لا زالت الرحلة الشيقة طويلة مع كتاب التسويق Marketing Outrageously وهذا الجزء الثاني منها:
يضرب لنا جون مثالا آخر، حين طلب منه ملاك فريق كرة السلة الأمريكي، Nets في ولاية نيوجيرسي، أن ينقذ الفريق من الخسائر السنوية التي كان يحققها والتي تراوحت ما بين 4 إلى 5 مليون دولار في مطلع التسعينات. كان الملاك من اليأس حتى أنهم أعطوا الجميع بطاقات تخفيض على تذاكر حضور مباريات كرة السلة للفريق، حتى أنها كانت تباع مع زجاجات اللبن الحليب، ما جعل 4 دولار تحصل لك على تذكرة سعرها 20 دولار لحضور مباراة تشاهد فيها مشاهير مثل مايكل جوردون وأقرانه.
لقد حاول الملاك وجربوا كل شيء، وهم قد يئسوا تماما، ولذا كانوا مستعدين لقبول ما لدى جون من أفكار لإنقاذ الفريق، أو بالأحرى إيقاف نزيف الخسائر.
رغم اقتناع جون بأن فريق نتس هو حفنة من الفاشلين، لكنه رأي أساليب أخرى يمكن عن طريقها كسب المال، وضعها في خطة تسويقية من 70 صفحة، هذه خطوطها العريضة:
1 – تجاهلوا مانهاتن:
رغم أن جزيرة مانهاتن على مسافة قريبة من عقر دار الفريق، لكن أهلها كانوا مجتمعين على تشجيع فريق نيويورك نيكز، في مقابل التركيز على الدعاية للفريق في شمال ولاية نيوجيرسي، ثامن أكبر سوق في الولايات المتحدة الأمريكية.
2 – التسويق لمشاهير الفرق الأخرى:
القيام بالتسويق لفريق نتس على حساب الفرق المنافسة التي ستعلب ضده ضمن فعاليات دوري كرة السلة الأمريكي، عبر التركيز على فرصة مشاهدة العملاق الشهير مايكل جوردون أو شاكيل أونيل أو شارلز باركلي وغيرهم.
3 – العائلات هي فئة نيتش:
(لشرح المقصود بكلمة نيتش اقرأ هذا الرابط)
عوضا عن التركيز في الدعاية على لاعبي الفريق المتواضعين، أو التركيز على طريقة لعبهم، سنركز على الترفيه العائلي، حيث سنجعل من حضور مباراة لفريق نتس أمسية لا تنسى يتطلع الناس لها، سواء فاز الفريق أم خسر.
حين ذهب جون للقاء مالكي الفريق السبعة، قال لهم إنها فكرة مجنونة، إذا كنتم تملكون الشجاعة لنفذتموها، وإذا فشلت فأنصحكم ببيع الفريق! نهاية هذه القصة أنهم قبلوا تنفيذ الخطة، فارتفعت مبيعات التذاكر من 5 إلى 17 مليون دولار، وقفز عائد الدعايات من 400 ألف إلى 7 مليون، وزادت القيمة السوقية للفريق من 40 إلى 120 مليون دولار، وبعد عامين على رحيل جون من إدارة التسويق للفريق، باع المالكون الفريق في صفقة قدرها 140 مليون دولار.
إسكات السلبيين:
قام جون بالتسويق في ظروف اقتصادية مواتية، وفي أخرى غاية في الصعوبة، وبالتسويق في أسواق خاسرة كان الجميع يفر ويهرب منها، وفي زمن كانت البطالة والتضخم في أعلى مستوياتها، وهو وجد صفتين متلازمتين في عالم التسويق:
الرافضون يعيشون هنا: لا يهم قوة أو ضعف الاقتصاد، فالرافضون لأي فكرة يعيشون بيننا وبكثرة مثل الذباب فوق القمامة. هؤلاء سيقولون الاقتصاد سيء للغاية، لا يمكننا التسويق بهذا الاندفاع، علينا أن نكون محافظين وحذرين. عندما يكون الاقتصاد منتعشا بدرجة غير مسبوقة، سيقول هؤلاء: نحن لسنا بحاجة للتسويق بهذا الاندفاع، إذ يمكننا نكون محافظين وحذرين في التسويق.
هؤلاء الرافضون أصدروا حكمهم المسبق برفض التسويق المجنون، بغض النظر عن أي اعتبارات أخرى، لكن يجب على من ينتهج التسويق الفاجر أن يتوقع هؤلاء الرافضين، وهم ليسوا بهذه الدرجة من السوء، إذ سنرى فيما بعد أن وجودهم يمكن تحويله لمصلحتنا، المهم ألا تتوقع اختفاءهم من طريقك.
التسويق بدون استحياء يعمل كما السحر (مجازًا)، في جميع الظروف، المواتية وغيرها، في الاقتصاد النامي والمنكمش، كما سنرى في أمثلة سيعرضها جون في فصول تالية.
نهاية الفصل الأول
ahmed said
الحد لله انى اول من يترك رد على الموضوع
حملا لله على سلامتك وننتظر من الكثير والمثير للافكار الناجحة والهادفة
عالية
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
حاولت الدخول اكثر من مرة ليلة البارحة لكن على ما يبدو كان هناك خلل ما .
مقالات رائعة مفيدة اخي شبايك
جزاك الله خيرًا .. صباحك رضا و بركة .
mostafa kamal
المقال جميل فعلا وخصوصا انه وض ايده على الداء وبدا فى علاجه عكس ما فى حكومتنا المباركه بتبص عل الفاضى وبتحط الدواء قبل تشخيص الداء بس فيه سئال متاخر شويه انت بدات تدوين امتى هاهها
Sufi
يعطيك العافية
هادي
سلام
أعتقد ان الخلاصة تكمن في التفكير الإيجابي فأن تفكيره الإيجابي هو الذي ضمن له تغيير سياسة الفريق
من فريق فاشل الى فريق يدر الأرباح
وكذلك لا بد من اسكات السلبين فإن السلبيين الذي يحيطون بالإنسان هم الذي يحبطونه وهم الذي يطلقون النار على ارجلهم . بإنتظار الفصل التالي.
مي
WOW!!!
راااااااااااااااااااائع !! في الانتظار D:
الله يعطيك العافية
محمد MAX13
شكرا الموضوع فعلا مثير ورغم عدم تخصصي بهذا المجال إذ تخصصي يشمل النواحي القانونية في سوق البورصة وشركات التأمين لكن من الضروري زيادة الاطلاع والمعرفة على كل ما هو ممتع وشيق شكرا لمجهودك في تبسيط الأفكار
ana_som3a
يعطيك الف عافية
د محسن النادي
هل تعتقد ان الافكار الجريئه
تحتاج الى ياس او شجاعه لتنفيذها
في حال ملاك الفريق
اعتقد انه الياس
ولو كنت مكانهم لقلت ماذا ساخسر فوق الخساره ساجرب
ودمتم سالمين
رائد
اخي العزيز رؤوف السلام عليكم
الله يعطيك الصحه والعافيه
موضوع شيق ومفيد يدل على اهمية الجرئه في عملية التسويق والمجازفة بالافكار الجديدة ويا تصيب او تخيب مافيه حل وسط وهذ سر نجاح الناس الذين يتصفون بقوة القلب في التجارة.
لي صديق حضرمي والحضارم معروفين في التجارة دائما يقول لي تبغى تكبر (قووووووي قلبك)
بارك الله فيك حبيبنا
مرشد
أمس كان نهائي كأس رئيس الدولة بين فريق الوصل و الاهلي.
نادي الاهلي وضع خطة غير مسبوقة في تاريخ الكرة في الدولة, حيث قام بوضع اعلانات واسعة الانتشار في الجرائد و الاذاعة مفادها اننا جميعاً مع الاهلي في مباراته النهائية ..
هذه اول مرة يدفع النادي و من يرأسه بكل ثقلهم الاعلامي و التسويقي في الموضوع .. وضعوا اعلانات مثل ( الادكاترة نسوا المريض في المستشفى و راحوا يشجعون الاهلي) … (الام نست الاكل في المطبخ و راحت تشجع الاهلي ) ..الخ الخ .. وصلت لدرجة ان الناس طلعوا بعض النكت بالمسجات على السالفة مثل الامام نسى خطبة الجمعة و راح يشجع الاهلي!!
الشاهد ان الادارة قدرت ان تضع ضغط نفسي غير طبيعي على لاعبي فريق الوصل .. لدرجة انني سمعت ان بعض لاعبي الوصل سلّموا ان الاهلي سيفوز في المباراة .. يعني هناك من استسلم للمسألة لان الكل في الاذاعة و الجرائد و غيرها من الامور يصب في مصلحة الفريق المنافس و لاعبي فريق الاهلي مهيئين نفسياً بشكل غير طبيعي للفوز .. بالنسبة لهم ان السالفة مسألة وقت لا اكثر ..
انتهت المباراة امس بفوز الاهلي 2 مقابل صفر للوصل .. و بعد المباراة بدقائق .. يتم وضع اغنية فيديو كليب في التلفزيون .. و اغلب لاعبي الاهلي في الفيديو كليب يمثلون بالفوز! يعني السالفة تم التحضير لها بشكل مخطط لدرجة انهم مصورين اللاعبين خصيصاً للفيديو كليب هذا لمجرد عرضه بعد ان يفوزوا ..
برأيي ..التسويق لعب دور كبير جداً في حسم المسألة:)
موضوع رائع
بالتوفيق
عماد
الأخ رؤوف .. لقد أثرت مدونتك في إتجاهاتي العملية نجو الإيجاب إن شاء الله.. وأرغب في طريقة للتواصل معك ( ماسنجر مثلا ) طلبا للنصح والتوجيه ولك خالص الشكر .
ويعطيكم العافية
AGdedouy
لكن أخ شبايك مهما كان الرفض قويًا سيتحول في النهاية إلى قبوك
وليد الباشا
تحياتى لك أخى رؤف ولكل من يشاركنا هذا المجتمع ( مجتمع الناجحين)
نعم ..مهما أبدعت ستجد من يرفضك – واكرر كلما زاد إبداعك زاد رفض الناس لك
سلمت يداك يا شبايك
اعزرنى فى عدم تلبية طلبك بكتابة تجاربى وقصتى فأنا حتى الآن أري أن الثمرة لم تنضج بعد
——
د. محسن النادى
اسمح لى أن أعقب استكمالا لتعليقك
“ولو كنت مكانهم لقلت ماذا ساخسر فوق الخساره ساجرب”
كلامك سيدى يحتوى على (2 خسارة + 1 تجربة + 1 لو)
ماذا سينتج هذا الخليط البائس إلا فشلا أكبر ؟!
عفوا سيدى فهذه الروح بالرغم من أنها تدعوا الى التجربة إلا أنها تدعوا الى عدم النجاح أيضا
فلا بد من توافر روح العمل الايجابى الباعث للنجاح واحزف من تفكيرك كل كلمة تدعوا الى الفشل أو الخسارة
كأن تقول “سأخوض تجربة أخري وسأنجح بإذن الله”
عبدالمنعم الحسين
جميل ممتاز كالعادة يا أستاذ رؤوف متألق
د محسن النادي
الاخ وليد
شكرا لكم………….. لكن انت وضعت في فمي ما لم اقله
لنضعها بسياقها
لو خسرت ساجرب
1 لو 2 خساره 1 تجربه
هذا سياق كلامي بصحته
لو خسرت مرتين ساجرب
ودمتم سالمين
شبايك
مشكور أحمد 🙂
عالية
نعم، واجه مزود خدمة استضافة الموقع بعض المشاكل التقنية أثناء بعض الترقيات، وقد عانيت من هذا الانقطاع شخصيا… لا تجدين موقع استضافة لا يتعطل أبدا…
د.محسن
اليأس قد يدفعنا إلى الشجاعة أحيانا، دون أن ندري، لكن في حالة جون كان يمكن لمالكي الفريق بيعه ووقف نزيف الخسائر…
رائد
سيبقى دائما غامضا، ذلك الخط الرفيع الفاصل، بين الشجاعة والتهور، لكن البحث الدقيق يسبر غوره!
مرشد
نعم، تابعت هذه الحملة التسويقية، وسعدت أن أثمرت ثمارها، ربما على فريق الوصل الاستعانة بخبراء تسويق في المباريات القادمة 🙂
هلا عماد، ويسعدني التواصل معك
Mr.Ali
🙂
و يبقى التسويق فن