أخطاء شهيرة ولماذا يجب علينا حب الأخطاء
تقول أحداث القصة أن رسام المجلات المصورة (كوميكس) الشهير ستان لي، الرجل الذي اخترع شخصيات الرجل العنكبوت والحديدي حين أبدع شخصية الرجل الأخضر أو هالك الرائع Incredible Hulk ورسم أول عدد مصور من هذه السلسلة الشهيرة، اختار اللون الرمادي ليكون لون الرجل هالك.
ما حدث بعدها هو أن المطبعة أخطأت في مزج الألوان، وعوضا عن ظهوره باللون الرمادي، ظهر العملاق هالك باللون الأخضر في العدد المطبوع الأول من السلسلة.
يقال أن ستان لي اختار اللون الرمادي حتى يتفادى أي ألوان لها علاقة بجنسيات أو عرقيات أو خلافات عنصرية. حين شاهد ستان لي اللون الأخضر في العدد الأول، تتقبل هذا الخطأ بصدر رحب ووجد أن اللون الأخضر يناسب هذه الشخصية ولذا قرر أن يكون الأخضر هو شعار هالك.
التقدير المبدئي للعوائد الإجمالية التي حققتها شخصية هالك تفوق المليار دولار منذ صدور العدد المطبوع الأول في مايو 1962.
أخطاء بكتيرية
كان ألكسندر فلمنج عالم نباتات ومتخصصا في علوم الأحياء والصيدلة، عكف في معمله على دراسة أنواع مختلفة من البكتيريا التي تسبب الأمراض، في محاولة منه للعثور على علاج ممكن لها. أثناء تجاربه، ذهب في إجازة مع عائلته وترك أوعية معملية تحوي أنواعا مختلفة من البكتريا.
عند عودته من تلك الإجازة، لاحظ أن وعاء محدد انتشرت فيه العفن المخضر. بالتدقيق أكثر، وجد أن البكتيريا اختفت من الأماكن المحيطة بالعفن الأخضر، في إشارة إلى أن هذا العفن أو (بنسيليوم) يمنع نمو البكتريا وأيضا قادر على علاج الالتهابات البكتيرية في الحيوانات.
كان ذلك في عام 1928، وكان نتاج الصدفة أو الخطأ لأنه لم يحكم غلق تلك الأوعية في معلمه قبل ذهابه للإجازة. بالبحث أكثر تمكن من عزل المادة الكيمائية في هذا العفن والتي لها الأثر على البكتيريا وأطلق عليه اسم البنسلين وبذلك جاء إلى الدنيا أول مركب مضاد حيوي والذي كان فعالا مع بعض أنواع البكتيريا وليس كلها.
اشتهر عن ألكسندر أنه غير منظم في أبحاثه المعملية ويميل للعشوائية وترك الأمور تخرج عن حدودها المعتادة. هذا حتما ساعد على اكتشاف البنسلين عن طريق الخطأ وبدون قصد. ليس البنسلين أول اكتشاف بالصدفة للعالم فلمنج، إذ سبقه أخطاء / اكتشافات جاءت عن طريق الخطأ لكن لم يكن لها الحظ ذاته من الشهرة.
أخطاء عطرية
القصة الثالثة اليوم من عالمنا العربي، والعهدة على الراوي، الذي ذكر أنه في زمن بعيد، كان هناك شاب عربي يعمل في محل عربي يصنع قطع الصابون وكذلك العطور. بينما هذا الشاب يسير بين زجاجات العطور وقطع الصابون، وقعت منه قطرات من العطر على صابون وهو سائل قيد التبريد.
قبولا بالخطأ وانتظارا لما سيسفر عنه، جاءت النتيجة النهائية في صورة صابون معطر والذي لاقى قبولا من المشترين واشتهر به هذا المحل حتى قلده الآخرون.
الشاهد:
ليست كل الأخطاء خراب ودمار وخسارة. بعضها عطايا آلهية يجب علينا قبولها القبول الحسن والبحث عن الجوانب الإيجابية فيها. لذا لا تكشر ولا تحزن حين تقع أخطاء ما وابحث عن أي جانب إيجابي فيها.
هناك أمثلة كثيرة لا حصر لها على أخطاء كانت ذات نتائج إيجابية، أخبرنا ما تعرفها منه في التعليقات.
باقات دعم المدونة متوفرة الآن، انظر قاع العامود الأيسر!
عليك الآن قراءة تدوينتي السابقة التي عنونتها: لماذا نكره المشاكل بدلا من أن نحبها؟ كما أنصحك بقراءة تدوينة شركة بيكسار المشهورة بحب الأخطاء.
تونى مشترى سياره برادو وبعد أسبوع ظهر لى عطل فيها لعلنى أكون أخطأت وخطأى فى مجمله سيكون جيد لى بالمستقبل
هذه ستجيب عنها الأيام، الآن، أخبرنا بالمزيد عن هذا الخطأ لعلنا نتعلم منك أو نساعدك.
يقول المثل يا محاسن الصدف
احيانا لا تريد شيء ولكن الله يفعل ما يريد
لتنجح
ودمتم سالمين
مع جمال القصص التي سردت .. إلا أنني أؤمن أكثر ببيت الشعر القائل ..
(لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبرا) .. أمر الصدفة هذا نادر الحدوث إلى حد كبير ..
تغيرت طبيعة المهام الإدارية المسندة وإن لم تتغير أسماؤها كثيراً – فقديما كان يحلو للمدير أن يظن أنه بمنأى عن الانخراط في أدق تفاصيل التشغيل والتنفيذ. الآن .. تسارعت وتيرة التنفيذ، وأصبح الخطأ التنفيذي البسيط أكثر تكلفة وأكثر خطورة.
في الماضي كان ممكنا ترك الموظفين يجربون ويخطئون فلم تكن للأخطاء خطورة كبيرة كان لدينا كل الوقت الذي نحتاجه لمعالجة الأخطاء. الآن تغيرت وتيرة الأسواق بحيث أصبح المنافسون يتلقفون الأخطاء التي ترتكبها ويستثمرونها بشكل غير مسبوق.
اليوم تنتقل الإدارة من ثقافة قبول الأخطاء إلى ثقافة تقليل الأخطاء. فالرسالة الأساسية لمفهوم الثقافة التنفيذية هي:
إذا كان الموظفون في شركتك يرتكبون نفس الأخطاء، فثقافتهم التنفيذية متدنية. عليك تغيير الثقافة التنفيذية فلا تقبل تكرار الأخطاء. لكي تقبل الخطأ يجب أن يكون أفضل من الخطأ الذي سبقه. كلنا نخطئ كل يوم. ولكن إذا كنا نكرر نفس الأخطاء فنحن لا نتعلم. )
مسموح لك فقط بارتكاب أخطاء جديدة.
أشكرك على هذا التعليق و اتفق معك تماما، في عالم الأعمال اليوم يجب السماح فقط بالأخطاء الجديدة، أما المتكررة فهذه دليل على وجود خلل إدراي…