ما ثمن طاولتك الدراسية؟

في شهر سبتمبر 2005، حصلت مُدرسة التاريخ الأمريكية مارثا كوثرين (Martha Cothren)، على موافقة إدارة المدرسة الثانوية التي تعمل فيها على تجربة شيء جديد.

في بداية العام الدراسي، دخل طلاب فصل مارثا ليجدوا القاعة خالية بلا أي طاولة للجلوس عليها.

وقفت مارثا لترد على تساؤلات الطلاب الذين قالوا: أين طاولاتنا الدراسية، أين سنجلس؟

ردت مارثا قائلة: لن تحصلوا على أي طاولة حتى تقولوا لي كيف استحققتم أن يكون لكم طاولة.

إجابات عبثية

جاءت إجابات الطلاب عبثا، منهم من قال بسبب علاماتنا الدراسية، ومنهم من قال بسبب سلوكنا، ومرت الحصة الدراسية الأولى والثانية حتى جاءت الحصة الأخيرة، حين جلس الطلاب على الأرض، يضربون أسداسا في أخماس بحثا عن الإجابة.

ثم كان أن دخلت عليهم مارثا وسألت: هل عرفتم الإجابة؟ جاء الرد بالنفي.

بعدها فتحت مارثا باب الفصل، ليدخل 27 جنديا أمريكيا، في كامل زيهم العسكري الأنيق وعلى وجههم تلك النظرة الجادة الحادة، وكل جندي يحمل بيديه طاولة دراسية.

دخل كل جندي ووضع الطاولة التي يحملها بتناغم وفي نظام واضح، ثم وقف كل جندي بجانب الحائط حتى اكتمل العدد. عندها فهم الطلبة السؤال وعرفوا الإجابة.

أنتم لم تدفعوا الثمن، بل يدفعه غيركم

حدثتهم مارثا قائلة: إنكم لم تدفعوا ثمن هذه الطاولات، بل فعلها هؤلاء الشباب والجنود.

إنهم يقفون على خط النار كل يوم، حتى تتمكنوا أنتم من الجلوس هنا بكل راحة لكي تتعلموا، لتكونوا طلابا ناجحين، ومواطنين صالحين.

لقد انقطع هؤلاء عن إكمال دراستهم وعن أعمالهم وعن عائلاتهم، لتنعموا أنتم بالحرية والأمان.

إياكم أن تنسوا الثمن الذي دفعه هؤلاء مقابل الطاولات التي تجلسون عليها.

في عام 2006، حصلت مارثا على لقب مُدرسة العام.

2 ردود
  1. أحمد سعد
    أحمد سعد says:

    لو كنت مكان “مارثا” لأوضحت للطلاب أن ثمن طاولاتهم الدراسية و تمتعهم بالتعليم المجاني و الإمكانيات الذي وفرتها لهم الدولة ..

    يبقى دينا في رقبتهم و عليهم أن يردوه بعد الإنتهاء من إكمال دراستهم بأن يعملوا على تحقيق النفع لبلدهم في جميع المجالات ( العلمية و الإقتصادية و الأمنية العسكرية و غيرها .. ) حتى يعم الرخاء على الجميع ، و أن إنفاق الدولة على مواطنيها ليس حقا مكتسبا ، و إنما هو نوع من الأخذ يقابله عطاء ، و أن هذا هو السبب المباشر لنهضة الأمم .

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *