سام والتون

شروط سام والتون العشرة لنجاح الشركات

,

مثلما تنتشر محلات كارفور وهايبر باندا ومترو في بلادنا، تنتشر في الولايات المتحدة سلسلة محلات وال-مارت للتخفيضات، والتي تبيع كل شيء بأسعار مخفضة (المفرق)، والتي تقف شاهدة على قصة نجاح مؤسسها سام والتون (رابط صفحته على ويكيبيديا) الذي بدأ حياته فقيرا وعاصر الكساد العظيم وتعلم منه قيمة كل درهم ودينار، حتى أصبح أغنى رجل في أمريكا وفقا لمجلة فوربس من 1982 وحتى 1988.

اشتهر عن سام والتون وضعه عشر قواعد للنجاح في التجارة (المصدر) وهي:

inside-walmart-flickr

1 – اعط عملك كل اهتمامك

إذا كنت تحب عملك، فستكون متواجدا فيه كل يوم، تفكر طوال الوقت كيف يمكنك تطويره وتحسينه، وبمرور الوقت ستجد من حولك يلتقطون العدوى منك، ويفعلون مثلك. يجب أن تؤمن بنجاح شركتك / تجارتك أكثر من أي شخص آخر، هذا الشغف الطاغي سيساعدك على تعويض أي نقص قد يكون لديك في خبرات أو معرفة.

2 – شارك أرباحك مع موظفيك، وعاملهم مثل الشركاء

حين تفعل، سيعتبر فريق العمل أنهم شركاء لك، وهذا سيجعلهم يفاجئوك باجتهادهم في العمل وتفانيهم. اجعل للعاملين معك معاملة تفضيلية وأسعار شراء خاصة لمنتجاتك وخدماتك، وحين يخرج أحدهم للتقاعد، اعطه من أسهم الشركة، وشجع العاملين على شراء وتملك هذه الأسهم. الشركات الكبيرة تغدق الهدايا على الرؤوس الكبيرة وتنسى صغار موظفيها، الشركات الذكية لا تنسى أحدا.

3 – قم بتحفيز شركائك

مشاركة الأرباح والأسهم لا تكفي وحدها لتحفيز كل فريق العمل، فأنت بحاجة لوضع أهداف والاحتفال عند تحقيقها، وتشجيع الأفكار الجيدة وتنفيذها والثناء عليها، ووضع مكافآت كبيرة عند تحقيق أرقام مبيعات كبيرة أو إرضاء نسبة أكبر من الزبائن. إذا لم يفلح كل هذا، قم بنقل المدراء من قسم لآخر، وابحث عن كل ما يمكن له أن يبث الحماسة في القلوب والعقول.

4 – شارك المعلومات مع فريق العمل

كلما عرفت أكثر، وشاركت معرفتك مع فريق العمل، كلما زاد فهمهم لك، ومن ثم اهتمامهم وتفاعلهم. ما أن تنجح في كسب اهتمام فريق عملك، حتى تحصل منهم على نتائج جيدة جدا. المعرفة الكافية تساعد على بناء الثقة لدى العاملين معك، الأمر الذي يساعدهم أكثر على بذل جهد أكبر وإرضاء الزبائن وتحقيق مبيعات أعلى والمنافسة بشكل أشرس.

5 – اظهر امتنانك وتقديرك لكل ما يقدمه فريق العمل لتجارتك

بعض الناس يسعدها المال، البعض الآخر الترقية، والبعض يبحث عن الاهتمام والتقدير والثناء. حين يتعب فريق العمل في فعل شيء ما وينجح، فيجدوك تثني عليهم وتشكرهم أمام الجميع، (من كل قلبك وليس لأنك قرأتها مرة في مقالة أو سمعتها في محاضرة)، ساعتها تغمرهم السعادة ويتحفزون لبذل المزيد وتكرار ما فعلوه. لا شيء يعدل كلمات المديح والثناء الصادقة على مسامع العاملين (بعضهم على الأقل).

6 – احتفل بنجاحاتك

ابحث عن الجانب المضحك في فشلك، لا تأخذ الأمور بجدية صارمة، هون عليك الأمور ليقلدك المحيطون بك. اجعل للمرح نصيبا من حياتك وعملك، دون إفراط أو تفريط. حين يفشل كل شيء، ارتد زي المهرج وابدأ الغناء، ثم اجعل كل من حولك يشاركوك في الغناء، ثم ادفن أحزانك وعد للمنافسة على صدارة السباق من جديد. لا أحد يفوز على الدوام، لذا احتفل حين تنجح وتفلح وتربح واجعل للتواضع منك نصيبا كبيرا.

7 – استمع لكل العاملين معك، وابحث عن طرق لجعلهم يتكلمون

إن من يعملون مع العملاء والزبائن مباشرة، هم فعليا من يعرفون حقيقة الشركة، وإلى أين هي ذاهبة. يجب عليك أن تتحدث معهم وتتكلم، وأن تستمتع لهم وتنصت، وتعرف منهم وتفهم، فهنا حيث تكتشف المشاكل والعيوب، وهنا حيث تولد الأفكار المفيدة. هنا حيث تتحقق الجودة والخدمة الجيدة، وهنا حيث يجب أن تنزل وتقف لتسمع ما يحاول هؤلاء إبلاغه لك. ليس التواصل مع العاملين هو أن تتحدث إليهم بكلمات جوفاء لا روح فيها ولا فائدة. الحوار يعني انسياب الكلمات الصادقة في الاتجاهين.

8 – تجاوز توقعات الزبائن

إذا فعلت فسيعودون للشراء منك مرات ومرات ويجلبون معهم المعارف والأصدقاء. اعطهم ما جاؤوا من أجله، وفوقه زيادة.اجعلهم يعرفون أنك ممتن لشرائهم منك، واظهر تقديرك لهم. حين تخطئ – اعترف بخطئك ثم اعتذر، ولا تختبئ خلف أعذار. لطالما أصر سام على وضع علامة خارج متجره تقول: رضاكم مضمون، وهي كانت حقيقة لا شعارا مزعوما.

9 – تحكم في نفقاتك أفضل من المنافسين

على مر 25 عاما، احتفظت محلات والمارت بصدارة أفضل الشركات في مجالها من حيث نسبة النفقات للمبيعات. هذه الإدارة الجيدة للنفقات تجعل من ارتكاب الأخطاء أمرًا سهل التعافي منه، والأخطاء شيء لا بد منه في أي تجارة. يمكنك أن تكون إداريا عبقريا، وتقدم منتجا فذا، لكن نفقاتك الكثيرة تجلب لك الخسائر وتفلس شركاتك.

10 – السباحة ضد التيار

اذهب عكس الطريق الذي يسلكه الآخرون، تجاهل الحكمة السائدة، إذا فعلها الجميع بطريقة، حاول أن تفعلها بطريقة أخرى. إذا فعلت ذلك، فكن مستعدا لعقبات ومشاكل ومصاعب كثيرة، ولكلمات التشكيك وعبارات الاستهزاء والتقليل من شأنك. عاش سام والتون حياته يستمع للتشكيك والتسفيه، بداية من القول الشهير: بلدة صغيرة لا يزيد سكانها عن 50 ألف نسمة لا تبرر افتتاح متجر تخفيضات كبير، وهو ما أثبت سام عدم صحته.

في الختام، هذه النصائح ليست أوامر سماوية، يعني خذ منها ما تشاء ودع منها ما تريد. هذه النصائح لا تناسب جميع البشر، لكنها تعطيك بداية جيدة تبدأ منها رحلة تثبيت أساسات تجارتك وتطويرها. إذا قررت تطبيق هذه النصائح، افعلها بكل قلبك وبشغف، لكن لا تفعلها لأنك قرأتها أو سمعتها وتريد التجربة. إذا كنت أنت في شك فما بالك بفريق العمل، خاصة وأن انترنت جعلت من كل هذه النصائح في متناول الجميع.

نصيحتان إضافيتان من سام والتون وردتا في كتابه: صنع في أمريكا – قصتي

الأولى: التكنولوجيا مخلوقة لتساعدك لا لتقضي عليك

sam-walton-made-in-america-book-cover
غلاف كتاب سام والتون: صنع في أمريكا – قصتي

قبل اختراع انترنت والحواسيب الشخصية، كان سام والتون مؤمنا بأهمية التقنية لنجاح شركته، حتى أنه اعتاد الذهاب إلى مدرسة آي بي ام في نيويورك في عام 1966 ليقتنص بنفسه ألمع العقول الشابة الواعدة هناك، ليضمها إلى شركته حتى يستخدم أحدث ما لدى التقنية في جميع نواحي إدارة سلسلة محلاته.

أبسط ما نتج عن هذه الرؤيا البعيدة كان بدء استخدام فكرة الباركود وطباعتها على جميع الوحدات المباعة، ثم قراءتها بماسح الباركود عند خزينة الدفع، وربطها بكمبيوتر مركزي، مع برنامج مخازن يحسب المباع والمتبقي.

ذلك النظام الجديد أدى إلى حسن إدارة المخزون والمشتريات وشحن ونقل البضاعة، ومن ثم تقليل الهادر والنفقات، وتخفيض أسعار المبيعات ومن ثم المنافسة بشكل أفضل.

لقد كانت وال مارت من أوائل المتاجر التي قدمت فكرة الباركود في الولايات المتحدة الأمريكية كلها.

الثانية: شركتك تبنيها على أرضك وتستضيفها في مبنى تملكه

هل منكم من يذكر دروس قصة نجاح راي كروك مع سلسلة مطاعم ماكدونالدز؟ دعونا نحكيها برواية أخرى.

حين افتتح سام والتون أول متجر تخفيضات له، كان ذلك في مبنى يملكه شخص آخر، وبعدما تعب سام واجتهد حتى نجح متجره واشتهر، وحان وقت تجديد عقد الإيجار، رفض صاحب المبنى التجديد، بل وطلب الاستحواذ على شركة سام والتون الناشئة، بعدما أعمته الأرباح التي يحققها سام.

لم يرضخ سام لهذه المعضلة، ووافق على بيع محتويات المتجر إلى مالكه وانتقل إلى موقع آخر.

لكن هذه المرة، انتقل بعدما اشترى الأرض والمبني الذي يقف عليها (تحريا للدقة، استأجر المبنى لمدة 99 سنة وهي تعادل التملك ولو بشكل غير مباشر).

هذه الحادثة علمت سام ألا يستأجر بل يتملك، لا المبنى وحسب، بل الأرض كذلك.

بذلك، لا تضيع نفقات التسويق والإعلانات سدى، فلا يوجد سبب يوجب الرحيل عن المبني أو الأرض.

إذا تابعت قرارات مجموعة الفطيم المالكة لحق استغلال علامة كارفور في المنطقة العربية، ستجدها تشتري الأرض، ثم تبني المول العملاق وتسميه سيتي سنتر، ثم بداخله تفتتح متجر كارفور.

حين تريد افتتاح محل صغير من كارفور، تجدها تستأجر، ثم تسميه كارفور اكسبريس للدلالة على أنه مؤقت وقد يرحل عن المكان في نقطة مستقبلية ما.

هذا الدرس الثاني قد لا يناسب جميع الشركات، خاصة في عصر انترنت الرقمي، لكن المبدأ ذاته يبقى صحيحا. حين تكبر شركتك كثيرا، سيتوجب عليك أن تستضيف خادم موقعك لديك، داخل شركتك، حتى لا يكون رهينة لدى مستضيف أو شركة ضعيفة.

لمن يريد التعمق أكثر، يروي لنا سام والتون قصته في كتاب أسماه صنع في أمريكا، هذا رابط شرائه على امازون وصورته مستخدمة مع هذه المقالة.

توفي سام والتون في 1992.

[الصورة من حساب والمارت على فليكر]

15 ردود
  1. Mohamed El Eryan
    Mohamed El Eryan says:

    الواحد فعلا بقي محتاج الطاقة الايجابية ده بشكل يومي في حياته…انا فعلا كنت منتظر مقالتك اليوم …المشكلة عندي وعند كتير من الناس اننا عايشين عليها من غير ما نحاول نغير حياتنا بشكل جدي ..بس ارجوك متأخرش علينا عشان هي ده البداية ..
    شكراً

    رد
  2. محمد
    محمد says:

    بما اني اتسوق من وولمارت دائما واراه محطة تسوق رائعة مقارنة مع منافسيه من ناحيتي التنوع في البضاعة وانخفاض الاسعار نسبيا
    المشكلة التي اراها هي انخفاض اجور العاملين فيه حيث ياخذون الحد الادنى من الاجور وفقا لقانون ولايات امريكا وذلك سيسبب مشكلة ان العاملين فيه هم من الطبقة الادنى من المتوسطة ماديا ويسبب ذلك عملهم لساعات اكبر حيث عندما تراهم ترى الارهاق في وجوههم

    رد
  3. د محسن النادي
    د محسن النادي says:

    كنت اطالع اول المقال حيث جاء صديق صاحب شركة
    فاخبرته باول نقطة
    وانفتح نقاش امتد لساعه على اهمية الاتزام بهذه النقطه
    وللعلم
    كان شغف حياته عمله لمدة 8 اعوام
    فكان الربح وفير
    ثم تراخت قبضته عن عمله 3 سنوات كاد ان يفقد بها راس المال
    لكنه عاد وتعافى
    اعتقد ان اهم شيء في العمل ان توليه جل وكل اهتمامك ولا تركن الى الاخرين دون رقابه
    ودمتم سالمين

    رد
  4. حسن اسماعيل
    حسن اسماعيل says:

    الشغف بالعمل هو فعلا مفتاح النجاح فيه ولاكن ايجاد طاقم عمل جيد هو امر شاق فعلا

    رد
  5. الحسن سعد الله
    الحسن سعد الله says:

    السلام عليكم
    من متابعي تدويناتك القدامى وهذه أول مرة أخط فيها تعليقا 🙂
    شكرا أخي رؤوف كم نحتاج من رجل مثلك يرفع همم الشباب فعلا نحن قادرون على إخراج بلداننا من هذا الوهن.
    جزاك الله خيرا عنا

    رد
  6. يامن
    يامن says:

    جزاك الله خيراً أخ رؤوف، يعجبني هذا النوع من المقالات التي تسرد بها نصائح لأرباب الأعمال على الرغم من أني طالب جامعي و لا أملك عمل خاص بي و لكن هذا النوع يشعرني بالإندفاع و التفائل و أتمنى أن أستفيد من هذه النصائح عندما أنشئ عمل خاص بي وأن أذكرك عندها بكل خير.

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      لأنها تذهب مباشرة إلى قسم السبام / السخام. هل تترك تعليقات في مدونات أخرى بغرض الإعلان عن موقع أو شيء من هذا القبيل؟ هل تستخدم كمبيوتر مشترك يستخدمه غيرك في إرسال السخام؟

      رد
      • خالد المصرى
        خالد المصرى says:

        بالعكس خالص انا بطبعى نادراً جداً لما بترك تعليق فى اى مكان ,, حتى على شبكات التواصل الاجتماعى نادرا لما بعلق على اى شئ .. 🙁

        اشكركم على حل المشكلة واتمنى ان تظهر مشاراكاتى لدى المدونة فيما بعت تحياتى لك اخى شبايك

        رد
  7. حسام حسّان
    حسام حسّان says:

    النقطة الثانية بالذات تأثيرها ساحر خصوصاً على الشركات الناشئة، هى تجعل الموظفين والمديرين كالمغناطيس كلما فكروا فى الابتعاد عن الشركة، وجدوا أنفسهم مرتبطين بها أكثر!

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *