عشرة مبادئ للنجاح

التسويق بالقصة والحكاية

,

نشرت مجلة فاست كومباني مقالة بعنوان كيف تبيع كرة ثلج ثمنها دولار وحيد مقابل 59 دولار. المقالة تهدف للتعريف بمبدأ التسويق بالقصة والحكاية.

حكت المقالة عن موقع يشتري أصحابه منتجا لا يزيد سعره عن دولار أو اثنين، من سوق المستعمل أو معارض الهواة أو الإعلانات المبوبة.

بعدها يستأجر هؤلاء الشباب كاتبا محترفا، ليكتب قصة خيالية ما عن هذا المنتج، وفي نهاية القصة، يعرضون هذا المنتج للبيع على موقع إيباي.

snow-globe-flickr

باع هؤلاء المفكرون أكثر من 100 غرض / شيء وفقا لهذه الطريقة، وكان أعلى سعر من نصيب كرة زجاجية مليئة بسائل حين تقلبها وتعيدها لحالها تعطيك الإيحاء بتساقط الثلوج.

حتما ستراودك الشكوك بأن في الأمر نصب واحتيال، فهذا ديدن التسويق ومن يعمل فيه، لكن اطمئن، في نهاية كل قصة، يعرضون سعر شراء هذا الشيء الذي تدور حوله القصة، ويتيحون فرصة شرائه، وبعدها ينشرون سعر الشراء ثم سعر البيع، ثم يوضحون أين ذهبت أموال البيع (عادة في مصارف خيرية).

هدف الموقع التأكدي على أهمية التسويق بالقصة والحكاية من خلال سرد القصص والحكايات، والدخول في حوار طويل مع العميل والمشتري.

ليس الأمر فرصة لسرد قصص ما قبل النوم أو كليلة ودمنة.

المقصود هو أن تجعل العميل هو البطل، في قصة تروق له. أعطه مزايا فريدة، اجعله يشعر بأن عميل متميز، ليس بكلمات بل بأفعال حقيقية.

تيفني تسأل: ما الذي يجعل الحب حقيقيا

كيف حتما ستسأل، وهنا سردت المقالة قصة شركة تيفاني للمجوهرات والتي قررت في أول يونيو من عام 2011 تدشين موقع صغير، يحمل اسم ما الذي يجعل الحب حقيقيا، أو What Makes Love True وكان الموقع يعرض خريطة العالم، ويطلب من الزائر كتابة سطر أو اثنين، يكتب فيها رسالة لمن يحب.

بعدها يختار الزائر موقعا على الخريطة، ليظهر فيه أيقونة قلب، بالنقر عليها تظهر هذه السطور التي كتبها. (بعدها تطور الموقع وبدأ يقبل الصور كذلك).

لا حظ معي، لم يهدف الموقع للبيع أو للربح أو للكذب على الناس تحت مسمى التسويق، لم يهدف الموقع لحصد عناوين بريد الزوار ليعذبهم برسائل سخامية مزعجة. لم يجلس مدير المبيعات أو التسويق ليسأل مدير الموقع كم جلبت لنا من مبيعات اليوم؟

على خلاف المفهوم الخاطئ الدراج للتسويق الإلكتروني اليوم، كان هدف هذا الموقع أن يكون هناك ارتباط في ذهن الزوار ما بين قصة الحب الحقيقي وبين شركة تيفاني، الشركة التي تصنع المجوهرات.

كان الهدف الأول والأخير هو أن يسرد كل زائر قصة حبه، على موقع تعود ملكيته للعلامة التجارية الشهيرة تيفاني.

أرادت تيفاني أن تملك قصة الحب، من خلال رسائل الحب! (خلال شهر من إطلاق هذا الموقع، ارتفع سعر سهم تيفاني في البورصة بمقدار 10 دولارات.)

العروسة الأمريكية

القصة الأخرى التي توضح ما تهدف إليه هذه التدوينة هي العروسة الأمريكية أو American Girl وهي شركة أمريكية بدأت في عام 1986 في صنع عرائس بنات تعكس صور فتيات عمرهن من 9 إلى 11 سنة.

عمدت الشركة لاستعمال القصة في التسويق لهذه المنتجات، بأن ابتكرت قصة خيالية بطلتها كل عروسة، ولأنها قصة طويلة، فحتما كان لكل عروسة اسم مميز، و صفات مميزة، ولزيادة الارتباط مع الشعب الأمريكي، كانت قصة كل عروسة مستوحاة من التاريخ الأمريكي، وكانت القصة مسرودة بطريقة تفتح الأبواب أمام خيالات كل بنت.

حين تشتري أي عروسة، ستجد معها كتيبا يحكي قصة هذه العروسة. كل فترة، كانت هذه القصص تتغير وتتجدد وتستمر.

هذه القصص جلبت مبيعات قدرها 1.7 مليون دولار في العام الأول من إطلاق الشركة، حتى جاء عام 1998 والذي شهد بيع هذه الشركة مقابل 700 مليون دولار.

باختصار دخلت العروسة الأمريكية كل بيت، وقلب كل فتاة، وأحبتها كل أم.

بدون هذه القصة، ما كانت قصة النجاح هذه لتحدث.

إقرأ أيضا تدوينة إنه زمن القطار – كيف تجعل عميلك يدرك مشاكل منتجه ويوظفك لحلها

بعد مرور عقد من الزمن على نشر هذه التدوينة، عدت لها في تدوينة عنوانها التسويق بالقصص و التسويق بالحكايات

26 ردود
  1. محمد
    محمد says:

    مقال رائع جدا .. احببت الفكره ذاتها و ارى تطبيقها واقعيا سهل .. خصوصا فى التسويق الالكترونى .. كون المسوق يعتمد على موقع , يمكن ان يكون الموقع ذاته يحوى القصه نفسها .. فى شكل تعريف او ما شابه .. تطبيقات عديده يمكن ان يستغل المسوق هذه التدوينه بها ..

    راجع الروابط فى التدوينه .. ليست مضافه بطريقه صحيحه فى بعض الاماكن 🙁

    رد
  2. محمد
    محمد says:

    اتت في الوقت المناسب , هل اختار قصة او شي ما , لاجعل زوار الموقع يقومون بنشره ؟ هل اوعدهم انهم سوف يربحون يوما ما من هذا الموقع عندما يصل الى ترتيب او عدد زوار معين ؟ هل تساعدني انت ايها الزائر لكشف قصة لموقع متواضع يهدف الى نشر الخصومات وتوفير على المشتري المال

    رد
  3. ابراهيم العايدي
    ابراهيم العايدي says:

    انت تتحدث عن تسويق في عالم مختلف يسبقنا بـ 50 عاما … واصحاب الشركات في الوطن العربي يبحثون عن عدد اللايكات والارقام وان الموقع يجب ان يكون بالانجليزية و “فيه حاجات بتتشقلب” !!
    بينما يقبل علينا جيل من المتطفلين علي المجال وظيفتهم الوحيدة عمل رسائل اسبام ولايكات او فولورز وهميين و بيج رانك 7 !!!
    وما ذلك وذاك يقوم الاعلام بالخلط بين هذا التسويق الالكتروني والتسويق الهرمي او الشبكي … حتي ظن الناس اننا نعمل في كيونت !!
    سلمت اناملك يا استاذ رؤوف علي هذه الكلمات المشجعة حقا وسط عالم من الاحباط !!!

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      اختلف معك في 50 سنة، اجعلها عشرا أو خمسة يا طيب 🙂

      من المحزن أن ما قلته أنت صحيحا، لكن دعنا هنا في هذه المدونة المتواضعة نشد من أزر بعضنا بهذه القصص…

      رد
  4. Akram
    Akram says:

    مقال رائع واتفق مع الاخ ابراهيم العايدي حول يقبل علينا جيل من المتطفلين , ومن رفع صورة على الفيسبوك يعتبر نفسة مسوق الكتروني و المصيبه هذه الايام انا بالفعل جالسه تخلط بين الشبكي والالكتروني الخ 🙁 , وبخصوص مقالك هناك تعريف للتسويق الالكتروني لااتذكر بالظبط من هو قائله ولكن التعريف يقول
    هي الاستراتيجية التى تهدف الى كسب اهتمام الجمهور بدلا من شرائه
    وشكرا

    رد
  5. سالم
    سالم says:

    أستاذ شبايبك … أخبرتنا بقصة حب تيفاني … و قصة عروس أمريكا …
    لكنك لم تشارك معنا … قصتك ؟

    🙂

    رد
  6. وماريو
    وماريو says:

    التسويق الالكتروني فن من فنون التواصل وفي كثر من الاحيان لا يكون منطقيا … لانه يتعلق بمشاعر الناس و خلفياتهم … وعندما تكتشف كيف توجه تفكير العميل وتجعله يسمع ويرى ما يريد فانك تحصل عليه … قد يعتبره البعض انه نصب واحتيال لا لا فالمسألة مجرد توضيح وشرح وليس ارغام العميل على شيء لا يفيده …..

    رد
  7. د محسن النادي
    د محسن النادي says:

    في نظري كان التسويق عباره عن حكاية تسرها بينك وبين من سوف يشتري منك
    ليشعر انه امام انسان لا برنامج كمبيوتر
    وهذة المقالة جائت لتؤكد نظرتي منذ زمن بعيد
    اذكر مراسلة بيني وبينك اخي رءوف لتحويل موقعي الى متجر
    لم اجازف به
    وقمت بعمل متجر على موقع اخر
    لم يكتب له النجاح
    وبعد سنوات يحالفني الحظ لارى انني كنت على حق في وقتها
    شكرا لكم اخي رءوف لكل ما تقدمونه من مجهودات
    ودمتم سالمين

    رد
  8. عمرو النواوى
    عمرو النواوى says:

    كانت بدايتي في عالم التدوين قصة .. فقط قصة.
    قصة كتبتها في 10 صفحات لشخص طلب مني سرد ملخص عن حياتي وظروفي وشخصيتي.
    وحينما عرضت هذا الخطاب على صديقي سامح، أخبرني أنني أظلم نفسي كثيرًا حينما أبتعد عن الكتابة والتدوين .. وكانت مدونة النواوي .. أكتب فيها عن كل ما أحب.

    التسويق بالمقالات هو لغة العصر هذه الأيام .. وأنت خير من يلمس هذا الآن.

    رد
  9. omar
    omar says:

    تدوينة رائعة عجبتنى الفكرة الأكثر من رائعة وسف أحاول الإستفادة منها فى القريب العاجل شكراً لك أخى

    رد
  10. wafaa sofanati
    wafaa sofanati says:

    اشكرك استاذ رؤوف على المقال الرائع ولدي مثال حي عن اسلوب التسويق الذي تحدثت عنه في عالم تسويق الدمى والالعاب حيث استفاد العديد من المصتعين في هذا المجال من ابطال وبطلات مسلسلات الكرتون ليصنعوا منها العاب تباع بالملايين لاطفال العالم وهناك العديد من الامثلة (سبونج بوب – ميكي ماوس – جميع شخصيلت ديزني وغيرها) وقد قامت شركة نيوبوي (العربية) في الاعتماد على هذه الفكرة في جلب وتسويق منجات الالعاب من خلال تعريبها وعرض اعلانات مكثفة لها في قناة مخصصة للاطفال (سبيس تون) ومن ثم ابداع منتج خاص بها (فلة) وربطها بقصص وحكايات واغنيات للاطفال تعرض على نفس القناة وهذا ماساعد على انتشار اللعبة وحقق لها نجاح منقطع النظير في فترة قياسية. وتوجد العديد من الامثلة الاخرى تعتمد على عناصر القصة في التسويق فمؤخرا بعد عرض بعض المسلسلات التركية (حريم السلطان كمثال) قامت بعض الشركات من الاستفادة من شهرة المسلسل لتسويق منتجات مثل الملابس – المجوهرات التقليدية – وغيرها مستوحاة من ستايل المسلسل نفسه. وينطبق نفس المثال على الحلاقين ومنجات التجميل والعطور وغيرها..
    لهذا الاسلوب من التسويق وقع خاص ودائما ناجح .. تحياتي وشكرا لك

    رد
  11. عبدالنور
    عبدالنور says:

    أظن أن أحسن مثال بهذا الخصوص في العالم العربي
    هو ما فعلته شركة الإتصالات الجزائرية موبيليس بالشراكة مع شركة سامسونج والتلفزيون الجزائريحي قاموا بإنشاء مسلسل كامل بحلقات قصيرة اسمه switchers وهو يبث على قنوات التلفزيون الجزائري وعلى اليوتيوب
    ويهدف هذا المسلسل إلى ترسيخ فكرة ارتباط علامتي موبيليس وسامسونج بالشباب
    يمكن مشاهدة هذا العمل بالدخول على الرابط التالي
    http://www.youtube.com/user/TVMobilis

    رد
  12. رضوان
    رضوان says:

    الامر يحتاج الى ابداع. اذا هذه المره استعملوا القصه فانت دورك ان تكتشف اسلوب وطريقه اخرى.
    اعرف موقع عمل هذا بطريقه اخرى.
    قام بعمل دميه للاطفال ثلاثيه الايعاد وفي الموقع تدور معها احداث. والموقع موجهه للاطفال. ويحدد المده الزمنيه للبقاء في الموقع اعتقد نصف ساعه.
    وعند بدء اللعب يقال للطفل ان الرياضه افضل وما رايك في مساعدة امك؟ او ان تذهب معها الى المكتبه؟
    وبعدها يبدا الطفل باللعب
    ولكن سر الموقع والذي قيمته فوق العشره ملايين دولار وله ارباح كثيره
    انه عندما يذهب الطفل للسوبر ماركت او للمكتبه يرى الدميه في معروضه للبيع
    ويرى كراسات للدميه وللموقع.
    وبطاقات تباع للانتقال الى مستوى اعلى للعبه.
    هذا اسمه ابداع.

    رد
  13. محمد
    محمد says:

    موضوع جميل جداً
    الفكرة جميلة جداً نواة لمشروع جداً وهي بالطبع من الاسرار التي اتبعها صانعو الالعاب حول العالم خاصاً والان انتقل استعمالها الى المنتجات الاخرى
    ________
    على الجانب
    انت تلتزم باستراتيجات seo بطريقة ذكية
    فهل انت متعمد بذلك ام جاء ذلك بطريقة عفوية ؟

    رد
    • شبايك
      شبايك says:

      استراتيجيات سيو؟ أنا؟ جزاك الله خيرا، أسعدتني.

      كم كنت أود أن تحضر معي مقابلات التوظيف حين يؤكد لي المسؤول أني خبراتي في السيو غير كافية…

      لكن ما دليلك على ما تزعم؟ يعني من باب إعلام الغافل ولهفة المحتاج.

      رد
  14. أحمد أحمد
    أحمد أحمد says:

    نعم يا عزيزي..
    إنه قصة وحكاية..
    لطالما أشعرنا المبتكرون والمخترعون أننا بدون ابتكاراتهم واختراعاتهم لن نعيش..
    وانظر إلى كافة الإعلانات المتلفزة.. تشعر أن ربة المنزل لن تعيش بهدوء إلا إذا حصلت على ذلك المنتج أو تلك الآلة..
    وحتى تقوم بتسويق خدمتك الجديدة.. كل ما عليك هو أن تشعر المتلقي بأنه بحاجة ماسة لهذا المنتج، وأن هذا المنتج جاء في الوقت المناسب..

    رد
  15. amr baraka
    amr baraka says:

    الموضوع رائع
    التسويق أصبح حياه كامله ليس مجرد بيع المنتج ولكنه ربط ذهن وقلب العميل بالمنتج لضمان بقائه متعلقا به

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *