غلاف كتاب الحارة السريعة للثراء

التخرج من الجامعة بداية التعلم لا نهايته

في عالم السيارات، تحتاج لتغيير زيت المحرك كل 5 أو 10 أو 15 ألف كيلومتر.

في الحارة السريعة للثراء عليك فعل المثل، والزيت هنا مقصود به التعلم.

خسر الكثير من ظن أن تعلم الجديد ينتهي مع التخرج من الجامعة. التخرج هو البداية وليس النهاية!

التعلم هنا مقصود به كل ما من شأنه تسهيل وتسريع نمو نظام العمل الخاص بك.

هذا التعلم يجب ألا يشجع على أي نشاط من شأنه وقوعك في المزيد من الديون.

حين تحضر دورة تساعدك على توظيف رجال مبيعات خبراء فهذا تعلم يساعد حتما على زيادة المبيعات. حين تشتري كتابا يشرح تقنيات انترنت جديدة فهذا سيساعدك على تقديم خدمات أفضل وبدورها تزيد المبيعات.

أنا لا أعرف كيف أفعل ذلك

حين تجد نفسك تقول أنا لا أعرف كيف أفعل ذلك، هنا يجب عليك تغيير زيت المحرك. ليس المقصود بأن تعرف أدق التفاصيل، لكن يجب أن تكون فاهما للإطار العام وتعرف كيفية تنفيذ المهمة المطلوبة.

يحكي لنا المؤلف كيف أنه تخرج بشهادتين، الأولى في المالية والأخرى في التسويق. شركته التي أسسها قامت على بيع تصميم مواقع انترنت. كيف فعلها (أي كيف تعلم تصميمي وبرمجة واستضافة مواقع انترنت)؟ من خلال قراءة الكتب وحضور الدورات التعليمية وغيرها من وسائل التعليم المتوفرة.

تعليمه الجامعي وفر له الشحيح من المعرفة بلغات البرمجة، ولذا تولى المؤلف تعليم نفسه برمجة مواقع انترنت حتى برع فيها ووظف المزيد من المبرمجين في فريقه.

كل فترة، على كل منا تغيير زيت المحرك وتعلم أشياء جديدة – خاصة وأن الكثير من وسائل التعليم متوفرة بشكل مجاني وهذه نعمة كبيرة من الله يجب استغلالها – كذلك يجب ألا نعتاد على توفر هذه النعم.

ثم يذكرنا المؤلف بأهمية التوقف عن مشاهدة الأفلام والمسلسلات ومهدرات الوقت، والشروع في قراءة كتاب أو مشاهدة كورس فيديو أو ما في حكمه من وسائل التعليم.

ثم شرع المؤلف في مدح نفسه حين احتاج لدهان جزء في بيته فأخذ يشاهد مقاطع يوتيوب والتي قدمت شرحا وافيا لكيفية تنفيذ ذلك، وبعد ساعات قليلة ذهب لشراء الأدوات اللازمة وقام بنفسه بدهان بيته وكانت النتيجة إيجابية…

الحكمة من هذا المثال هو للتأكيد على ألا تقول يوما أنا لا أعرف كيف أفعل ذلك. وسائل التعليم المتوفرة الآن نعمة كبيرة غالية عليك أن تستغلها.

ليس لدي وقت لأفعل ذلك

نعم، الحجة الثانية التي يتحجج بها الناس حين تخبرهم أن وسائل التعلم المجانية وفيرة جدا… ليس لدي وقت.

أين ستجد الوقت لتعلم الجديد مع زوجة وعيال لهم عليك حقوق وواجبات؟

ستجد الوقت حين تقتطع جزءا يسيرا من كل شيء تفعله في يومك.

إذا كنت تقود سيارتك لمحل عملك، عليك بالكتب الصوتية. تستخدم المواصلات؟ قراءة الكتب أو الاستماع إليها. متابعة مقاطع يوتيوب التعليمية أثناء استراحة الغداء في نهار عملك أو أثناء فترات عدم وجود ما تفعل في وظيفتك (كمثال: المؤلف كان يقود سيارة ليموزين وينتظر زبائنه حتى ينتهون من عملهم كما عمل في توصيل البيتزا ، كان يتعلم الجديد وهو جالس ينتظر الطلبية التالية)

مرة أخرى يذكرنا المؤلف بأن الوقت هو أهم ما نملكه في حياتنا (وهذا يذكرني بالحديث الشريف: “نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ”)

ثم يختم المؤلف الفصل بالتحذير من مغبة دفع المال الكثير في الدورات والمحاضرات ولقاءات المستشارين والخبراء. يرى المؤلف أن أغلب العلوم متوفرة في الكتب وفي الدورات المصورة، وبأسعار معقولة. دفع مقابل كبير في دورة تدريبية يجب أن يكون مضمون النتائج وأن هذه الدقائق الثمينة ستجعلك قادرا على بيع منتجات وخدمات بأكثر مما استثمرته في حضورها.

تحذير: طريق الثراء متعب

وأما الفصل التالي فخصصه المؤلف لمشكلة التكاسل والبحث عن الأعذار.

من يريد الحرية المالية، عليه العمل بجهد مستمر، مشفوعا بإرادة لا تكل للاستمرار مهما كانت العقبات. وعود الثراء السريعة كاذبة، هدفها أخذ مالك، ثم إلقاء اللوم عليك لعدم تحقيقك للثراء السريع، لأنك ساعتها لم تعمل بجهد كافي ولم تعمل على توسيع دائرة معارفك لتتمكن من العثور على مشترين لما تبيعه، فالعيب عليك رغم أنك دفعت الكثير من مالك.

تذكر الحيلة القديمة: الكلام قبل أن تدفع، غير الكلام بعدما دفعت.

هل أنت ملتزم بما يكفي؟

هل تقرأ كتابا جديدا مفيدا كل شهر على الأقل؟

هل رفضت الخروج مع الأصدقاء والعائلة للترفيه واللهو، مقابل أن تعمل على مشروعك، تطوره أو تطور من نفسك؟

يذكرنا المؤلف كيف أنه كان في بداية مشروعه يعمل 12 ساعة يوميا، لا يخرج مع أصدقائه، يعيش في ستوديو صغير يستخدمه كمقر شركته ومحل نومه، وكان يتناول الطعام الرخيص لتوفير المال، وكان مستعدا لغسيل الأطباق ليحصل على مال لضخه في مشروع شركته.

هذا الالتزام يلزمه عدم التأثر بالآراء السلبية من المحيطين بك والمخالطين لك، مثل قولهم: أنت تضيع وقتك أو هل تعرف كم شركة ناشئة تفشل كل عام.

كما يلزمه تجنب والابتعاد عن الكسالى المثبطين للهمم المحبطين للعزيمة.

كل جزئية سبق ذكرها بداية من ضرورة تعلم الجديد لتوفير وقت للتعلم للالتزام لتجنب المحبطين وعدم إهدار الوقت، كلها ذات أهمية كبيرة، لا تقل أهمية واحدة عن أختها. التزم بها جميعا.

الالتزام لا يساوي العناد

إذا كان مشروعك الناشئ لا يربح المال، توقف لتعرف السبب وهل يمكنك علاج ذلك أم لا. الاستمرار لفترة طويلة دون أن تدر ربحا علامة خطر وناقوس إنذار!

العوائق إنما وجدت لفصل الجادين عن غيرهم

حين جاء تشخيص الأستاذ الجامعي راندي باوش بسرطان في مراحله الأخيرة، ألقى المحاضرة الأخيرة الشهيرة، وقال في سياقها:

“الحائط المصنوع من الطوب (كناية عن العوائق والمصاعب والمصائب) مقام لسبب وجيه.

ليس الغرض منه أن نبقى خارجاً، بل لتمييز الراغبين بكل قوة في تجاوز هذا الحائط. سبب وجود مثل هذا الحائط هو لمنع مرور غير الجادين بشدة لبلوغ هدفهم.”

السير في الحارة السريعة للثراء ليس سهلا. لا تتوقع من طريق الحرية المالية أن يكون معبدا، فالعوائق والمصاعب عليه كثيرة. الحارة السريعة للثراء تمر على الكثير من مرات الفشل والوقوع والسقوط.

كما قال راندي منذ قليل، الفشل إنما يفصل الجاد عن غيره. هذه الحقيقة ستفرض عليك أن تخاطر في مرات عدة، لكن على المخاطرة أن تكون مدروسة.

حين باع المؤلف شركته، أخذ الثمن واستثمر 100 ألف منه في شركته المباعة. مخاطرة بالتأكيد لكن كيف حسبها المؤلف؟

وفق المشترين، كان الهدف من شراء شركته تكبيرها لتكون قيمتها السوقية أكثر من 100 مليون دولار.

في حال أفلح المشترون في هذا المسعى، تحولت المائة ألف إلى مليوني دولار.

في حال فشلوا، سيخسر 50% من قيمة استثماره بعد بيع أصول الشركة.

يراها المؤلف مخاطرة ذات مكسب محتمل كبير جدا، وخسارة النصف، وهي مخاطرة مدروسة من وجهة نظره – وبذلك ينتهي هذا الفصل.

في المرة التالية سنتحدث عن الوصايا الخمس للسير في الحارة السريعة للثراء، ولعلها أهم ما في الكتاب، توجز أهداف المؤلف في 5 نقاط – ولكن…

وهنا حيث أقول فاصل ثم نواصل…

3 ردود
    • شبايك
      شبايك says:

      شكرا على تنبيهي لهذه المشكلة.

      إذا ضغطت على = الدائرة الصغيرة في الأعلى – يمين شعار المدونة، ستعرض قائمة فيها الأرشيف، هذه الصفحة تعمل الآن.

      رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *