غلاف كتاب الحارة السريعة للثراء

الحارة السريعة للثراء…

لتبسيط الأمور، يروي لنا مؤلف كتاب الحارة السريعة للثراء قصة خيالية فرعونية، يشرح بها الهدف والمقصد من مصطلح الحارة السريعة للثراء وتبدأ القصة الخيالية غير الحقيقية ذات يوم حين جمع فرعون مصر ولديه: عزور و شوما، شابين في بداية حياتهما ووجب إعدادها لخلافة والدهما الفرعون.

طلب الفرعون من كل ابن أن يبني هرمه الخاص، بشرط، بيديه ووحده بدون مساعدة من أحد. أول من ينتهي من بناء الهرم سيكون خليفة الفرعون، بالإضافة إلى مزايا كثيرة أخرى.

خرج عزور وبدأ بسرعة يقص الحجارة ويمهد أرضية قاعدة الهرم ويحرك ويرص الحجر بجانب الحجر مستخدما قوته العضلية، وما أن مر العام حتى كان قد انتهى من بناء قاعدة الهرم وتجمع الناس حولها وأثنوا على هذا المجهود الجبار في تحريك الأحجار الثقيلة.

أراد عزور الاطمئنان على أخيه شوما الذي لم يرص حتى ساعتها حجرا واحدا في قاعدة الهرم، وحين زاره في بيته وجده مشغولا ما بين أوراق الرسم وأدوات التصميم التي توفرت له من أخشاب وعجلات وتروس وحبال، فبادره بالسؤال: ماذا تفعل، لماذا لم تبدأ في بناء هرمك؟

رد عليه شوما قائلا: دعني في حالي، أنا أبني هرمي بطريقتي.

هنا رد عليه عزور: الوظيفة ليست عيبا ولم يخلقنا الله جميعا لنكون مدراء… عفوا، أعتذر، خطأ مطبعي، احذف هذه الجملة!

رد عليه عزور قائلا: أنت لم تقطع حجرا واحدا منذ عام ولا يبدو أنك تنوي فعل ذلك قريبا، ماذا بك، ألا تعلم خاتمة من يعصي أمر الفرعون؟ يا مجنون، نهايتك ستكون فصل رأسك عن جسمك!

مر عام آخر، لكن عزور لم يتمكن بعد من إنهاء بناء الطبقة الأولى من الهرم، ذلك أن رفع الأحجار للدور الأول تطلب مجهودا عضليا جبارا لم يتمكن الشاب الصغير معه من الاستمرار بالمعدل ذاته في البناء.

أدرك عزور عدم قدرته على الاستمرار بالمعدل ذاته، ولحل هذه المشكلة استعان بخبير استشاري، أقوى رجل في مصر، مجانص (قمت بتغيير الاسم من النص الأصلي لضمان الحبكة الدرامية).

وضع مجانص نظاما تدريبيا لزيادة قوة وحجم عضلات عزور و لياقته البدنية، وهو ما التزم به عزور.

إلا أن عزور اضطر أيضا للاتفاق مع خبير ومستشار غذائي ليضع له حمية غذائية تمده بالطاقة اللازمة لكي يستمر في تمرينات وتدريبات مجانص التي كانت تستهلك منه الوقت والمال.

بحسبة بسيطة، وجد عزور أن بمعدله الحالي في البناء، أمامه 30 عاما حتى ينتهي من بناء الهرم.

لم يجد غضاضة في ذلك، فلقد مر ثلاثة أعوام ولا زال شوما لم يضع حجرا واحدا في أرض هرمه!

ثم جاء ذلك اليوم، الذي اجتمع فيه الناس يصيحون صيحات الإعجاب، وحين انضم لهم عزور وجد أخاه شوما متحكما في آلة كبيرة من الأخشاب والحبال والتروس – تشبه كثيرا الرافعة الميكانيكية في زمنك أيها القارئ.

بدأ شوما يستخدم الآلة في قص الحجر ثم رفعه ثم رصه في مكانه بسهولة. لم تتطلب الآلة مجهودا عضليا جبارا، بل فقط ترس صغير يديره شوما بيد واحدة، فترفع الآلة الحجر الثقيل ليحركه شوما كيفما يشاء.

في خلال أسبوع واحد كان شوما قد انتهى من بناء قاعدة الهرم.

بعد مرو أربعين يوما، بلغ هرم شوما ارتفاع هرم أخيه الذي استغرق منه 3 أعوام من الجهد العضلي الجبار.

ما يحتاج من عزور لإتمامه شهرين من العمل، يفعله شوما في يومين.

هذا التقدم السريع كاد يقضي على عزور، الذي لم يجد أمامه من سبيل إلا أن يعمل أطول وأكثر.

بعد مرور 8 أعوام على صدور الأمر ببناء هرم، كان شوما قد انتهى من البناء كله، وعمره 28 عاما.

وأما عزور فاستمر في طريق الشقاء والتعب، وبدلا من أن يركز على تصميم نظام بناء يؤدي الوظيفة نيابة عنه، اختار أن يفعل كل شيء بيديه…

حين انتهى عزور من بناء الدور 12 من الهرم، أصابته أزمة قلبية ومات، دون أن يكمله، على بعد دورين فقط من قمة الهرم!

وأما شوما، فعاش عيشة الفرعون الحاكم ولم يحتاج للعمل بيديه.

ما الهدف من هذه القصة الخيالية (التي أخاف أن تنتشر في ربوع انترنت على إنها قصة حقيقية في عهد الأسرة الرابعة عشر)؟

الحارة السريعة للثراء تتطلب أن تبني نظاما يتولى عنك جمع الثروة.

الحارة البطيئة للثراء تتطلب منك أن تفعل كل شيء بنفسك وأن تعمل أكثر وأطول وأن تبذل جهدا أكبر وأن تحيط نفسك بأناس يؤكدون لك على أن الوظيفة ليست عيبا.

يرى الكاتب أن التعريف الأفضل للحارة السريعة للثراء هو تجارة، واستراتيجية في الحياة، توفر بيئة صالحة لتحقيق الثراء السريع، من خلال توفير أربعة أركان أساسية:

1 – رافعة مالية Leverage غير محدودة يمكن التحكم بها

اليوم نتعرف على مصطلح مالي شديد الأهمية: الرافعة المالية أو الرفع المالي أو Leverage

ببساطة شديدة جدا، الرفع المالي هو حين تقول لي إن شركتك تربح بشكل مؤكد، حتى إنني لو أعطيتك مليون دولار تستثمرها في شركتك، ستردها لي بعد عام مليون ونصف.

أي أن هذا المال المقترض / المستثمر في الشركة سيرفع الأرباح والمبيعات، ومن هنا اشتقوا اسم الرفع المالي.

بلغة السيارات، أنت لديك سيارة سريعة جدا، تتحمل ركوب المزيد من الركاب، وستصل إلى الجهة المطلوبة دون تأخير بكل الحمولة.

طبعا، لكل شيء في هذه الدنيا مقدار وحدود.

في حالة أي موظف، الرفع المالي محدود جدا، لأن رأسمال الموظف هو صحته وعمره وحياته وساعات العمل التي يقضيها. حتى لو عملت 24 ساعة ولم تنم (ولم تمرض) فسيأتي يوم تموت فيه، ناهيك عن أن الإنسان الذي لا يرتاح يرتكب الأخطاء الجسام ويسبب الخسائر الكبيرة.

كذلك، في حالة الشركة التي تعتمد على عمل وجهد العاملين فيها، الرفع المالي سيكون محدودا (طبعا بشكل أقل من المثال السابق).

مرة أخرى، الإنسان وقته محدود وبالتالي رفعه المالي سيكون محدودا.

لهذا السبب تجد الشركات اليوم تتسارع على حلول الأتمتة وإزالة الجانب الإنساني واستبداله بالآلات، لأن الرفع المالي في حالة الآلات أسهل وأكبر، أما العمالة البشرية فتمثل عنق الزجاجة التي تعوق الرفع المالي.

(على الجانب، يوم أن يستبدل أصحاب الشركات كل الموظفين بالآلات، يوم توقفهم عن مهاجمة أمثال هذا المؤلف الذي ينبه لأهمية العمل الجانبي وبدء النشاط التجاري الخاص)

أطلت عليك في الركن الأول، لكن الثاني يقول:

2 – أن يكون لديك تجارتك، عملك الخاص، أن تكون عصاميا

بدونها تكون من أصحاب الحارة البطيئة للثراء مثل الموظفين وأصحاب حارة المشاة!

3 – نمط حياة

الحارة السريعة للثراء هي انعكاس لقناعة شخصية تؤدي بك لأن تتخذ قرارات حياتية محددة، مثل الادخار والعمل الكثير وقبول دفع ثمن السير في الحارة السريعة للثراء خاصة في بدايتها.

4 – القدرة على صنع الثراء بسرعة

الحارة السريعة للثراء تتطلب إيجاد طريقة للربح السريع.

في الأزمان القديمة، كان الثراء يتحقق عن طريق شراء الأراضي الزراعية وتأجيرها للزراع وبيع ثمارها، والتجارة ما بين المدن وعبر البحار والاستعمار وتحويل الأحرار إلى عبيد بالسيف وبالقوة الحربية. ثم جاءت الثورة الصناعية، وبدأت الآلات تغير شكل التجارة والصناعة كما عهدناها وكذلك طرق الثراء المعروفة.

اليوم، نعيش ثورة الحواسيب والانترنت، والتي – مرة أخرى – غيرت طرق الثراء.

وهنا حيث أقول فاصل ثم نواصل…

3 ردود
  1. مصطفى
    مصطفى says:

    جزاك الله كل خير اخي على المعلومات القيمة يلي تقدمها لي كل شاب عربي محتاج دفعة تحفيز اشكرك اخي و بالتوفيق في حياتك اختم كلامي بي الصلاة علي النبي

    ﷺمحمـــدﷺ ✿ٱللَّـﮬـُمَّۦِصلِِۦِوَسَلِّمْ؏َـلَےسَيِّدِنَامُحَمـد❀

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *