانديسك، وتقنية ضغط ملفات أفضل من تقنية LZW (التي وضعها علماء إسرائيليون)، وغيرهم.

هل تريد التسجيل في الحفل المقبل لديمو كامب؟ عليك بمدونة طارق العسيري، اترك له تعليقا برغبتك هذه.

25 ردود
  1. أسامه المهدى
    أسامه المهدى says:

    أستاذى رؤف ….. وكم يحزننى حال شبابنا العربى الان …. نحتاج ألى بيئه أقتصاديه ناجحه ونظام تعليم يهتم بالمواهب والقدرات وينميها وبيئه سياسيه سليمه تشجع التحاور وتتبنى الاراء الجاده فينعكس ذلك على المدارس والجامعات فيخرج ألى النور أجيال طموحه لا فاقده الامل فى المستقبل … نحتاج ألى أعادة تصحيح القيم والمفاهيم لدى الشباب … نحتاج ألى تكاتف بين الشباب الواعى والدعاه الجادين والمثقفين المخلصين لأوطانهم ورجال السياسه ورجال الاعمال والحكومات كذلك للعمل على زرع روح الامل المدعوم بالاراده والعلم ….. نحتاج لمن يحمل هم تلك القضيه يعيش من أجلها هو وغيره حتى يرى الحلم النور (وأناوأنت أستاذى بأذن الله من هولاء)…. وكم نحتاج ونحتاج …. !!

    رد
  2. اندرو جورج
    اندرو جورج says:

    استاذ شبايك ربنا يوفقك علي المجهود الرائع و مدونتك رائعه .
    انا في مقالاتي كتير بتعجبني من مدونتك لي سؤال:
    هل استطيع نقل المواضيع مع كتابه المصدر واللنك.
    تحياتي.

    رد
  3. أنا الريس
    أنا الريس says:

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخي شبايك .. أولا مقال متميز .. ثانيا اعتقد ممكن يتم تمويل شركات الشباب من قبل مؤسسات أهلية أصبح لها وجود في أرض الواقع بيننا .. ثالثا الحكومة والشعب لابد أن يتحملوا بعض العبء لما نحن فيه بسبب عدم تطوير آلية التعليم الموجودة في عالمنا .. وذلك السبب الرئيسي في تقدم المحتل الصهيوني لأنه أخذ علي عاتقه التطور عن طريق العلم لذا اهتموا بالرياضيات والفزياء خصوصا لأنها غالبا هم شقي التطور إلي جانب العلوم الأخري ويكفي أن تعلم سيادتكم أن لا توجد جامعة عربية واحدة في 500 جامعة الأولي علي مستوي العالم وإن المحتل الصهيوني له باع فيها بأكثر من ثلاث جامعات .. رابعا الشباب العربي له دور أيضا فلوم الحكومات لن يغني ولن يسمن من جوع لذا عليه أن يبدأ أولا بمحاولة تعليم نفسه العلوم التي تؤدي إلي تطوره أولا وتطور مجتمعه ثانيا وهذا سوف يحتاج جهد مضاعف ولكن أي تقدم وتطور يحتاج جهد في البداية .. خامساً تالله إني اجد بارقة أمل لما نحن فيه الآن .. سادساً أرجو من سيادتكم تصور حفل ديمو كامب حتي يتسني لمن يبعد بأرض أن يحضر حتي يستفيد من الأفكار المطروحة .. جزيت خيراً وكل من سعي في تطور أمتنا .

    رد
  4. حازم سويلم
    حازم سويلم says:

    عزيزى, رءوف
    أحييك بالطبع على سداد فكرك, ولكننا للأسف الشديد نفتقد مثل تلك الكيانات الداعمة للمشروعات الصغيرة, او مشروعات الشباب بشكل عام, ولا نجد فى مصر على سبيل المثال سوى صندوق حكومى بيروقراطى, تجد انجازاته فى صفحات الجرائد, وعلى ارض الواقع صفر كبير.

    ان الشباب الذين حاولوا الحصول على تمويل لمشروعاتهم, طلب منهم شروط لا تليق الا بعفريت حتى يحققها, بل انك تنظر لبعض الشروط وتضحك, تضحك على وطن يكبت ويحبط شبابه فى كل يوم.

    فى راى, اننا بحاجة لبعض المؤسسات الاهلية, كى تتولى ارشاد وتوجيه وتمويل الشباب فى مشروعات عده, بشرط ان تكون ادارة مثل هذه المؤسسات متعلمة, لتديرها باساليب علمية وفق مقتضايات وحاجة السوق, وما الى ذلك مما يعلمه المتخصصون.

    الشباب العربى والمصرى, من أكفا ما يمكن, ولكنهم لم يحصلوا على الفرص الحقيقية للتعلم والابتكار, ولم يجدوا الدعم الكافى من ايا كان.
    تحياتى يا رءوف

    رد
  5. محمد الحاتمي
    محمد الحاتمي says:

    عزيزي رؤوف أنت ذكرت في مقالك أهم عاملين لتطوير الإقتصاد العربي و الرقي به وهما الفكرة و الإبداع أولا ثم التمويل فالأولى موجودة ولدينا ولله الحمد شباب مبدعون ولكن المشكلة في الثانية وهي التمويل حيث نجد أغلب شركاتنا العربية و الممولين العرب لا يهتمون على الإطلاق بالتقنيات و بالبحث العلمي بل إهتمامهم ينصب على ما يوفر لهم الربح السريع فهم ليسو مستعدين للمخاطرة في المجالات التقنية و العلمية فهي تحتاج صبرا و إبداعا وللأسف فشركاتنا لا تثق بعد بالشاب العربي .
    دمت بخير و السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته .

    رد
  6. Ammar.Z
    Ammar.Z says:

    السلام عليكم
    عندي مجموعة أفكار لبناء مواقع انترنت و أنا الآن أعمل دراسة جدوى و تخطيط للمشاريع و أضع حجرات الأساس ولله الحمد , بإختصار أريد أن انشئ شركة لتضم هذه المواقع تحت اسمها ولاكن عندي مشكلة وهي أنني لا أملك المال اللازم لفتح ( مقر واقعي ) للشركة , السؤال هنا هل يكفي أو يصلح عمل موقع انترنت للشركة و يضم هذه المواقع تحت أسمها وهي لا تملك مقر ؟
    و السلام عليكم

    رد
  7. صابر
    صابر says:

    السلام عليكم
    مشكور أخي رؤوف على الموضوع ….الشباب اليوم فقد التحدي والتفاؤول …كانت عندي فكرة مشروع طرحتهاعلى صديقين وأخترتهما كشركائي في هذا المشروع …أحدهم متفائل و الآخر متشائم …وبسبب هذا التشائم سبب لي إحباط وكدت التخلي عن فكرة هذا المشروع …..ولما أردت التعمق في شخصية صديقي المتشائم وجدت أنه له تخوف في خوض المغامرات يعني أزمة نفسية إن صح التعبير ما جعلني أتراجع عن قبوله كشريك في المشروع …….وقد إستنتجت…. أن الحالة النفسية التي يعيشها الشباب اليوم لها أثر كبير على حياتهم وعلى من حولهم …لذا أنصح إخواني حين تودون إختيار الشركاء أخذ بعين الإعتبار الجوانب النفسية للشركاء…لأنه قد يفشل المشروع بسبب هذه الجوانب……..

    رد
  8. azar.ghizlane
    azar.ghizlane says:

    بالفعل الافكار الجديدة في عالمنا العربي لا تحظى بالاهتمام من طرف الحكومات ولا حتى الاعلام لكن هذا لا يعني ان نبقى مكتوفي الايدي بل يجب علينا ان نجد حلولا فردية كما قلت استاذ رؤوف للنطلق لعالم النجاح والتفوق
    تحياتي

    رد
  9. محمد بدوي
    محمد بدوي says:

    فعلا لقد ذررت الملح ليس على الجرح و لربما في العيون لان الحل الوحيد (ان الله لا يغبر ما في قوم حتى يغيروا ما في انفسهم)

    هل سوف تشرفنا في الرياض اخي رؤوف ؟

    رد
  10. حسين - فلسطين المحتله (48)
    حسين - فلسطين المحتله (48) says:

    السلام عليكم
    اخي شبايك
    تحياتي لك على هذا الموضوع الرائع

    وانا فلسطيني من الداخل
    يعني عايش في حكم دولة اسرائيل

    وانا عمري 19 سنه

    انا فقط اردت ان اطمئنك انه من ناحية انه توجد عقول مبتكره بل وعقول قد ابدعت واحضرت الى العالم ما هو غال ونفيس وليس للعالم عنه غنى.

    لكن المشكله ان عنا في الداخل كل شي يذهب لمصلحة اسرائيل.

    وخذ مني مثال:
    واحد من جيلي بيتعلم هندسة كهرباء والكترونيكا وهذا يعتبر من اصعب واعقد المواضيع التكنولوجيه.

    وتبين ان هذا الطالب متفوق جدا,فالتقطته فورا شركة انتل-اسرائيل وبدأت تدفع له مبالغ كبيره وايضا وظيفة اخرى وهي ان يعلم طلابا من هذه الجامعه
    وهي اسمها (technion)او المعهد التكنولوجي الاسرائيلي اذا سمعتوا فيها وتعتبر من اهم معاهد التكنولوجيا في العالم

    وهذا الطالب العربي من المتفوقين الذين مروا على الجامعه ويوجد مثله المئات في الداخل والخارج الفلسطيني.

    لكنه بالنسبة له

    ان اليهود يقيمونه ويثقون بافكاره وابداعه والعرب بالتاكيد سيسخروا منه

    للاسف يعني

    يعني عندما تسمع عن اغنياء العرب ماذا يقتنون وعلى ماذا ينفقون؟؟؟

    الصراحه انا خجلان جدا اكتب(وكلكم عارفين).

    بينما العباقره لدينا يرغمون على اليأس من اصحاب الاموال في دولهم فاما ان ينتقلوا لدوله اخرى تكترث لهم

    واما ان يبقوا في الدولة لا احد يستمع لهم فعندما يموتون تذهب افكارهم معهم ويخسرها العالم.

    ويوجد الكثير ايضا مثل افضل جراح قلب في العالم(هل سمعتم به؟) هو من الداخل الفلسطيني من قرية دبوريه في الشمال لكنه وجد مستقبله لدى الاجانب!!!!!!لماذااااااااااااا؟؟؟
    انا احضرت الامثلة من بلدي لكني واثق انه في كل بلد بل وفي بيت كل شخص منكم يوجد كهؤلاء واكثر…

    اليس هذا امر يقهر كل شخص يحب الخير لابناء دينه ووطنه والعرب؟؟؟الا نحتاج الى هذا الامر عندنا؟؟

    فأنا اشد على يد كل شخص يساهم او يخطط لتنفيذ هذه الفكره وايجاد حل يمنع ضياع هذه الكنوز التي من الممكن ان تقلب الدنيا لو وجدت حيا يسمع لها!!!

    واخ شبايك
    فعلا كل الاحترام والتقدير لك

    رد
  11. مساعد الشتوي
    مساعد الشتوي says:

    الأستاذ رؤف
    أشكرك كل الشكر على مقالات الرائعه والهادفة والتي تحمل في طياتها الكثير من التفائل والحث على العمل والرقي بمستوى الأمة العلمي والتقني .
    المشكلة كما شخصتها هي تخاذل الدول العربية عن دعم المشاريع وأفكار وأختراعات الشباب العربي . للأسف الشباب بدل أن يقوموا بالبدء بالمشروع ولو بدايتاً صغيره بالتمويل البنكي او عن طريق التجار الكبار لا بل تجدهم يلبوا دعوات الدول الغربية والتي تستقبل وتفرح بأختراعات الشباب والنابغ منهم .
    والعالم العربي فيه من الشباب الواعي والنير الكثير .
    تقبل مروري

    رد
  12. هيثم
    هيثم says:

    السلام عليكم..
    انا اتفق معك يا أخي في جميع ما تقول, وكلي ايمان بان الحل هو كما قلت بين ايدينا, فاذا اردنا ان ننجح وان نتفوق يجب على كل فرد منا ن يقوم بالاتكال على نفسه لكي نصل الى هذا الهدف, بل انني مقتنع ان من واجبنا ان نقوم بهذا حتى نساهم في تطوير امتنا.

    اما بالنسبة لما قاله الأخ حسين,
    قبل كل شيء اهلا وسهلا بك يا زميلي, انا ايضا اتعلم في التخنيون, وقد فوجئت برؤيتك هنا.
    اما بعد فانني اتفق معك فيما قلت بالنسبة لان الشعب اليهود يشجع ويدعم الافكار الجديدة بشكل كبير. ولكني أود ان اقول لك بان لدينا القدرة على ان نكون ناجحين اكثر منهم, فهيا بنا لنكون من يقوم بهذا التغيير من اجلنا, ومن اجل اخوتنا..

    تحياتي

    رد
  13. مرشد
    مرشد says:

    لمست الاحباط يلف الردود لفاً .. و الكل يلوم الحكومات على وضعنا ..الخ

    يا جماعة .. هل تعتقدون ان الحكومة الامريكية هي الداعم الاكبر للشباب هناك ؟! هل تعتقدون ان تجارهم و شركاتهم تنفق الملايين و المليارات على الافكار و المشاريع الجديدة حباً لدعم اقتصادهم و حباً في مساعدة الشباب و نمكية قدراتهم؟ طبعاً لا!! همهم الاول و الاخير هو العائد من اي فلس يطلع من جيبهم .. و لهذا السبب تجد ان هناك قطاع خاص في هذه الامور اسمه (راس المال المغامر) او الVenture Capital .. وظيفتهم المقامرة و المغامرة على هذه الافكار الجديدة .. يا تصيب يا تخيب .. و اعتقد ان 90% من هذه الاموال المصروفة تذهب سدى .. مشاريع فاشلة تحرق الاموال لسوء ادارتها رغم حلاوة افكارها .. و لكن بقية ال10% تأتي بالذهب و المليارات ..

    هل تعتقدون ان اصحاب جوجل حصلوا على الملايين بكل سهولة لان الناس يحبونهم؟ الجماعة هلكوا من كثر ما بحثوا على احد يدعمهم بالمال .. و طبعاً لم يكن الدعم مجاناً بل بأخذ نسبة من الشركة ..

    هل تعتقدون ان مسألة الحصول على دعم مادي سهل عندهم؟ لا والله لا سهل ولا هم يحزنون .. مئات و ربما الاف الافكار ترد بدون دعم .. لسوء العرض او لسوء صاحب الفكرة ..

    الفرق هناك انه يوجد فئة مستعدة للمغامرة اذا اقتنعت بالفكرة .. و فئة اخرى لديها اصرار في البحث و الحصول على دعم .. يذهبون للجميع للبحث عن الدعم.. يبدأون بأخذ قروض من اهاليهم .. سواء الاب او الام او العم و الاخوان و الاصدقاء .. تنفذ الاموال فيتجهون الى المؤسسات ..منهم من يفلس و منهم من يحصل على دعم اضافي ..ليس حباً في شكله .. بل لقدرته على اقناع الناس بفكرته ..

    اذا لم تكن ذا قدرة على اقناع الغير في فكرتك وة جدواها و قدرتك على فتح باب الملايين لصاحب الدعم و لك.. فلا تتوقع رداً .. سواء في اسرائيل .. او امريكا .. او المريخ!

    لدينا اشخاص حصلوا على دعم محترم و بالملايين .. جميعهم مروا بمشاكل و مطبات حتى حصلوا عليه و لم تكن الارض مفروشة بالورد .. بالضبط كما يحصل في اي مكان في العالم .. الفرق يكمن في الاصرار و العزيمة و عدم الاستسلام و البحث بمختلف الطرق ..

    كفانا جلداً للذات و لوماً للاخرين .. المطلوب العمل و الاصرار و الاقناع .. ضع اهدافك مع اهداف من تطلب منه الدعم و سترى كيف تتغير الامور

    رد
  14. عالية
    عالية says:

    بصراحة تعليق جابني : لا اعرف ليش الاخوة المصريين يحبون يقارنون مع الكيان الصهيوني! هذا الكيان لديه خمس من اكبر الجامعات على مستوى افضل الجامعات في العالم
    لا وجه للمقارنة
    الشركات الكبرى في امريكا يملكها يهود .

    اخي رؤوف انا بكون موضوعية معاك .. لا تغتر ان لدينا شركات بالنسبة لنا عملاقة او ان دولنا بترولية الخ
    الشركات الامريكية و اليابانية ميزانياتها بالمليارات يعني زي ميزانية دولة من دولنا

    شركاتنا العربية ما يعرفون غير سوق الاسهم و العقار .. و ما يسمون كبار المستثمرين فيستثمرون في الخارج

    الشركات التي تحتضن المخترعين في امريكا و غيرها هي شركات تعمل في المجال الذي نبغ فيه هذا المخترع
    يعني شركة تعمل في مجال الكمبيوترات تحتضن و تقدر اختراع في مجال الكمبيوتر و شركة تعمل في مجال السيارات تحتضن المخترع في مجال السيارات الخ

    طبعًا لا احد يستطيع ان يقول يا مخترع التزم بمجال كذا لكن اعتقد لو ان شبابنا اهتم بالاختراع و الابتكار في ضمن ما هو متوافر مثل الصناعات البترولية او تربية الاغنام او الدواجن الخ اتوقع سيجد دعم من شركات ستستفيد من اختراعه

    بعض المخترعين عندنا اذا اشترطت عليه الشركة اي شرط قال حرامية و يريدون سرقة تعبي
    و بعضهم يحب الشئ المريح -وهذا طبع في كل البشر- لذا يلجأون للخارج حيث تتوافر الفرص او يتركون مخترعاتهم للاهمال
    مكتفين بعرضها على اشخاص غير مختصين في مجال اختراعهم .

    و اذكر هنا قصة هوندا التي عرضتها لناو كيف عمل ورشة عشان يصنع الدراجة الى اخر قصته

    عذرً اذا كان كلامي غير مرتب لاني من زمان ما كتبت

    بالتوفيق استاذنا .

    رد
  15. مريم
    مريم says:

    شبابنا مبدعين ولكن لا يوجد من يقوم بتبني أفكارهم وان وجود يضعون أمامهم شروط الدنيا وتعقيدات ليس لها أول ولا تالي بالنهايه يطفش العاقل ويتراجع عما بدأ به وذلك لفقد الأمل .
    أما بالنسبة لما تم ذكره من قبل الأخ مرشد عن شركة الVenture Capital للأسف لدينا في الوطن العربي أولى الشركات التي تبنت ذلك المبدأ ولكن أين هى الآن ؟!! الله المستعان

    كل ما هو جديد يكون غريب وصعب القيام بالاستثمار فيه ولكن بالنهاية يتوقف على مدى الثقة وقناعة الشخص على ايصال فكرة واضحة لمشروعه أو شركته المرتقبة وأين سيصل ذلك الرقم اذا استثمر معه؟!

    رد
  16. مرشد
    مرشد says:

    اهلا اختي مريم.

    لا ننسى ان شركات رأس المال المغامر في الغرب تعصر المبدعين ايضاً .. فلا يوجد شيء لوجه الله هناك .. يضعون شروط كثيرة و يأكلون نسبة ضخمة من الشركة تفوق ضعف نسبة صاحب الفكرة في بعض الاحيان .. و ذلك في سبيل الاستثمار في شركته ..

    الي ابغي اوصله ان الصورة ليست وردية عندهم ايضاً .. لننسى مسألة انه لا يوجد عندنا من يتبنى الافكار .. و يوجد عندهم من يتبنى اي فكرة! هذا الكلام بصراحة غير دقيق .. ليس سهلاً ان نجد شخصاً يرغب بحرق امواله في التجارب .. الجهات الحكومية هي الوحيدة التي توفر هذه الامور من باب الدعم و ليس من باب الاستثمار بمعناه الاصلي .. انا لم اسمع حتى الان عن جهة حكومية امريكية تدعم اصحاب الافكار بالاموال و تتبنى افكارهم .. سأكون شاكر لمن يدلني على اي جهة اذا كانت موجودة

    اذا صاحب الفكرة لديه فكرة مربحة و لديه القدرة على الاقناع فسينجح ان شاء الله عندنا او عندهم .. الفرق برأيي ان الغرب (تعود) على هذه المبادرات فمسألة الرفض او الموافقة قد تكون اقصر من غيرها والله اعلم ..

    رد
  17. MusTafa
    MusTafa says:

    مقالة رائعة جداً فتحت لي الكثير من الآفاق وأصبحت اركز على إيجاد بدائل ترغب بالأخذ بأيدينا وتنمية مهاراتنا لتستفيد ونستفيد من التغذية العكسية الراجعة إلينا من خلال مشاريعنا وبحوثاتنا ..
    شكراً لك أستاذ رؤف

    رد
  18. نورآ
    نورآ says:

    شكرآ اخي رؤوف على هذا المقال الرائع المتميز ..!!

    بالمناسبه ..! اود ايضاح ان نصف بل اغلب شبابنآ العربي وفتياتنآ ينقصهم الطموح والتفكير بعيد الامد !!

    والخوف من دخول مثلا تجاره متاهاتهآ كثيرهـ ….! او خطرهـ

    لاكن سوف نتغلب على كل هذا بإذن الله

    وننتج جيل جديد !!

    شكرآ اخي لقد فمدونتك تشعل الكثير فيني

    رد
  19. عبدالمحسن
    عبدالمحسن says:

    المشكلة إذا وجدنا الداعم , سيبدأ بإملاء شروطه التعجيزية و هدفه الأول أن يربح و ليس أن يدعم اختراع أو موهبة !!
    بالعربي لا يريد مجازفة .. ناهيك عن أن أغلب أصحاب الأموال عندنا لم يدخلوا عصر التقنية !!

    رد
  20. herzi eya
    herzi eya says:

    جيد إنك مهتم بوضع الشباب العربي لكن أخي لا تلومه كثيرا لأنه سلبي و كل طموحه وظيفة و راتب وزاج لأنه هكذا ربونا أهلنا و بالمدرسة يتم محو شخصيتك و إهمال قدراتك و لا يطلب منك شيئ غير الحفظ كيف تطلب من شخص محيطه بهذا الشكل أن يكون إيجابي و طموح؟

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *