كانت خلاصة المقالتين السابقتين لي التركيز على أهمية أن يتكاتف أعضاء الفريق معا ويساندوا بعضهم بعضا، لكي ينجح كل عضو في هذا الفريق، واليوم أحببت أن أعرض عليكم مسابقتي لكتب الأمنيات، أود من خلالها المساهمة في تحسين مستوى ثقافة الشباب العربي، حيث سأقدم إلى خمسة فائزين، فرصة اختيار كتابين من موقع امازون، لأشتريهما لهم. هدفي من ذلك أن يستفيد الكثيرون، كيف؟ اقرأ التفاصيل.
شروط المسابقة
بداية، سيكون على كل راغب في الترشح لهذه الجوائز أن يكون له مدونة، عربية، وأن يكتب في مدونته مقالة، يضع فيها اسم كتابين يريد الحصول عليهما من موقع امازون، ويشرح لنا لماذا يريد هذين الكتابين تحديدا وما أهميتهما له، وماذا سيفعل بما فيهما من علم. بعدها يرسل لي رابط مقالته، وأنا سأختار بعد فترة مناسبة – أحددها وفق التفاعل مع المسابقة – خمسة فائزين، اشتري لهم هذه الكتب من موقع امازون، بمشيئة الله. بالطبع، يجب على كل مشترك كذلك التسجيل في موقع امازون وأن يضع رابط قائمة أمنياته من الكتب في سياق مقالته.
الشرط الثاني سيكون أن يكتب الفائز – بعد فوزه واستلامه للكتب – ملخصا لأهم ما جاء في كل كتاب، بلغة عربية بسيطة وسهلة، وأن يوفر هذا الملخص للتنزيل المجاني في صورة ملف بي دي اف، وأن يضع هذا الملخص على موقع سكريبد، لكي تعم الفائدة وتصل لأكبر عدد ممكن من القراء. (لا يهم هنا عدد الصفحات أو حلاوة الأسلوب، الأهم هو أن يستفيد القارئ ويعثر على معلومات تزيده علما وفهما وانتفاعا).
الشرط الثالث، يوافق الفائز على أن لديه مهلة قدرها ثلاثة أشهر، لكل كتاب، إذا لم ينتهي من قراءة الكتاب في هذه المهلة، كان عليه ترك الكتاب يرحل عنه ليفيد غيره، عن طريق إهدائه لصديق له، يظن فيه الخير، والتقدير للكتاب، هذا الصديق سيكون عليه أن يفعل المثل، يبقي الكتاب عنده لمدة أقصاها ثلاثة أشهر، بعدها على الكتاب أن يرحل ليفيد المزيد من الناس. بالطبع، إن انتهى الفائز من الكتاب قبل هذه المهلة، كان عليه أن يترك الكتاب يرحل ليفيد غيره. موقع تبادل الكتب للصديق محمد بدوي سيساعد كثيرا على تحقيق هذه الغاية.
الشرط الرابع، ثمن الكتابين يجب ألا يزيد عن 30 دولار، وألا تزيد كلفة الشحن عن 20 دولار، ليكون المجموع خمسين دولار، مع خمسة فائزين، فيكون المجموع الكلي 250 دولار، هي إجمالي قيمة هذه المسابقة. بالطبع، يمكن لكتاب واحد أن يكون ذا قيمة قدرها 30 دولار أو تزيد دون أن تتخطى الكلفة الإجمالية شاملة تكاليف الشحن 50 دولار، وإن كنت أود أن يكونا كتابين لتعم الفائدة، لكن لا بأس بذلك، بشرط أن يجعلني المشترك أقتنع بوجهة نظره وأهمية كتابه الذي انتقاه.
الشرط الخامس، أنا من سيختار، وأنا من سيحدد من يفوز، مع توفير الحرية الكاملة لي، وإن لم تثق في وفي حكمي فلا فائدة من النقاش في هذه النقطة، وبالطبع، يجب أن يكون موضوع الكتاب مفيدا من وجهة نظري، ولا داع لأسئلة فلسفية مثل لماذا اخترت موقع امازون ولم تختر موقع بنبون، أو لماذا اخترت فهدا ولم تختر هند، وأدعو من لا تعجبه طريقة تنظيمي لهذه المسابقة أن يطلق مسابقته هو، ويضع فيها كل المعايير التي افتقدها عندي، ولا داعي لاجتهادات ليس هنا محلها، هذه فكرتي و مدونتي، ومحيط انترنت مفتوح، يمكن لمن يشاء أن يبحر فيه كيفما شاء ويفعل فيه ما بدا له!
لكن من سيضمن لي التزام الفائزين بتحرير الكتب بعد الانتهاء منها؟ الله عز وجل هو الشهيد وهو الوكيل. إذا لم تحترم شرطي هنا، فلا فائدة ترتجى منك، وسأكون قد أسأت الاختيار، وأدعو الله ساعتها أن يعيدك إلى جادة الصواب وتلتزم بوعدك، أو أن ترحل عني. أنا أثق في قراء مدونتي، وأثق في أن الله سيعوضني فيمن سيخيب ظني وثقتي فيه.
كلمة أخيرة: الكثير من المواقع باتت تنقل ما أدونه هنا، حتى أن بعضهم وجدته يضمني إلى قائمة المساهمين في مقالات الموقع دون علمي، وبعضهم ينقل مقالتي كلها، ويغير كلمة هنا وهناك، ويضيف معلومة هنا وهناك، ثم يضع اسمي في نهاية المقالة على أني من مصادر المعلومات في مقالته هو، ولكل هؤلاء أقول، اليد العليا خير من اليد السفلى، فإلى متى ستبقون تأخذون ولا تعطون؟ هذه فرصتكم اليوم، اختاروا أي مشارك ترضونه، واشتروا كتابا أو اثنين له.
يزعم كل ناقل لمقالاتي أنه يفعل ذلك من باب نشر العلم ونفع المسلمين، حسنا، هذه المسابقة أيضا من باب نشر العلم ونفع المسلمين، ومن باب الصدقة الجارية التي لا تنقطع والعلم النافع، فهل الأمر فعلا طاعة لله، أم أنكم ستتكاسلون الآن لأنكم من أهل الدنيا وتكرهون أن تجاهدوا بأموالكم وتبخلون مثلما بخل قارون؟ هل أنتم من أهل الأقوال وحسب أم من أهل الأفعال؟
كذلك، يراسلني الكثيرون من أهل الخير، يقولون لي اختر أنت وافعل كذا، ولهم أقول، لا تجعلونني وسيطا بينكم وبين فعل الخير، اختاروا من تتوسمون فيه الخير، واشتروا ما تشاءون له، فلن تذهب هذه الأموال سدى بدون عائد، فبمشيئة الله سنجد ولو واحدا وقد استفاد، هذا الواحد سيبارك فيه و به الله، والواحد يبقى أفضل من الصفر.
للأسف، سيأخذ البعض الأمر بحساسية مبالغ فيها، ويقول هل تريدني أن استجدي أو أسأل الناس أن يعطوني؟ ليس الأمر استجداء أو سؤالا للناس، الأمر بمثابة العقد الاجتماعي، يخرج فيه كلا الطرفين فائزين. أنا نفسي عندي قرابة 25 كتابا (أو تزيد) أهدانيهم إخوة الخير، رحل منهم الكثيرون، وينتظر الكثيرون دورهم في القراءة.
كذلك، عندما أضع مسابقة مثل هذه ويتفاعل معها المتفاعلون، فما سيحدث فعليا هو أن كل مشارك سيتدرب على عرض فكرته بشكل مقنع وكافي، وهذا من فنون التسويق، وحتما سيأتي عليه يوم ما يكون مطالبا فيه بالتسويق لمنتج أو خدمة في شركته، فتكون هذه المشاركة بمثابة الإعداد والتجهيز والتدريب.
ختاما، حاولت هنا أن أجيب مسبقا على كل التعليقات التي يمكن أن تأتي ردا على فكرة مثل هذه، ولا شك عندي أني سأجد ما لم أكن أتوقعه، لكن لا أجد ما أقوله سوى دعونا نجرب فكرة مثل هذه، ولن نخسر شيئا، بعضا من الثقة يا شباب. كذلك، هذه المسابقة لن تبرح مكانها ولن تؤتي ثمارها، ما لم يتفاعل أعضاء الفريق معها، سواء بنشرها أو بالاشتراك فيها.