اصنع عملائك ومنتجاتك وخدماتك

,

نعود اليوم فنكمل مع الفصل الرابع من كتاب التسويق اللاصق والذي يحمل عنوان: أنشئ منتجات وخدمات لكل مرحلة من مراحل صنع العميل

في أحيان كثيرة، تركز الشركة على منتج وحيد، وتأمل في بيعه للشريحة المستهدفة في السوق. التركيز على منتج وحيد ليس صحيحا من وجهة النظر التسويقية، التي تقول أن التسويق مثل التقدم لخطبة زوجة المستقبل، تبدأ بالبحث عن أفضل مرشحة، ثم التقدم، ثم الخطبة، ثم الهدايا والعزائم والزيارات، ثم الزواج وحفل الزفاف، ثم انتظار الأولاد، ثم تربيتهم ثم مدرستهم ثم جامعتهم ثم زواجهم ومن بعدها تربية الأحفاد، أي أن علاقتك بعميلك لا تتوقف ولا تنتهي أبدا.

تحديد مراحل صنع العميل
بعدما تنتهي من تحديد العميل الأمثل لك، وتحديد أين تعثر على هذا العميل في السوق، ثم تبدأ تحدد قائمة بأنسب العملاء المحتملين، ثم تبدأ فتحصل على إذنهم لكي تتصل بهم، ثم تشجعهم على الاتصال بك، ثم يتحولون عملاء لك، ثم عملاء دائمين متكررين، ثم يتحولون أبطالا، يجلبون لك المزيد من العمل ومن العملاء.

مراحل صنع العميل:
1-    عميل مناسب: شريحة من الناس تناسب هدفك
2-    عميل محتمل: من استجاب لعرض قدمته له طالبا المزيد من المعلومات
3-    عميل فعلي: من اشترى منتجك وجرب خدمتك
4-    عميل متكرر: عميل فعلي اشترى المزيد من منتجاتك / خدماتك
5-     العميل البطل: عميل فعلي / متكرر نصح غيره بتجربة التعامل معك وجلب لك عملاء فعليين

يرى مؤلف الكتاب أن توفير معلومات مفيدة مجانية، في صورة ملفات إلكترونية أو دورات تدريبية مجانية أو كتيبات، يمكن لها اجتذاب عملاء محتملين ومناسبين لك، شريطة أن تساعدهم هذه المواد المجانية على حل مشكلات تواجههم. من أمثلة هذه المواد العلمية، أسرار تجنب الضرائب عند بدء نشاطك، 12 طريقة للقضاء على آلام الظهر، أو 10 أشياء يجب أن تعرفها قبل أن تستأجر محاميا لك.

عندما يبدي العملاء المحتملون رغبتهم في الحصول على مادتك العلمية المجانية، فإنهم بذلك قد أعطوك موافقتهم على التسويق لهم، وهم بذلك مرشحون لأن يتحولوا عملاء لك إذا قدمت لهم العرض المغري الذي لا يمكن رفضه. بعدما يصبحوا عملاء فعليين، عليك تحويلهم إلى عملاء متكررين، عبر تقديم المزيد من العروض والخدمات، مثل عروض الاشتراك السنوية، ترقية حزمة الخدمات المقدمة لهم، عقود صيانة دورية، ثم يتبقى لك تطوير شريحة العملاء المتكررين ليكونوا أبطالا، مثلا عبر تقديم عروضا وخصومات خاصة لمن يقنع أصدقائه بالتعامل معك، وغيرها من أفكار التحفيز.

بعدما تصنع العميل، يجب عليك أن تصنع منتجات / خدمات جديدة لك تقدمها وتطرحها للبيع، مثل:

المنتجات الإضافية المتطورة
مثل تقديم نسخة متقدمة ومطورة وإضافية للمنتج الذي تقدمه. خير مثال شركة ريد هات التي توفر نكهتها من نظام التشغيل ليونكس بالمجان، لكنها تقدم معها قائمة طويلة من الخدمات الإضافية ذات مقابل مالي. كثير من الشركات تتربح على أساس هذا المبدأ: تقديم منتج مجاني، بالإضافة إلى خدمات أخرى بمقابل معتمدة على هذا المنتج.

ضع خبرتك في هيئة منتج
قابلت في حياتي خبراء تقنيين قليلي الحظ والثروة، ورغم أنهم أصحاب خبرة عريضة، لكنهم لم يستطيعوا تحويلها إلى مال، ولذا ينصح المؤلف بأن يقوم هؤلاء بوضع حصيلة وخلاصة خبرتهم في صورة منتج، مثل برنامج تدريبي، فلو قلنا أنك ذا باع طويل في تصميم المواقع، ضع خبرتك هذه في صورة مادة علمية تقوم بتدريسها للناس، أو تصورها فيديو / تسجلها صوت، وتوفرها كدروس مرئية / صوتية للبيع، وهكذا.

ادمج عدة منتجات في عرض خاص
امزج عدة منتجات / خدمات معا، وضعها في صورة باقة / حزمة واحدة. إذا كنت تصمم مواقع، يمكنك أن تقدم خدمة استضافة وتسكين المواقع بالتعاون مع شركة أخرى وتقدم عرضا خاصا أقل تكلفة من شراء كل منتج على حدة. يحب الناس الأشياء المحسوسة، ولذا لو كنت توفر خدمة الاستضافة، يمكنك أن تضع مواد علمية على قرص ذاكرة فلاش وترسله إلى كل من يشترك في خدمتك، (لكن لا تكن رخيصا وتختار قرصا يخرب بعد مرتين قراءة).

قدم عدة مستويات من الخدمة
اجعل لديك المستوى الذهبي والفضي والبرونزي مما تقدمه، فأنت مثلا تبيع هواتف نقالة، فيمكنك أن تقدم عقد ضمان فضي (إضافي بسعر جانبي) يلزمك مثلا بإعادة شراء الهاتف النقال من عميلك بعد مرور عام، على أن يشتري منك آخر جديد، وتوفر له خدمة تغيير غلاف الهاتف (الوجه الخارجي) مجانا مرتين خلال هذا العام، وخدمة تحديث برنامج التشغيل (فيرموير)، وتخفيض 25% إذا اشترى منك هاتف آخر خلال العام، وهكذا من الأفكار.

اعمد إلى بيع ترخيص استغلال معرفتك
هذه هي النقطة الغائبة في عالمنا التجاري العربي. افترض أنك أسست شركة جديدة، هذه الشركة توصلت بخبرتها إلى طريقة لا يعرفها أحد في تنظيف الملابس بالبخار بدون تدمير الملابس، لماذا لا تعرض على بقية محلات التنظيف شراء حق استغلال طريقتك هذه، بالطبع مع حماية طريقتك من النسخ والتقليد، مثلما تحمي محلات ماكدونالدز و كنتاكي خلطتها السرية.

ألف كتابك
رغم أني نلت نصيبي غير منقوص من رسائل التشكيك في هذه الفكرة، لكنك إذا ألفت كتابا وضعت فيه خلاصة خبرتك العملية، فأنت توفر لك وسيلة تسويقية ذات انتشار كبير، ناهيك عن نظرة الاحترام التي يبديها الناس لمؤلف الكتاب الناجح. افترض أنك قرأت كتابا يشرح طريقة البرمجة بلغة ما ونال إعجابك، ووجدت هذا المؤلف يبيع برنامج / كتابا ثانيا من تصميمه / تأليفه، هل ستتردد كثيرا في شرائه؟

يختم المؤلف فصله الرابع بالتأكيد على عدم صحة الفكرة السائدة بأن على الشركة الناشئة أن تقدم منتجات رخيصة لتثبت أقدامها وتتغلب على المنافسة. السعر هو مجرد انعكاس للقيمة التي تقدمها، وإذا نجحت في أن تشرح لعميلك القيمة الإضافية الكبيرة التي تقدمها منتجاتك (بشرط أن يكون منتجك يقدم قيمة حقيقية، وألا تكون من زمرة رجال المبيعات اليائسين الذين سيخسرون وظيفتهم إن فشلوا في البيع للعميل).

عندما تبيع منتجات غالية الثمن، فأنت تقدمها إلى شريحة عملائك الذين تعاملوا معك من قبل، ورضوا عن جودة ما تقدمه، ونجحت في اكتساب ثقتهم، وهم لن يتوقعوا منك سوى تقديم الأفضل، وهذه ليست دعوة للغرور أو الاحتيال، بل دعوة للتفكير في تقديم الجديد المطلوب وبمستوى جودة متقدم.

وهنا حيث ينتهي الفصل الرابع، وأما الفصل الخامس فيتحدث عن الباقة التسويقية التي يجب على كل صاحب شركة صغيرة أن يجهزها ويجمعها ولا يعيش بدونها، وهذه ضممتها إلى كتابي الخامس الذي أضع اللمسات الأخيرة عليه. في التدوينة التالية، سنتكلم عما يجب على موقع شركتك على انترنت تقديمه من معلومات ومعلومات تسويقية.

8 ردود
  1. MagdSoft
    MagdSoft says:

    لقد كتبت المقالة التى كنت ابحثها عنها من 5 دقائق فقط
    كنت ابحث عن كيفية التسعير بالنسبة للشركات الناشئة
    وبخصوص الخدمات المجانية التى يجب ان تقدمها لكى تنجح فى جذب عملاء جدد
    اعظم الشركات التى تعمل على هذه النقطة هى
    شركة جوجل
    جزاك الله خيرا اخى رؤوف
    واصل انتظر المزيد

    رد
  2. فادي يحي
    فادي يحي says:

    أشكرك عزيزي شبايك على ذكرك لمراحل صنع العميل

    هذه النقطة ذات فائدة كبرى بالنسبة لمجال عملي حيث أنه لدي فئة مستهدفة بشروط معينة…

    مما قد يضطرني أحيانا لرفض العمل مع بعض العملاء وغالبا ما أقدم لهم شيء مفيد في رسالة الرفض يساعدهم إما على إكمال عملهم بأنفسهم أو يساعدهم على الأقل في تحديد ما يرودون بالفعل.

    رد
  3. محمد فتحي
    محمد فتحي says:

    بمناسبة حصولي على اول شهادة من شهادات برنامج مايكروسوفت لادارة علاقات العملاء MS CRM
    يسرني ان اكون اول معلق للمرة الاولى في هذه المدونة الرائعة
    برنامج مايكروسوفت الاكثر من رائع والذي يساعد جدا في التسويق والبيع وخدمات ما بعد البيع
    لمن يمتلك برنامج اوفيس اصلي 2003 او 2007 النسخة البروفيشنال بامكانه تحميل نسخة مصغرة لادارة علاقات العملاء تساعد على فهم CRM لكن على مستوى شخصي فقط
    هذا المنتج هو Business Contact Management
    ويمكن الاطلاع عليه في موقع مايكروسوفت
    http://office.microsoft.com/en-us/contactmanager/default.aspx?ofcresset=1
    البرنامج يمكنك من انشاء العميل المحتمل ومتابعته حتى الشراء او الانتهاء منه
    تحياتي لك استاذ رؤوف وكل متابعي مدونتك الرائعة
    اللهم أحرق من أحرق اطفال غزة

    رد
  4. احمد قاسم
    احمد قاسم says:

    الاخ العزيز شبايك
    ادعو الله لك بالتوفيق ومن نجاح الي نجاح
    انا متابع لمدونتك ولكن نادرا ما اكتب تعليق
    ولكن اريد ان اشكرك علي كل ما تقدمه مدونتك الناجحة لشباب العرب ولي بصفة خاصة
    واريد ان اكتب لك تجربيتي مع مشروعي الاول ليستفيد الشباب منها في عملهم الخاص حيث انني طبقت معظم ما قدمته مدونتك مستعينا بالله والحماس الدي اتخدته من مدونتك الرائعة لم يقدر لي النجاح في مشروعي لعدة اسباب اود ان اطرحها عليك لتجد لها حلا وتناقشها مع بعض الشباب والخبراء من زوار المدونة
    لقد جمعت مبلغ لا بأس به في ثلاث سنوات من العمل بالخارج ومع متابعتي لمدونتك قررت البدأ في مشروع خدمي وهو (بيع الادوات الكتابية والمكتبية )
    ماكينات التصوير ومستلزمتها والاثاث المكتبي والاحبار الخاصة بالكمبيوتر وورق الطباعة والتصوير واتبعت في تسويق هده الخدمات بعدة طرق اولاً عن طريق البريد العادي للمدارس والشركات والبنوك لان لا احد من هؤلاء يستغني عن هده الخدمات (علي حد علمي ) ثم تبعت دلك بالزيارة لكل مكان ارسلت له في البداية ولكن وجد ان كل او معظم الشركات لا تريد التعامل الا عن طريق المعارف وانا ليس لدي اي واسطة في اي مكان منهم ثانيا معظم مديرين المشتريات بهده الشركات دوي النفوس الضعيفة لا يمررون العروض المقدمة لديهم لمديريهم الا بالرشوة مما لايتحمله مشروع مبتدأ لان هامش الربح فيه بسيط
    ثالثا المصانع وتجار الجملة ليست ببعيدة عنهم وهؤلاء التجار يبيعون القطاعي بسعر الجملة وهده ايضا عقبة من العقبات لمشروع مبتدأ ولكن فكرت بدخول المناقصات الحكومية وقدمت للمناقصة ولم يكن بهدفي الربح اريد الانتشار اولا والتعلم وجدت تجار الجملة في المناقصة يبييعون بهامش ربح قرش وقرشين عرفت خطأي (كنت مزود 25 قرش في البند ) كنت فاكر كده قليل ولكن الحمد لله لم ترسي المناقصة الا علي شركة واحدة واريد هنا ان انبه من دخول المناقصات ان لم يكن عندك كمية من الصنف مخزنة وقدمت منها عينة فلا تدخل مناقصة ابدا لان بعض التجار ممكن ان يعطيك العينات وعند رسو المناقصة عليك لا تجد الكمية الكافية حتي لو اقر لك بدلك وممكن تخسر لانه وقت البت في المناقصة طويل جدا مما يجعل بعض الاسعار ترتفع ولا تستطيع الوفاء بالكمية كاملة المهم كل هدا خلال عام ولم احصل علي مكسب وراس المال اصبح يتناقص في ايجار وانتقالات ومصاريف شخصية ولكن (لن يضيع الله اجر من احسن عملا ) كلمت الوالد وببعض علاقاته عوضني الله خسارتي ومن 200 مكان لم يستجيب الا شركة واحدة وبالعلاقات الشخصية وخطأي هنا ايضا انني (لم احدد رأس مال الشركة دون المساس به )طبعا اغلقت المكتب ولم ايأس ومشروعي القادم مستوحي من المدونة وهو (كتاب الناجين العرب) سير داتية لرجال الاعمال والعلماء واتمني من الله ان تنجح فكرتي وتجد لها رواجا .
    اسف علي الاطالة وعدم ترتيب الافكار بعض الشيء وارجوا ان ينتفع من هده التجربة كل من يقدم علي مشروع جديد من زوار مدونتك الرائعة
    وليجزيك الله عنا خيرا
    ومن تقدم لتقدم (شبايك )

    رد
  5. إيمان سماحة
    إيمان سماحة says:

    أريد الالاحاق بالعمل في مجال التسويق ، ارجو تزويدي بالمعلومات اللازمة للدخول بنجاح في هذا المجال
    مع شكري وتقديري لجميع القائمين على هذا الموقع المحترم

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *