15 شركة انتهت ببيع غير ما بدأت من أجله

حين تعرض على أحدهم فكرة تأسيس شركته الخاصة، سيقول لك وماذا سأبيع؟ هذا السؤال يمثل كابوسا للبعض، وعائقا للبعض الآخر. الطريف في هذا الأمر تحديدا أن الغيب لا يعلمه إلا الله، ولذا ما علينا سوى أن نحاول ونتعلم ونتقبل فكرة التجربة والفشل حتى إدراك النجاح، رغم صعوبتها الظاهرة. اليوم أعرض لكم مقالة عددت 15 شركة شهيرة، بدأت كل منها وتأسست لغرض بيع منتج / منتجات مغايرة تماما للمنتجات التي تشتهر ببيعها الآن.

1 – شركة آفون لمستحضرات التجميل

حين بدأ ديفيد كاكونال شركته آفون Avon (أو ايفون) في عام 1886 كان هدفه من ذلك بيع الكتب الورقية، عن طريق طرق الباب تلو الآخر. لغرض تشجيع زبائنه من الجنس اللطيف على شراء كتبه، قدم ديفيد هدية مجانية لمن تشتري منه كتبه، وكانت الهدية عبارة عن زجاجة عطر خاصة. قبل أن ينقضي وقت طويل، بدأ الزبائن يطلبون زجاجات العطر هذه أكثر من الكتب ذاتها، الأمر الذي جعل ديفيد يحول اهتمامه من الكتب إلى العطور، ولذا أسس شركة ثانية أسماها شركة عطور كاليفورنيا، ثم عدل اسمها فيما بعد إلى آفون التي نعرفها الآن.

2- نوكيا

قبل أن تدخل نوكيا غمار الهواتف والاتصالات اللاسلكية، اشتهرت بأنها شركة ذات منتجات متعددة وأنشطة متباينة. في عام 1865 قرر مهندس التعدين فردريك ايدستام تأسيس مصنعه لتحويل لب النباتات إلى ورق، على ضفاف نهر ليستفيد من تيار الماء في إدارة عجلة الانتاج. بعدها تحولت الشركة إلى انتاج منتجات مطاطية ثم كهربائية، وتعرضت الشركة لمخاطر الإفلاس بعد الحرب العالمية الأولى، ومن مشكلة ومعضلة لمجال جديد وربح وفير، وهذا هو ملخص حال شركة نوكيا، التي نريدها أن تقوم من عثرتها.

3ام – 3M

حين تأسست شركة مينسوتا مايننج و مانفكترينج في ولاية مينسوتا في عام 1902، لم تكن هذه الشركة تبيع أوراقا لاصقة، بل كانت الهدف من تأسيسها التعدين واستخراج المعادن، وكان تأسيسها بهدف استخراج معدن كوروند المشهور بصلابته وصلادته حتى أنه يأتي في الترتيب بعد الماس من حيث الصلادة. هذا المعدن مطلوب في عمليات صنع عجلات التجليخ والطحن الصناعية. بداية الشركة كانت صعبة، إذ أن موقع التعدين الذي اختارته لم يحتوي على معدن كوروند، وما أن انتهى المؤسسون من حل هذه المشكلة حتى واجهتهم مشاكل أخرى أقوى وأكبر، لكن الشركة تمكنت من حل هذه المشاكل، بأن شجعت الأبحاث والتطوير والمجيء بأفكار جديدة تماما، حتى جاء عام 1968 حين حاول سبنسر سيلفر اختراع شريط لاصق قوي فحصل على شريط لاصق ضعيف لكنه يقبل اللصق لأكثر من مرة وهو ربما كان أشهر منتج لهذه الشركة اليوم.

4 – ريغجلي

مثل قصة آفون، في عام 1891 أسس ويليام ريغجلي شركته Wrigley بهدف بيع بودرة / مسحوق الخبيز وقطع الصابون. لما جاءت المبيعات قليلة شحيحة في البداية، بدأ يقدم بعض قطع اللبنان / العلكة بشكل مجاني لمن يشتري بضاعته، على أن الزبائن عادت له فيما بعد تطلب قطع اللبان التي يصنعها وليس الصابون أو مسحوق الخبيز! الشركة الآن مملوكة لشركة مارس Mars والتي اشترتها في 2008 مقابل 23 مليار دولار!!

5 – دو بونت Du Pont

دو بونت كان كيميائيا فرنسيا ذا خبرة في تصنيع البارود، هاجر إلى أمريكا حيث وجد شركاتها متأخرة في صنع البارود فقرر في عام 1802 تأسيس شركة لتصنيع هذا المسحوق الأسود المتفجر. منذ بداية الشركة والتوجه العام لها تنويع منتجاتها الكيماوية مع اكتشاف الجديد من المركبات الكيماوية التي يمكن استخدامها في العديد من المنتجات. اليوم هذه الشركة من أكبر 10 شركات كيماوية في العالم.

6 – تيفاني وشركاء

هذه الشركة المشهورة بمنتجاتها من الحلي والمجوهرات والذهب، بدأت حياتها في عام 1837 كمحل لبيع القرطاسية ولوازم المكتبات، وبعد تأسيس الشركة بثمانية سنوات قرر المؤسس أن يبيع المجوهرات وهو الأمر الذي نجح فيه حتى تخصصت الشركة بالكامل في هذا المجال وأصبحت من أكبر وأشهر وأثرى العاملين فيه اليوم، حتى أن معيار قيراط الماس يعود الفضل في وضعه لخبير مجوهرات عمل لدى الشركة.

7 – هاسبرو Hasbro

هذه الشركة المشهورة بصنع ألعاب الأطفال والدمى وغيرها، بدأت حياتها في 1923 كمحل بيع المنسوجات والأقمشة، ثم انتقلت لصنع المقلمات ولوازم المدارس، لكن هذا التحول لم يجلب الأرباح، فتحولت الشركة لبيع الأزياء التنكرية للأطفال والتي حققت النجاح فتحولت لصنع الألعاب البلاستيكية للأطفال الأمر الذي حقق نجاحا أكبر وهو ما استمرت الشركة في فعله حتى اليوم، فهي الشركة التي تملك العلامة التجارية للعبة الشهيرة مونوبولي!

8 – كوليكو

هذه الشركة كانت ذات يوم ذات شهرة طاغية في عالم ألعاب الفيديو، لكن بدايتها في عام 1932 كانت بغرض بيع المنتجات الجلدية! الشركة حققت نجاحا طاغيا في مطلع ثمانينات القرن الماضي في فورة ألعاب الفيديو – خاصة تلك لشركة نينتندو، لكنها خسرت كل شيء مع انهيار سوق ألعاب الفيديو في هذه الفترة حتى أفلست ولم تعد متواجدة اليوم رغم محاولة غير ناجحة لإعادة استخدام الاسم من جديد في 2005.

9 – رايثيرون

بدأت هذه الشركة في عام 1922 كمحل لبيع الأجهزة المنزلية، مع تركيز على تقنية جديدة للتبريد يمكن استخدامها في الثلاجات، ثم انتقلت للعمل في مجال الالكترونيات. اليوم هذه الشركة من أكبر 5 شركات تصنيع أسلحة في العالم، وأكبر مصنع للصواريخ الموجهة في العالم وأكبر مورد أسلحة للجيش الأمريكي.

10 – كولجيت

جاء تأسيس هذه الشركة الشهيرة بمعجون الأسنان في عام 1806 لغرض بيع الصابون والشموع والنشا، ولم تبدأ في صنع معجون الأسنان حتى عام 1873!

11 – زيروكس

جاء تأسيس شركة زيروكس في 1906 لغرض تصنيع أوراق التصوير الفوتوغرافي ومعدات التصوير، لكنها لم تصنع أول آلة تصوير أوراق إلا في عام 1959.

12 – جون دييري

بدأت هذه الشركة كمحل حدادة، وبعد صراع مع تصنيع آلات الحرث، طرأت للمؤسس فكرة تصنيع آلات حرث ميكانيكية أو ما نسميه اليوم الجرار، ولاقت الفكرة النجاح التجاري والأرباح، الأمر الذي جعل الشركة تتخصص في صناعة وبيع لوازم الزراعة والمزارع.

13 – ردنج ريلرود Reading Railroad

بدأت هذه الشركة – كما يشير اسمها – كشركة قطارات نقل بضائع وركاب، لكنها خسرت كل شيء في عام 1976 لتعود بعدها في صورة شركة ترفيه تدير دور سينما في أمريكا واستراليا ونيوزيلندا.

14 – بيركشاير هاثواي

هل تعرف الشهير وارين بافيت؟ هل تعرف شركته الاستثمارية؟ أنها تحمل هذا الاسم، وهي كانت شركة تصنيع أقمشة ومنسوجات عند تأسيسها في عام 1839 حتى رأسها بافيت في عام 1962 وبدأ يخرج خارج نطاق الأقمشة إلى التأمين وغيره.

15 – ايـبـركومبي و فتش

جاء تأسيس هذه الشركة في 1892 كمحل بيع أدوات رياضية ومعدات صيد وتخييم، والمشهور في تاريخها أنها افتتحت أول فرع لها خارج أمريكا في لبنان، بيروت، الأشرفية في عام 1894، ولا زال هذا الفرع قائما لليوم. في 1976 أفلست الشركة وباعت أصولها، لكن جرى إعادة إحياء الاسم التجاري في 1978 على يد شركة أمريكية أخرى وبغرض بيع ملابس خاصة لممارسة رياضة الصيد، ثم توسعت لبيع ملابس الشباب وهو ما نجحت فيه (رغم بعض التحفظات).

لعل الحكمة التي نخرج بها من كل القصص السابقة هو ضرورة البدء، ثم التفكير بشكل فريد، في حل مشكلة أو اختراع منتج له حاجة في السوق، أو البحث عن حاجة لمنتج اخترعته عن طريق الخطأ! هذا وأريد التأكيد على أن النجاح لا يأتي من أول يوم أو عام أو قرن، كما لا يدوم بدوره. أخيرا، لا يعني أن شركتك بدأت في مجال أن عليها أن تبقى فيه للأبد، نعم، التخصص مطلوب، لكن في بعض الأحيان يسأم السوق من تخصصك ويزهد فيه، فماذا ستفعل ساعتها؟

الآن، هل تعرف أمثلة أخرى تشاركنا بها؟

14 ردود
  1. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    مقال قيم جدا ، شكرا للمجهود شبايك
    اعرف شركة تخصصت في مجال توريد الشراشف واللحف لسنوات طويلة بعدها وعند حدوث الطفرة العقارية في دبي قرر صاحبها العمل في مجال العقارات و فعلا تحولت الشركة لهذا المجال الجديد و جنت الارباح الا انها قد خسرت كل ما جنته بعد الازمة المالية العالمية التي وصلت اثارها الى منطقتنا العربية ، وقد ينطبق على هذة القصة المثل القائل ،، قليل دائم خير من كثير مقطوع ،، ولكن الرزق من عند الله وكل ما علينا ان نحاول ونجتهد ونفكر ونبتكر و سيأتينا رزقنا لا محالة ،، والله خير الرازقين

    رد
  2. رامى أحمد
    رامى أحمد says:

    مقال جميل يؤيد الحكمة التى تقول : (مقبرة الأعمال ملئية بالشركات التى لم يكن عندها مرونة كافية ورفضت التغيير )

    شكرا لك أستاذ رؤوف

    رد
  3. عبد القادر
    عبد القادر says:

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    دون ان ننسى شركة سامسونغ التي بدأت من خدمات البقالة.

    رد
  4. ابوحسام
    ابوحسام says:

    الله ينور عليك دنيا واخرة
    صراحة انا اعتبرك يا شبايك مصل البنزين يحﻻك الهمة

    رد
  5. ابو النجا
    ابو النجا says:

    مقال جميل جدا..
    فتح لي بعض الافاق والمقترحات لما اسوقة..
    شكرا لكم من قلبي

    رد
  6. عبداله بن عمر
    عبداله بن عمر says:

    جميل ما تكرمت بإيضاحه..
    وما ينطبق على الشركات المذكورة في هذه التدوينة اللطيفة ينطبق على الأفراد الذين تطرأ لهم طوارئ وفرص جديدة تحرف مسارهم إلى وجهة غير متوقعة.. الشيخ علي الطنطاوي على سبيل المثال، الذي تحول من التدريس إلى القضاء بسبب فرصة وظيفية طارئة، ووصل إلى رتبة قاصي دمشق الممتاز، ثم إلى قاض في محكمة النقض.. والأمثلة لا تحصى..
    تحياتي..

    رد
  7. محمد طارق
    محمد طارق says:

    ماشاء الله دايما بتنورونا بالمواضيع الشيقه 🙂 اتمنى لكم مزيد من النجاح

    رد
  8. محمد حنوش
    محمد حنوش says:

    بقدر ماهو مؤسف هذا الأمر، بقدر ماهو مُلهم في نفس الوقت، هذا الموضوع يشبه الى حد كبير موضوع السفر من نقطة أ الى نقطة ب، فقد تركب في البداية طائرة لعبور نصف الطريق، ومن ثمة قد تركب قطارا دون الاكتراث بأمر الطائرة التي نزلت منها، وبعد القطار قد تركب سيارة دون الاكتراث أيضا لأمر القطار ماذا حصل له بعدك،
    المهم في الأمر أن تصل الى هدفك (سواء الأرباح، أو النجاح، أو تحقيق الذات) فلا تلتفت الى الوسائل ولا تحزن على الماضي، فقط انظر أمامك

    رد
  9. سامح دعبس
    سامح دعبس says:

    إذا كنت لا محالة ستخسر, فلم لا تعجل بالخسارة؟!
    – تشير الإحصاءات أن أكثر الشركات الناشئة
    startups
    تفشل, (لا تحضرني روابط للإحصاءات الآن), فلماذا لا تعجل هذه الشركات بالفشل, أو ما يسميه رواد الأعمال
    Fail Fast؟
    و مفهوم هذه العبارة ليس الاستسلام للفشل, بل على العكس, تقليل تكلفة الخسارة عن طريق إجراء تجارب كثيرة صغيرة, في كل مراحل مشروعك, و بعد كل تجربة تقرر بعدها هل تستمر في هذا الاتجاه, المنتج, المجال… أم تغير اتجاهك إلى منتج آخر, مجال آخر…إلخ
    و يصوغون ما ذكرته آنفا في 3 خطات: ابن – اختبر – تعلم و قرر
    Build – Measure – Learn
    و حول هذه المفاهيم, تدور آخر صياحات ريادة الأعمال, و يسميها القوم
    Lean Startups
    فما علاقة هذا الكلام بالمقالة؟
    المقصود أن تغيير المسار لا يأتي في مراحل متأخرة من أعمار الشركات, بل قد يأتي في مراحل متقدمة, بل يفضل أن يأتي في هذه المراحل المتقدمة!

    تحياتي 🙂

    رد
  10. محمد كساب
    محمد كساب says:

    جزاك الله كل خير التجارب البشرية متكررة عشان كده بنستفيد من تجارب غيرنا كتييير

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *