احتكار المافن جلب له المليونير الأول – كيف باع جيسي ساعات الطيران للأثرياء
هذه التدوينة هدفها التشجيع والتحفيز، لكن مع توضيح أن بطل القصة صاحبه التوفيق… ما يدفعنا للجزم بأن التوفيق ليس حكرًا على الملتزم بالقواعد والشروط طوال الوقت…
بطل القصة أمريكي اسمه جيسي Jesse Itzler وفي مطلع شبابه أراد منافسة مغنيي الراب Rappers. في ذاك الوقت – كان السود مسيطرون تماما على هذه النوعية من الغناء، وأراد هو دخول المجال متميزا بلون بشرته الأبيض. أو هكذا سولت له نفسه!
غني عن البيان أنه لم ينجح في هذا المسعى، لكنه تحول من منافسة مغنيي الراب السود إلى تأليف وتلحين أغاني قصيرة لفرق دوري كرة السلة الأمريكي والتي لاقت نجاحا. هذا النجاح جلب مشتريًا لشركته الموسيقية مقابل 4 مليون دولار.
احتفالا بالشراء، أخذ المشتري جيسي وشريكه معه على طائرة نفاثة خاصة. كانت الرحلة جميلة جدا حتى أن جيسي أخذ يفكر فيما يمكنه فعله لكي يعود للسفر بهذه الطائرة الخاصة مرة أخرى.
قضى جيسي عاما بأكمله يفكر في مشروعه الجديد: بطاقة بلاستيكية تشبه بطاقة الفيزا، هذه البطاقة تمنح حاملها 25 ساعة طيران على طائرات نفاثة خاصة.
كان مشتري البطاقة لا يدخل في تفاصيل كثيرة. فقط يشتري الكارت المشحون مسبقا، يحدد الموعد ومسار الرحلة التي يريدها، ثم يمرر الكارت ويطير.
لعب الحظ دوره، إذ تعرف جيسي على شريكه الذي بدوره استطاع تأمين مقابلة مع المدير التنفيذي لشركة طيران NetJets والتي كانت تبيع باقات الطيران التشاركي بداية من 50 ساعة طيران سنويا مع عقد مدته أقل شيء 3 سنوات.
ميلاد شركة ماركي جت لبيع ساعات الطيران
بدون تفاصيل تقنية كثيرة، تحول مشروع جيسي وشريكه ليحمل اسم شركة Marquis Jet أو ماركي جيت والتي تأسست في عام 2001. كان جيسي من ضمن المؤسسين، وكان دوره جلب الزبائن لشراء ساعات الطيران.
في هذا الوقت لم يكن لديك شبكات اجتماعية أو سكان كوكب يستخدمون شبكة الانترنت. كان التسويق تقليديا عبر الإعلانات والمنشورات والمكالمات ومقابلات المشترين المحتملين وجها لوجه.
لم يكن لدى جيسي أي ميزانية مالية وكان عليه أن يفكر خارج الصندوق كي تنجح فكرته.
بالبحث وجد من أكدوا له أن الجمهور الأول لخدمات ساعات الطيران النفاث التشاركي هم رجال الأعمال.
وجد جيسي وقتها أن هناك مؤتمر خاص في كاليفورنيا مخصص للمؤسسين ورجال الأعمال – المسمى الأنيق للأثرياء وأصحاب الملايين!
بعد 16 ساعة سفر ما بين طيران وسياقة، حاول جيسي دخول هذا المؤتمر فلم يسمحوا له. فهو لم يكن غنيا بما يكفي ليكون من المسموح لهم بالاختلاط بهؤلاء الأثرياء الذين يريدون حمايتهم من أمثال جيسي.
بعد فشل محاولاته لدخول المؤتمر، جلس جيسي في مقهى مجاور لمبنى المؤتمر. وهناك لاحظ أنه كل ساعة ونصف أو ساعتين، يخرج جمهرة من الناس، يحملون كلهم بطاقات دخول المؤتمر، للحصول على القهوة الدافئة ومخبوزات المافن الشهية.
كان هؤلاء هم الطبقة المستهدفة لخدمات شركة جيسي وكان عليه أن يجد وسيلة ليحصل على انتباه هؤلاء الناس.
احتكار المافن لفتح حديث مع المليونيرات
في الخامسة من صباح اليوم التالي، حضر جيسي إلى هذا المقهى وطلب شراء كل مخبوزات المافن وأبقاها بجانبه.
بحلول التاسعة، بدأ الناس في التوافد وطلب شراء قطع المافن.
اعتذر العاملون في المقهى لعدم توفر المافن لسبب بيعها بالكامل وأن الشحنة التالية من المافن موعدها بعد ساعتين.
راقب جيسي أول رجل طلب قطع المافن ولم يجدها، وبعدما حصل هذا الرجل على قهوته، اقترب منه جيسي وقال له أنه سمعه يطلب شراء المافن وأن جيسي لديه قطعة زائدة لم يلمسها وأنه مستعد لإعطائها لهذا الرجل.
شعر الرجل بالامتنان من هذا العرض وبدأ الحديث مع جيسي.
شاء القدر أن يكون هذا الرجل جوش Josh Kopelman المدير التنفيذي لموقع ومتجر نصف.كوم أو half.com (يمكن تشبيهه بشهرة موقع أمازون حاليا).
جلس جوش مع جيسي وتجاذبا أطراف الحديث. كان أول سؤال من جوش هو ما مجال العمل الذي يعمل فيه جيسي. بسرعة أخبره جيسي أنه يبيع ساعات الطيران التشاركي ليرد عليه جوش أنه مهتم جدا بهذا الأمر وأنه يريد الشراء.
أصبح جوش العميل الأول في قائمة جيدة بسبب قطع المافن.
بعد مرور عام، بلغت المبيعات السنوية للشركة 200 مليون دولار.
لم يقف جيسي عند حد البيع، إذ كان يقدم خدمات ما بعد البيع من الطراز الأول. حين كان جوش يسافر، كان جيسي يدرس المدينة التي يذهب إليها ويحجز له في مطاعم المدينة ويرسل له قائمة بالمعلومات التي قد يحتاجها في هذه المدينة…
بعد مرور شهور، كافئ جوش جيسي بأن اقترح على صديق له شراء خدمات جيسي وهو ما تم…
بعد مرور سنوات، اشترت نت جتس شركة جيسي بسبب نجاحها. بعدها اشترى صاحبنا وارين بافيت هذه الشركة.
هل تذكر هذه الصورة المشهورة لـ بيل جيتس مع وارين بافيت في طائرة خاصة؟ هذه الطائرة كانت ضمن أسطول شركة نت جتس التي أجرت طائراتها لشركة ماركي جيت مقابل قرابة 800 مليون دولار…
أسوق لك هذه القصة لأنه في بعض الأحيان ستكثر عليك التحديات…
ستشك في قدراتك وفي نفسك، وتظن أنك مخلوق للفشل وأنه لا أمل فيك…
تذكر ساعتها صاحبنا جيسي… شاب طائش بلا شهادات جامعية وبلا خبرة سوقية تعود لزمن الفراعنة… يلبس الجينز ويضع عصابة حول شعره الكيرلي… لا يملك سوى رغبته في النجاح، وعدم هيبته من التجربة والمحاولة، ولا يجد عيبا في الفشل…
جيسي شاب محظوظ لكنه كذلك مجتهد ولا ييأس بسرعة.
الحياة أقصر وأهون من أن تقضيها خائفا من الفشل…
أقول ذلك لنفسي ولقارئي والله المستعان.
بالحديث عن الطيران، لعلك ترغب في قراءة تدوينتي بعنوان: رايناير – قصة نجاح شركة طيران رخيص مكروهة
قصة جميلة ..
ليت الصعوبة بسلاسة سرد القصة
هذا التعليق بحاجة لمزيد من التفصيل والشرح
في الحقيقة أن هذه القصة من أهم القصص في المدونة وهي مليئه بالفوائد لمن أراد التجاره لكن سأكتفي بأهمها
( لم يكن لدى جيسي أي ميزانية مالية وكان عليه أن يفكر خارج الصندوق كي تنجح فكرته ،بالبحث وجد من أكدوا له أن الجمهور الأول لخدمات ساعات الطيران النفاث التشاركي هم رجال الأعمال)
لا يقاس غنى المجتمع بكمية مايملك من أشياء بل بمقدار مافيه من أفكار ولا يمكن أن يكون هناك فاعلية للأفكار بين الأشخاص مالم تكن هناك علاقات فكلما كانت شبكة العلاقات أوثق كان العمل فعالا مؤثرا
يا لسهولة تأسيس الشركات وانشاء المشاريع في امريكا يا ليت هناك دعم عندنا في البلاد العربية للمشاريع الصغيرة
بدوري، كنت أظن ذلك في بداية كتاباتي، ثم تبين لي أن الأمر أكبر من ذلك. هناك دول أخرى تأسيس الشركات فيها سهل وسريع، ثم تكتشف الخفايا وتجد أن سهولة وسرعة التأسيس هي نصف المعادلة، وأن للمعادلة معطيات كثيرة…
أذكر مرة ذكر لي قارئ لمدونتي أنه هاجر إلى نيوزيلندا وأسس شركته هناك وحصل على إقامة وكانت البداية وردية، ثم اصطدم بتعقيدات البيروقراطية وغلاء المعيشة وقوانين العمل التي تقف في صف الموظف ظالما أو مظلوما، ثم في النهاية حط رحاله في ماليزيا وعدة دول أخرى وهجر نيوزيلندا…
ولذا، السهولة واليسر جزء من، وليس كل، الصورة…
نعم كلامك صحيح ولكن انا قصدت دعم المشاريع الصغيرة في بلداننا تدخل تعقيدات الإقامة والبيروقراطية وغيرها