Tag Archive for: لولو

 بعد مجهود شاق طويل، لمست أصابعي بالأمس أول نسخة مطبوعة عبر لولو من كتابي السابع الذي أسميته شاحن الأمل. في هذا الكتاب، جمعت كل قصص الأمل التي سبق ونشرتها في مدونتي هنا، وأضفت إليها قرابة خمس قصص جديدة، وقمت بتحديث بيانات ما تيسر لي من قصص الكتاب. المجهود كان في العثور على قصص أمل جديدة، ذلك أني وجدت الكثير منها، لكن بالبحث والتدقيق، وجدت نسبة كبيرة منها غير صحيحة، مفبركة، مكذوبة.

book7-2

اقرأ المزيد

في صيف عام 2006، أعلنت عن إمكانية شراء كتابي الأول، الترجمة العربية لكتاب فن الحرب، من موقع جديد اسمه لولو، وأخذت أتحدث عن تجربتي مع الفكرة العبقرية (وقتها) النشر الحر عبر انترنت. شاب أول محاولة لي مع لولو بعض الأخطاء، والتي عالجتها بعدها، وكان موقع لولو وقتها يشحن كتبه على ظهر الإبل، فيصلك كتابك بعد 5 أسابيع أو أربعة إذا كنت محظوظا. بعد هذا الإعلان، تطلب الأمر أن انتظر 6 أو 9 أربعة أشهر قبل أن يفاجئني لولو بخبر بيع أول نسخة لي من كتاب فن الحرب، ولليوم أدعو بالخير لمن اشترى هذه النسخة.


بنهاية عام 2006 كنت قد بعت 5 كتب، وكم من المرات دخلت على حسابي لدى موقع لولو لأجده يشكو الركود وقلة المشترين. بعدها بتوفيق الله نشرت كتابي الثاني (الباقة الأولى من 25 قصة نجاح) وجاء أول كتاب مباع بعد 3 أشهر أو أقل من إعلاني هذا. أما كتابي الثالث والرابع والخامس، فلم يحقق أي مبيعات مثل الأول والثاني. ثم جاء صيف 2010 وأعلنت منذ أيام عن كتابي السادس ونسخته الخاصة التي شملت قصص الباقة الأولى والثانية معا، في إصدارة خاصة محدودة المدة والعدد، وكان رد الفعل أفضل مما توقعته بكثير.

حتى ساعة كتابة هذه التدوينة، باع كتابي 16 نسخة خلال أقل من أسبوع واحد، لتكون بذلك أفضل مبيعات حققها كتاب لي (لا، لم يدخل كتابي في قائمة أكثر 100 كتاب مباعا على لولو، ليس بعد!). قد يقول قائل وهل هذا رقم يستحق الحديث عنه، لكن لو نظرنا لنسبة الزيادة لوجدناها كبيرة ثمينة، فمن كتاب واحد (أو اثنين) مباع خلال عام 14 نسخة مباعة خلال سنة منذ بدء بيع الكتاب الأول، إلى 16 كتابا مباعا خلال الأسبوع الأول (وهو عادة الأسبوع الذي يشهد أعلى فترة مبيعات في حياة أي كتاب، ما لم تحدث مفاجأة). هذا التسارع استغرق 4 سنوات من الجهد المتواصل في التدوين والتأليف، والقراءة والترجمة، لكي يتحقق.

لما حدث دلالات كثيرة، فهناك تحسن يجري بمعدل بطيء، مثل زيادة المشترين عبر انترنت، وزيادة عدد القراء العرب، لكن ليس هذا ما أريد الحديث عنه.

الأمر أكبر من مجرد بضع نسخ مباعة، فمن واقع تجربتي البسيطة، وجدت أن النشر بشكل عام يحتاج لعدة شركاء، فبعد تجارب عديدة، أيقنت أن تصميم أغلفة الكتب ليس مجالا أملك فيه الموهبة، كذلك وجدت أنه مهما كان المؤلف مهتما بقواعد اللغة العربية، فحتما سيقع في الهفوات والأخطاء، ذلك أن الكاتب حين يأتيه الإلهام يسارع كي يحبسه على الورق، وهي مرحلة من غير المجدي فيها تحري الدقة اللغوية، فهذه تأتي بعدها، وهذا جعلني أبحث عن مدققين لغويين ساعدوني على إتقان كتابي.

أي أن نشر الكتب دورة تفيد العديد من الأطراف، ولذا فحين يشتري مشتر كتابا، فهو فعليا يشجع كل هذه الأطراف: المصمم الفني كي يبدع أكثر، والمدقق اللغوي كي يحافظ على لغتنا، والمؤلف الذي يعمل بمثابة حلقة وصل كل هذه الأطراف معا. طبعا المعضلة التي تواجهني حاليا هي التسويق الموجه للفئة التي ستكون مهتمة بقراءة كتب مثل التي أؤلفها، وهذه مرحلة لم يحن الحديث عنها بعد.

هذه المبيعات الجميلة تجعلني أتطلع بشوق لقراءة تدوينتي المماثلة بعد 4 سنوات أخرى، إذا كان في العمر بقية. كنت في بدايتي مع لولو أتساءل هل سيأتي يوم وأجد في حسابي مبيعات يومية، وقد تحقق لي ذلك بفضل الله. حين حققت عوائد شهرية فاقت المائة دولار، تساءلت متى سأجد المائتين، ولا يفصلني عنها الآن سوى بيع 4 كتب، وحتى لو لم أفعلها، ما تحقق حتى الآن يجعلني أشعر بسعادة غامرة، فالمنحنى تصاعدي جميل، يزيده جمالا أن هذا النجاح حققه شخص بدأ بمفرده من انترنت، معتمدا على مساعدة ودعم قراء مدونته…

كتابي في مصر:
كما تعرفون أتعامل مع دار أجيال لنشر كتبي في مصر وبقية العالم العربي، وكما ذكرت لكم لم يكن نصيب آخر كتابين نشرتهما مع هذه الدار النجاح والبيع، ولذا لا ألوم على الدار إن رأت التروي قبل نشر كتابي هذا، كما عرفت من الصديق كريم الشاذلي صاحب الدار أن هناك قرابة عشرة كتب ستنشرها الدار دفعة واحدة، من ضمنها كتابي، ولعل الله يوفقنا فيكون ذلك خلال شهر رمضان المقبل.

النسخة المجانية:
عادتي هي طرح كتبي كاملة للتنزيل مجانا، وأدعو الله ألا أتوقف عن ذلك. على الجهة الأخرى، سأنتظر مرور 3 أشهر بعد طرح كتابي في مصر لتعويض الناشر عن قلة مبيعات كتبي السابقة. على صعيد آخر، عادة كل طبعة من كتبي أن يكون عددها ألفي كتاب مطبوع (2000)، فلو حدث ونفدت هذه النسخ من دار النشر قبل انقضاء هذه المدة، فسأوفر كتابي للتنزيل المجاني على الفور، ولذا فمن سيشتري كتابا من كتبي المنشورة في مصر فهو فعليا شريك في أجر من سيقرأ هذا الكتاب بدون مقابل في المستقبل.

لم يشكر الله من لم يشكر الناس:
أحببت في الختام التعبير عن امتناني لكل مشتر لكتابي هذا، ليس الأمر شراء صفحات بيضاء عليها حروف وكلمات وصور، الأمر أكبر من هذا بكثير، ولعل هذا التفاعل الجميل يستمر فنجد مؤلفين آخرين يسيرون على الدرب، ونجد المزيد من المغمورين يخرجون إلى بؤرة الاهتمام، فنجد المبدعين والمجددين والمطورين… وإذا كنت تقلل من شأن كتاب واحد تشتريه، ففكر في شرارة كهربية تراها بصعوبة، تهبط على مستودع نفط سريع الاشتعال.

كلمة أخيرة إلى من قد يرون 16 كتابا عددا قليلا:
إذا كنت تظن أنك ذا تأثير ضعيف لصغر حجمك، حاول النوم في غرفة بها بعوضة صغيرة.
إحدى دعايات محلات ’ذا بودي شوب‘ والتي سردت قصة مؤلفتها في الباقة الأولى من 25 قصة نجاح!

تحديث 3: بفضل الله، بلغ عدد النسخ المباعة 23 كتابا…
تحديث 2: بفضل الله، بلغ عدد النسخ المباعة 18 كتابا، وتبقى لي كتابا واحدا على تخطي المئتي دولار مبيعات شهرية، كذلك عدت إلى الإحصائيات القديمة ووجدت أني أخطأت في سرد بعض الأرقام وصححتها في المقالة هنا، فأعتذر عن ذلك!
تحديث 1: يبدو أن أحد المشترين لغى طلب شراء كتابي، ليهبط عدد الكتب المباعة إلى 15 كتابا!

تختار نفحات السماء أشكالا غير متوقعة للنزول، فبعدما أرسل لي موقع لولو يخبرني أنه أوقف التعامل على كتابي فن الحرب لأن أحدهم يتهمني بالتعدي على حقوقه، وبعد جهد جهيد مع خدمة العملاء لحل هذه المشكلة، ورغم طلبي منهم أن يعطوني اسم هذا المدعي (لأعطيه حقه من الدعاية والشهرة على صفحات مدونتي وهو طلب رفضوه لي) وبعد مقارنة موقع لولو لكلا الكتابين، ووصولهم إلى نتيجة مفادها أن ترجمتي مختلفة عن ترجمة هذا المدعي، بعدها عاد كتابي فن الحرب ليكون متاحا للشراء.

على أن ما لم أكن أتوقعه هو ورود طلبات شراء لثلاث عشرة نسخة من الكتاب بعدها، تلتها عدة نسخ من كتابي الثاني والرابع (جاءت أوامر الشراء هذه بعد يومين من محاضرتي القصيرة في قطر!)، ما جعل إجمالي المستحق لي عند موقع لولو 90 108 دولار عن شهر ديسمبر فقط، والشهر لم ينتهي بعد، ولعل طلبات جديدة تأتي فترتفع بالرقم إلى المائة! هذا الرقم يعتبر إنجازا لمؤلف ينشر كتبه بمفرده، عبر انترنت، هذا المؤلف اعتمد في إشهار كتبه على مدونته وعلى كتاباته، بدون أي معونة خارجية، اللهم إلا جمهور انترنت. اقرأ المزيد