لعلك لاحظت عزيزي القارئ أن الملخص العربي الذي وضعته لكتاب هدية المسافر غير متوازن، غابت عنه بعض الأركان الأساسية في أسس توصيل الفكرة للقارئ بشكل مريح – لكن كامل، سلس – لكن منطقي ومقبول. مرد ذلك رغبتي الدائمة في كل ملخص أكتبه ألا أكشف عن كل درر ومناقب الكتاب، وأن أترك أشياء مطمورة تنتظر المنقب عن الذهب ليكتشفها بنفسه، فأنا هنا أردت أن أعرض أهم ما وجدته في الكتاب، وأردت به رفع الهمة، وشد العزم، وأن نتعلم جميعا فن المسامحة، مسامحة أنفسنا التي بين جنباتنا أولا، ثم بعدها نسامح من حولنا.
هذه المسامحة ستضع عبئا رهيبا عن كواهلنا، إذ أن معاودة تذكر عثراتنا وأخطائنا وزلاتنا ومعاصينا، كلها تجعلنا نعيد معايشة هذا الحدث مرة أخرى، بكل آلامه وأحزانه ومنغصاته، وعلام سنحصل جراء هذا التعذيب النفسي الذاتي؟ لا شيء. لكن انظر إلى الجهة الأخرى، حين تسامح نفسك، وتترك من حولك بلا رغبة في انتقام بسبب جرم أجرموه، ستجد نفسك وقد انزاح عنك هم ثقيل، وبدأت نفسك من داخلك تفكر في جديد وسعيد، لأنها توقفت عن محاولة سحب حملها الثقيل ورائها، فأصبحت أنفسنا بعدها قادرة على الجري للأمام بقوة كبيرة.
اقرأ المزيد