قصة DivX
في خريف عام 1999 في الجنوب الفرنسي، تحديدا مدينة مونبيليه، وضع جيروم “جيج” روتا كل أعماله الفنية على قرص اسطواني ليزري مدمج واحد، لكنه واجه مشكلة بسيطة، ذلك أن تطبيق عرض مقاطع الفيديو التي صممها، كان من نتاج شركة مايكروسوفت، والتي أصدرت في شهر سبتمبر 1999 الإصدارة الثانية من تطبيق مشغل الفيديو هذا (ميديا بلاير)، لكن حين حاول جيروم عرض أعماله باستخدامه، حياه التطبيق الجديد بشاشة بيضاء ميتة. بدلا من أن يعيد جيروم تشفير أعماله وفق المعيار الجديد، فإنه غطس في ثنايا المشفر ليفهم المشكلة.
لوضع أعماله كلها على قرص واحد، احتاج جيروم كذلك لتطبيق تشفير/فك تشفير (كودك) يقوم بضغط ملفات الفيديو – المشهورة بأحجامها العملاقة – دون فقدان كبير في جودة الفيلم (الضغط القوي يعني انخفاض دقة وجودة الفيلم محل الضغط). هذه لم تكن المشكلة الوحيدة، في هذا الوقت، كانت التطبيقات التي تؤدي هذه الوظيفة تتكل على شرائح إلكترونية، تتراص على بطاقة قائمة بذاتها – أو مدمجة مع بطاقة عرض (فيجا) متقدمة.
بدأ جيروم ينقب عن تطبيقات متوفرة تحقق له ما يريد، وعبر سؤال الخبراء على انترنت، نصحوه بدراسة بروتوكول Mpeg4 وهو ما فعله بالتعاون مع مبرمج ألماني على مشفر مايكروسوفت، حتى توصل إلى طريقة عمل المشفر، وبدأ يدخل بعض التغييرات هنا وهناك، حتى خرجت النسخة الأولى من التطبيق الشهير DivX (المعتمد في الأساس على مشفر من تصميم مايكروسوفت، لكن مع تعديلات عديدة جعلت منه منتجا قائما بذاته).
في ذلك الوقت، كان الدخول على انترنت بسرعة عالية انجازا في حد ذاته، ولذا عمد جيروم ليجعل ديف اكس يحتاج أقل قدر ممكن من سرعة الاتصال بانترنت، مع توفير أعلى دقة ممكنة، تعادل دقة معيار DVD، ولما انتهى من برمجته أرسله إلى أصدقائه على انترنت، الذين أرسلوه بدورهم إلى غيرهم، وهكذا انتشر المشفر كما النار في الهشيم، ففي هذا الوقت، كانت شهرة تشفير MP3 لضغط الأغاني قيد الانتشار السريع، وكان جمهور انترنت بحاجة لمعيار يعينه على تحويل أفلام الفيديو إلى ملفات ذات جودة عالية وحجم صغير.
بلغت جودة مشفر ديف اكس أنه قدم نتائج تبز تلك لتطبيقات مايكروسوفت وريل نتوركس، ما جعل الملايين تستعمله، خاصة وأنه في البداية كان تطبيقا مجانيا (ولا زال لليوم، لكن مع بعض التفاصيل والدعايات). بدون سابق خبرة، صمم جيروم موقعا بدائيا على انترنت لتنزيل البرنامج، وفي خلال شهر كان التطبيق قد نزل أكثر من 500 ألف مرة.
عاب تطبيق ديف اكس أنه حمل شهرة سيئة في البداية، ذلك أن قراصنة البرامج والأفلام عكفوا على استعماله لتوفير موادهم المقرصنة، ما جعل شركات الإنتاج تبدأ تحارب التطبيق ومن يستخدمونه.
في عام 2000، وبناء على دعوات من الشاب والمستثمر الأمريكي جوردان جرينـهال (29 سنة وقتها)، سافر جيروم (27 سنة وقتها) إلى سان دياجو – أمريكا، راحلا عن فرنسا، ليكمل مشوار تطوير وبرمجة ديف اكس، وليؤسسا معا شركة DivX في شهر مايو 2000، من أجل تطوير مشروعه الوليد بشكل احترافي.
كان سبق للأمريكي جوردان جرينـهال أن عمل ضمن فريق موقع MP3.com وشاهد كيف نما الموقع بسرعة وتطور وكبر، وهو أراد تحقيق الأمر ذاته مع ملفات الفيديو، ووجد بغيته في ديف اكس. رغم أن جيروم كان يختبئ خلف اسم مستعار، لكن جوردان عثر عليه، وأقنعه بالسفر إلى أمريكا، ثم أسس معه الشركة، وعمد إلى جمع أفضل خبراء برمجة الفيديو في الشركة، ثم حصل – بعد بحث – على المستثمر الذي ضخ له ما يحتاج من أموال لتكبير وتطوير الشركة.
بعدها بدأ يشترك مبرمجون من حول العالم في تطوير التطبيق (وقعت غالبيتهم في الصين)، وبعد طرح ديف اكس ضمن التطبيقات مفتوحة المصدر، تمكن العالم من المشاركة في تطويره وتصحيح عيوبه وإضافة الجديد إليه. في الأسبوع الأول من طرحه، عرض ألف فقط مبرمج المشاركة في تطوير وبرمجة التطبيق. رغم أن هذا الاستقبال الحار فتر بعد فترة من الزمن، لكن المجتهدين من المبرمجين كان نصيبهم التوظيف للعمل ضمن فريق التطوير!
مثلما تتبع جوردان أثر جيروم، تتبعه صحفي يعمل في جريدة وول ستريت جورنال الشهيرة، وأراد أن يجري معهما مقابلة، وبعد نشرها، كان الموعد مع المزيد من الشهرة. تصادف في هذا الوقت أنه كانت تجري وقائع محاكمة الشاب مبرمج تطبيق فك شفرة أفلام الفيديو DVD أو ما كان يسمى تطبيق DeCSS من على الأسطوانات من أجل نسخها على أجهزة الكمبيوتر، وحدث أن استعان المدعون في المحكمة بهذا التطبيق مع تطبيق ديف اكس لعرض قضيتهم، حيث كانت كاميرات الصحفيين تتطلع وتنتظر. مع شهرة كهذه، يصعب ألا تجمع المال.
مع تحول شركات كبرى لترخيص تقنية DivX لضغط وعرض الفيديو، خاصة شركة بليزرد لتصميم ألعاب الكمبيوتر، والتي استعملته في أفلام لعبتها ديابلو 2 الشهيرة، بدأت شركات أخرى تطلب شراء رخصة التطبيق لوضعها في مشغلات الفيديو، وفي الهواتف النقالة (مثل هاتف سامسونج F500) والكاميرات الرقمية (كانون) وفي العديد من الأجهزة التي تتعامل مع الفيديو، سواء بالتسجيل أو العرض. في عام 2006، حققت الشركة مبيعات إجمالية قدرها 60 مليون دولار.
اليوم، يمكنك حشر 90 دقيقة من الفيديو عالي الجودة على قرص ذاكرة فلاش سعته 1 جيجا بايت، عبر استخدام مشفر ديف اكس. بدأت أجهزة ألعاب بلاي ستيشن3 و اكس بوكس360 دعم عرض الملفات المشفرة عبر ديف اكس، كما أصبح هناك نظام تشفير ملفات خاص بنظام ديف اكس.
السؤال الآن: كم من المواقف المماثلة مرت على المستخدمين العرب، وكم منهم حلوها بالقرصنة، وكم منهم عبر البرمجة!
“رغم أن [صلاح] كان يختبئ خلف اسم مستعار، لكن [أحمد] عثر عليه، وأقنعه بالسفر إلى [سوريا]، ثم أسس معه الشركة، وعمد إلى جمع أفضل خبراء برمجة الفيديو في الشركة، ثم حصل – بعد بحث – على المستثمر الذي ضخ له ما يحتاج من أموال لتكبير وتطوير الشركة” !!!
اقرأ الاقتباس مع التغييرات التي أجريتها لتدرك أنها ستكون نكتة رائعة حقاً.
السبب الأساسي لعدم تطور البرمجيات العربية هو عدم انتشار ثقافة التكنولوجيا في أذهان المستثمرين لأن اغلبهم تجار قدماء تقليديين أو مهربين أو سياسيين.
السبب الثاني هو عدم وجود أنظمة حماية فعال للحقوق الابداعية.
السبب الثالث هو انخفاض مستوى المعيشة لحد مرعب تصل إلى درجة يتحول فيها مجرد محاولة التفكير أو الابداع شيء مضحك..
أقول الأسباب وأنا أشعر بالضيق طبعاً، وأنا مؤمن أن أمثالك وكثير غيرك في الوطن العربي بما يفعلون فإنهم يزرعون بذور التغيير.
السؤال في آخر الموضوع مؤلم، لأنني طرحته كثيراً ولا زلت أطرحه ولا زلت أتلقى نفس عدم الاهتمام والرضى بالمقرصن، حتى مع وجود برامج حرة تجد البعض يصر على استخدام البرامج التجارية المقرصنة لأنه فقط لا يريد أن يتعب نفسه ويتعلم شيئاً جديداً، لأن الحاسوب بالنسبة له محطة استهلاك فقط وليس أداة إنتاج.
ما فعله جيروم ليس سهلاً وليس مستحيلاً، للأسف البعض عندما يرى أنه يواجه صعوبة في فهم أو إنجاز شيء فإنه ينسحب مؤثراً ما تعود عليه، تصور لو أن الجميع فعلوا ذلك هل كنا سنرى شيئاً اسمه الحاسوب؟ أو الطائرات أو أي شيء؟
الأخ شبايك ,,
المفيد والجميل في قصة النجاح هذه ,أن جيروم بدأ يبحث عن حل لمشكلتة وهذا البحث قد قادة لتكوين هذه الشركة العملاقة , فلو فرضنا أنه تخلى عن البحث عن حلول لمشكلتة وبدأ (بالقرصنة ) وغيرها فماذا سيحصل يا ترى …؟
السؤال الآن: كم من المواقف المماثلة مرت على المستخدمين العرب، وكم منهم حلوها بالقرصنة، وكم منهم عبر البرمجة!
نحن العرب نحب الحلول السريعة السهلة الوصول ولا نحب عن ندوخ في التفكير ونبحث عن حل لمشاكلنا , نريد الحلول جاهزة ومعلبة , موجودة على الرف …
شكراً لك أخ شبايك على هذا المقال الجميل ولو أني لا أحب مجال البرمجيات ولكن العبرة في القصة وما تحمل وليس في تفاصيلها ,,
دام (كيبوردك ) ودامت أناملك الضاغطة علية
فاضل
ما أروع النجاح
شكرا للمجهود الرائع
و الجميل أن البحث من أجل أنجاح مشروع أدى إلى نجاح مشروع آخر قد يكون أكثر روعة من الأول
تقبلوا تحياتي
مصطفى عبدالله
ممتاز ..
موضوع رائع ..
والسؤال الأخير مهم وخطير ..
أخي شبايك … لا أريد أن أعقب على قصة جيروم وما حققه – ومن معه – من نجاح.
أريد أن أعقب على سؤالك الأخير :
بخصوص المواقف فهي كثيرة جدا .. لدي قناعة كنت أقولها لأحد أصدقائي :” العرب إذا أرادوا حاجة ما تغلبهم ” أي لا يستعصيهم الأمر كثيرا ..
وما نجده من تجاب في منتديات الإنترنت والبرمجمة ووو … الخ دليل على ذلك.
المشكلة هي طريقتهم في الإضافة .. وهي طريقة للأسف غير شرعية .. تهدف إلى قرصنة البرنامج ..
الحمد لله قمت بالحديث مع أكثر من شخص بخصوص البرامج المقرصنة ووجوب تركها او شرائها ، وإلا استخدام البرامج الحرة المجانية..
تبين لي أن الكثير لا يعلم هذا الجانب ، أو يعلم لكن بصورة مضللة ، بالطريقة التي ذكرتها في موضوعك عن القرصنة.
من رأي توجيه حملة في هذا الجانب..
وتعيين موقع خاص بهذه الحملة ..
يحتوي الموقع على إرشادات ونصائح ..
أنتظر رأيكم..
محبكم أبوعمر
عبد الله
تسعدني كثيرا حين أجد تعليقك الأول، ودعواتنا للوالد بالصحة والعافية، ولك بالعودة لنا، إلى فضاء التدوين 🙂 أما عن المصادر المفتوحة، فهو حديث ذو شجن، فلو سألت مثلا من أفضل شخصية في عالم الكمبيوتر في رأيك، لقال البعض ستيف جوبز أو جيتس أو غيرهم، لكن هل ستجد اسما عربيا؟ إنه لواقع محزن…
فاضل
تختلف التفاصيل وتتشابه العِبر والحِكم، عدم الرضا بالأمر الواقع ومحاولة تغييره دائما ما تعود بنتائج إيجابية، مهما اختلفت الأسماء والظروف، وسبحان الله… علينا أن نبدأ بتغيير الأمر الواقع، وأن نبدأ بالأمور الصغيرة، حتى نصل للكبيرة، والله المستعان…
مشكور مصطفى
أبو عمر
إنشاء موقع لتوجيه العرب إلى عدم القرصنة فكرة جميلة، لكن من الجهة التي يجب أن تدعم مثل هذا الموقع والعاملين فيه؟ على أني أرى أن العرب – في الوقت الحالي -لا تحتاج نصائح وإرشادات، بل تحتاج القدوة، والمشاهير الذين تركوا المقرصن وذهبوا إلى بدائل أفضل وحكوا عن قصصهم، ولو تذكر حين تحول أخونا سردال من ويندوز إلى لينوكس، وجدت الكثيرين يتساءلون عن لينوكس هذا، وبدأ الوعي ينتشر بشيء اسمه المصادر المفتوحة، أرى أننا بحاجة إلي كثيرين يفعلون مثل سردال… والله أعلم..
علوش
لا أدري لماذا وجدت تعليقك وقد خبأه سكريبت المدونة ضمن السخام، عجيب… على أن تعليقك أثار شجوني أكثر مما هي مثارة… لو نظرت بعمق إلى تحليلك الجميل والمؤلم، لوجدنا أنه لو لم ينتشر فكر ومنهج القرصنة في عالمنا، لشجعنا صناعة البرمجيات، ولوجد المستثمرون أن التجارة فيها مربحة، ولتسارعوا على رعاية أصحاب الأفكار الرائعة، ولتحسن مستوى معيشة من يمتهن البرمجة، مثلما الحال في الهند وفي الصين…
أتدري يا علوش أول فكرة طرأت على ذهني حين قرأت سطورك الأولى؟ خاطر قال لي: قل له أن هذا الأمر سيحدث، لكن بعد زمن، هذا الزمن يعتمد على همة مثلي ومثلك… لا أدعي الاتصال بالسماء، لكني متفائل بغد عربي مشرف…
جلست مع احد المدرسين المصريين الموجودين بالسعودية ودار النقاش وكان رجلاً ذا عقل وصدق فقال إن المشكلة تكمن في ان الطلبة لايريدون حتى أن يتعلموا لدرجة أنني أكتب سؤالاً على لوحة الحائط واقول سآتيكم بهذا السؤال في الاختبار مع تغيير الأرقام فيقولون لايمكننا ان نحفظه أعطنا نفس الأرقام.. وان بعض الطلبة وقف أمامه وأقسم بالله قسماً مغلظاً أنه سيعمد إلى الغش مهما كانت الظروف شاء من شاء وأبى من أبى…الى آخر النقاش
المقصود: لدينا بنية ثقافية خطيرة تحتاج إلى مفكرين عاملين..(وهذا مطلب رئيسي).
نحتاج إلى نهضة علمية أنا على سبيل المثال قررت أن أشارك في توفير مثل هذا الاحتياج فقد بدأت في انشاء مركز للتدريب وأريد بذلك إلى جانب الربح أن أغير شيئاً وأنا متأكد اني سأغير وستسمعون قريباً لمن كان حياً عن المصدر السعودي للتدريب فقد استصدرت الرخصة وإلى ذلك الحين أقول على طريق التغيير ماضون وإلى النهضة العلمية عازمون والله يعلم وبني آدم لا يعلمون..
واااو عجيب !
أستخدم DivX لكن لم أكن أعرف قصته !
متى نسمع عن عربي وصل إلى هذه المستويات ؟ 🙁 و ما الذنب اذا احلامنا كثيرة لكن الفرص غير متاحة؟
الله كريم .. شكراً أخ شبايك على الجهد الرائع!
الاخ شبايك قصة رائعة كعادتك دائما
ولكن لي ملاحظة بسيطة لا ادري هي من مخيلتى ام ان هناك اختلاف في اسلوب الترجمة ؟؟
كانت ترجماتك السابقة اكثر دقة ولغتها العربية سليمة
اما ترجمة اليوم شعرت ان بها مشكلة ما ولغتها ليست سلسة و مترابطة ؟ لعل المانع خير ؟؟؟
اعذرنى على الملاحظة
هلا اخ شبايك مشكور على التدوينات الاكثر من رائعه ويمكن هذي اول مره اعلق فيه على موضوع رغم اني قريت مواضيع كثيره وكنت موجود لحظة تشيد هذه الموقع ايام الاستايل القديم واعجبني الكلمه الي كتبتها في الاخير
(كم من المواقف المماثلة مرت على المستخدمين العرب، وكم منهم حلوها بالقرصنة، وكم منهم عبر البرمجة!)
وكنت اباك في موضوع على الايميل مهم صراحه
حسن ربيع
حتى لا يظن أحد أن المدونة هدفها الهجوم على جنسية دون أخرى، لكن كذلك يجب أن نذكر مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية، وكذلك جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية وغيرها من المشاريع التقنية في المملكة، كذلك أرى أن الملحوظة التي ذكرتها تتكرر في بلاد كثيرة، من عرب وعجم، وأرى أن سبب ذلك بسيط: الدافع – الهدف – الغرض. في الهند يتقاتلون على التعليم، لأنهم يدركون أنه وسيلتهم للخروج من حالة الفقر الشديد، وأنه وسيلتهم لتحسين ظروفهم وأحوالهم.. ونحن العرب عندنا أهداف وأسباب مشابهة، لكن من يذكرنا ويحفزنا بها… وأما مجهودك المشكور فهو شيء نفخر به، أن بيننا من يهتم لتحسين أحوالنا، وندعو الله أن تصيب النجاح والتوفيق…
مي
لا تنبت البذرة إلا إذا توفرت الظروف المناسبة، وهذا ما نفعله في مدونات مثل هذه 🙂 والآن، هل وجدت فكرة لكتابك؟
نونو
أشكرك على الملاحظة السديدة، المشكلة أني لم أكتب منذ فترة، كما أن بحث قبل النشر كشف عن معلومات جديدة في القصة اضطررت معها لاستعمالها، مع تغيير بعض المعلومات الأخرى…ما نتج عنه بعض عدم الترتيب، لكن أين هذه المواضع التي ترين عربيتها غير سليمة حتى أصلح إعوجاجها، وأرجو أن تستمري في هذه الملاحظات، فهكذا نتطور ونتعلم ونتقدم، مشكورة..
اسلام
والله هيك صار لك زمن، هلا برجعتك، راسلتك على بريدك، وأرجو أن تصلك رسالتي.
الاخ شبايك
ذكرتني بقصه رائعه من الخيال العلمي الهندي طبعا
باختصار كان صديقي المهندس المتقاعد سز سز شرما متفائل في غد مشرق للعرب
ففي روايته المخطوطه طبعا في ذلك الوقت 1994( للان لم ينشرها احد )
يروي انتصار العرب في التكنولوجيا
وتفوقهم على الغرب في ذلك
بل وتروي القصه ضمن نسيجها الدرامي عشقا بين شاب مبرمج
وفتاه تتبع الغرب
تحاول استمالته لمعرفه التقنيه التي استطاع بها العرب ( اتباع محمد عليه افضل الصلاة والسلام كما ورد في الروايه) ………تخريب وتعطيل كل الحواسيب وارجاع الغرب لعهد السيف
الحكايه تطول ويغلب الدين والوطنيه على الحب…………. وينتصر العرب
لكني اصبحت على قناعه ان ذلك ممكن في يوم ما دام فينا شبايك وامثال شبايك
قول معي يا رب تسمع هالدعاء
بتمكين المسلمين من تقنيه الحواسيب والبرمجه
ودمتم سالمين
موضوع متميز كالعادة أخي رؤوف رغم انها المرة الأولى التي ادرج فيها تعليق
على درب علمائنا سائرون ورغم المصاعب واقفون
لقد مضت سنوات من عمري وعمرك ونحن مازلنا نراهن على الحظ ،ربما كانت لدينا أحلام وطموحات كانت تجول في خواطرنا لم نرها بعد ،ربما كانت لدينا عادات سيئة أردنا التخلص منها وأن نتغير الى الأحسن ،ربما علاقتنا مع الأخرين ضعيفة وتشوبها مجموعة من المشاكل و العراقي
المقال تضمن هذه الفقرة :
“وهو ما فعله بالتعاون مع مبرمج ألماني على مشفر مايكروسوفت، حتى توصل إلى طريقة عمل المشفر، وبدأ يدخل بعض التغييرات هنا وهناك، حتى خرجت النسخة الأولى من التطبيق الشهير DivX (المعتمد في الأساس على مشفر من تصميم مايكروسوفت، لكن مع تعديلات عديدة جعلت منه منتجا قائما بذاته).
”
ألا يعتبر ماقام به هو نوع من القرصنة على مشفر مايكروسفت ؟
ثم لماذا كان يخفي نفسه خلف اسم مستعار إذا لم يكن ماقام به نوع من القرصنة ؟! .
عبدالله سليمان: الأمر يعتمد على مفهوم القرصنة لديك، ما فعله مبرمج DivX يمكن تصويره بهذا الشكل، تصور أنك اشتريت آلة تستخدمها لكنك لا تعرف طريقة عملها، قمت بعمل مجموعة من الاختبارات لمعرفة طريقة عمل الآلة ومن خلال هذه الاختبارات توصلت إلى مجموعة استنتاجات أعطتك صورة كاملة عن طريقة عمل الآلة، هذا كله بدون أن تفتح الآلة وتشاهد أجزاءها الداخلية، هذا العمل لا أسميه قرصنة فهل تسميه قرصنة؟
هذا ما يسمى Reverse engineering أو الهندسة العكسية.
أما الاختباء خلف اسم مستعار فلا أرى فيه مشكلة، بعض الناس يختبأون خلف الأسماء المستعارة حتى وهم لا يفعلون أي شيء يدعوا لذلك، يريدون الخصوصية التامة، ثم قد يريد المبرمج أن يحمي نفسه من ملاحقة مجانين رفع القضايا في المحاكم والتي أصبح لوبي صناعة السينما والموسيقى متطرفاً فيها، فرفعوا قضايا ضد أطفال وعجائز لا يستخدمون الحواسيب، وحتى أناس أبرياء بل والموتى أيضاً، وهم الآن يريدون أن ينشروا هذا التطرف والجنون في العالم كله.
د. محسن
لقد حرقوا من قال بكروية الأرض، وسفهوا من زعم أن الإنسان قادر على الطيران، ولذا لا أنوي أن أكرر خطأهم وأشك ولو للحظة في احتمال حدوث قصتك هذه، أرى أن المشكلة ليست هل ستحدث أم لا، بل متى ستحدث، ونحن هنا لنقلل زمن الانتظار… ولو أني لا أحب نية إعادة الغرب إلى عهد السيف، لماذا لا نغنمهم مسلمين معنا؟ دمت بود 🙂
مسعود
وبمشيئة الله واصلون، لأمجادهم مكررون 🙂
فؤاد
يا طيب، مشاكلنا ليست طارئة على تاريخ البشرية، فالعيب في الجنس البشري لا عرب أو عجم، ولذا وجب علينا الانتباه له والعمل على تصحيح أخطائنا…
عبد الله سليمان
أشكرك على التعليق، وأشكرك أن جعلت سردال الطيب يعلق في مدونتي المتواضعة، وأزيد عليه أن بروتوكول ام بيج4 مفتوح المصدر، يمكن لأي مبرمج تصميم مشغل لعرض الأفلام المشفرة وفق هذا البروتوكول، وما فعله جيج كان بغرض فهم لماذا فشل مشفر مايكروسوفت في عرض أفلامه، وعبر ذلك، تعرف على عيوب ونواقص كثيرة في برمجة المشفر، وهو عمد إلى معالجة هذه العيوب… وهل تظن مايكروسوفت لتسكت عليه لو استطاعت فعلا أن تثبت عليه تهمة القرصنة؟
الاسم المستعار ليس دليلا على الخوف من شيء، فهذا الاسم كان لديه قبل أن يفكر حتى في برمجة المشفر… وعندما اشتهر قليلا استمر به، ثم بعد أن نضجت الفكرة في عقله كشف عن نفسه وسجل حق ملكية برنامجه، واليوم اشترت مايكروسوفت منه حق استعمال مشغله على منصتها للألعاب، اكس بوكس 360.
يا طيب، أنت لم تصل إلى فكرة مقالتي، متى سنقرأ عن مبرمج عربي ناجح قدم فكرة جديدة استعملها العالم كله، وأسس شركته واستمر من نجاح لآخر… سؤالي هو بسيط: قل لي بماذا عادت علينا القرصنة، لقد جعلتنا القرصنة كسالى وعالة على عالم التقنية، لقد جعلتنا طفيليين، نموت إذا مات العائل، وعار على أمه الإسلام أن يكون هذا حالها… هذه كانت فكرة مقالتي هنا
سردال
تعليقك هذا سرني وأطربني، كونك تتابع مدونتي يسعدني فعلا…
إن الفجوة التكنولوجية بيننا وبين الغرب تتسع أكثر وأكثر كل يوم. لا أظن أن وطننا العربي تنقصه المواهب أو المال، فالثروة البشرية عندنا كبيرة ولكن يبدو أن الاستسهال قد جعل منا كسالي وطفيلين كما تقول وهو شيء مؤسف للغاية.
إن ما ينقصنا فعلا هو الأختراع والابتكار.. وقد قالوا قديما إن الحاجة أم الاختراع، لذلك أظن أن القرصنة هي أحد الأسباب الرئيسية لتأخرنا.
موضوع جميل ومفيد كالمعتاد يا أستاذ شبايك.
الكثير من النجاحات تتبع نفس السيناريو .. شخص يستخدم منتج او خدمة معينة .. تطرأ مشكلة او نقص في هذا المنتج او الخدمة .. ينزعج منها المستخدم .. يقرر ان يجد حلاً لمشكلته و مشاكل الناس … ينتهي الموضوع بتغيير جذري للقطاع الذي ينتمي اليه المنتج .. هذا اذا لم يتعداه الى قطاعات اخرى ..!!
الموضوع فقط يحتاج الى عزيمة .. ارادة .. اصرار .. و رغبة بالتغيير … و ما سيزيد من سرعة تحقيق النجاح هو وجود رؤية لصاحبها .. بمعنى انه يرى رؤية العين قبل غيره ان منتجه او خدمته الجديدة غيرت مجرى القطاع الذي ينتمي اليه ..
مواضيعك رائعة يا رؤوف .. بالتوفيق
يا أخي هناك العديد من الادمغة العربية و الكثير من الافكار لكن المشاكل اكثر منها بكثير.
تبقى هجرة هذه الادمغة الحل الوحيد لتطوير افكارها في دول غربية كثيرة , يؤلمني قول هذا و لكنه الواقع في دولنا العربية التى و ان رأيت فيها من يحاول فإنه سيلقى طرق وعرة إن لم تكن مسدودة.
الحمد لله
لعلها مجرد قصة بسيطة وأجد الكثير ببلادنا عباقرة اعظم من هذا جير!!
سأقول شئ وجدته بسوريا بلدي وإختراعات مجموعة من الشباب الرائعين ولكن يحتاجون تمويل
وإن شاء الله يتحسن الوضع أكثر من قبل … البعض إخترع سيارة سريعة جداً بتكاليف قليلة
والبعض إخترع محركات على الماء والبعض إخترع طاقة نظيفة بتكاليف بسيطة ومنزلية ..
والبعض إخترع مواد بناء بسيطة و قوية وكثير جداً من الإختراعات , وهنالك الكثير ضمن مصر وبلاد المغرب أيضاً …………….. نعم : سيقال أنه لم يظهر شئ
ولكن أوضاع بلادنا عامة لا تسمح للوطني بإظهار إختراعه لأنها تحتاج مال و شهرة و دعم .
بالإضافة إلى ضمور الأنفس الجليلة والمساعِـدة وليست الأنفس الجشعة للمال فقط …
المستقبل إن شاء الله سيكون أفضل مادام هنالك من يشمر عن سواعده للمساعدة قبل الفائدة .
اشكرك على الموضوع لأنه محفز و منشط .
[السؤال الآن: كم من المواقف المماثلة مرت على المستخدمين العرب، وكم منهم حلوها بالقرصنة، وكم منهم عبر البرمجة!]
من جــــــد سؤال يطرح نفسه !
والله صراحه انا الناس هذول يكبروا بعيوني واتمنى اصير كذا
انا كل ماافكر انو بيل غايتس لما اخترع سالفة الكمبيوتر الشخصي وعرضها على IBM وضحكوا عليه وهزؤه وراح عملها من نفسه وصار الحين مطيح سوقهم احس وناسه واتنمى اصير كذا بيوم من الأيام 🙁
يعطيك العافيه ^_^
سؤال يطرح نفسه ولكن للأسف يتعمد أغلب الناس إلى تجاهله.
دعنى أطرح سؤالا قبل أن اجيب على تساؤلك
كيف يقضى الشباب وقت فراغه فى تلك الأيام؟
قد تجد بعضا منهم يقضونه نائمين, والبعض الأخر امام التلفاز, فى حين انك قد تجدهم عاكفين امام الكمبوتر يتابعون أحدى نوافذ الدردشة (شات) ناهيك عمن يقضى وقته على المقاهى, او الوقوف على النواصى.
أرجوا الا تعتبر ما قولته سلبية او نظرة تشاؤمية لكنها الحقيقة, نسبة قليلة جدا قد تجد راحتها بين صفحات الكتب لتقرأ ما يفيدها ويزيدها علما, وتجدها تبحث عما يفيد الأمة وينصر الدين.
ولذلك لن تجد أمثالا كثيرة لطه حسين, او نجيب محفوظ, او أحمد زويل.. إلخ كون الشباب يستثمرون أوقات فراغهم فى مايضرهم.
لينتج جيلا لا مبالى بما يحدث ويستمتع بما يتركه له الغرب من فتات..
أذكر اننى قرأت قصة عن غلام ووالده, كان الغلام يحب دائما ان يعتمد على غيره, دون ان يحاول ان يفعل شيئا, فأخده والده إلى الغابة, فرأى أسدا يصطاد فريسته بعد مطاردة, فأكل منها ثم ذهب, فأتى من بعده ثعلبا فأكل من بقايا الأسد.. نظر الغلام إلى والده قائلا .. أرأيت يا أبي , ها قد أكل الثعلب دون ان يفعل شيئا, فنظر له والده نظرة كلها أسي, وقال له : إنما أردتك أسدا تأكل من فتاته الثعالب, لا ثعلبا يأكل من فتات الأسود.
حالتنا يرثي لها, وارى انه لا امل لنا للنجاح وإستعادة مكاتنا مرة أخرى بين دول العالم المتقدم, سوي بنشر الوعى والثقافة, ومحاولة البدأ بأنفسنا
قال تعالى ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم) صدق الله العظيم
قصص جميلة جدا ربنا يجازيكم الخير
ان شاء الله بكره احسن