براين تريسي

قوانين المال والمدى البعيد والادخار

  نكمل مرة أخرى محاضرة براين تريسي عن قوانين كسب المال…

القانون الثامن: قانون رأس المال

إن أهم أصل تملكه هو قدرتك الذهنية والبدنية على كسب المال، عبر تنمية هذه القدرة، يمكنك كسب المزيد من المال. أهم مورد لك هو وقتك، فهو كل ما لديك لتبيعه، وكلما أنفقته في الوجه الصحيح، كلما زادت قدرتك على التكسب. عدم إدارة الوقت على وجهه الصحيح، هي من أهم أسباب قلة الإنتاج وانخفاض الأداء، ومن أوائل مشاكل المديرين ورجال المبيعات في كل مجال.

إما أن تنفق المال والوقت، أو أن تستثمرهما. لن تسترجع أبدا ما تنفقه من مال ووقت، لكنك على الجهة الأخرى تستطيع استثمار مالك ووقتك، بأن تصبح أكثر معرفة ومهارة، لتزيد قيمتك، فتزيد قدرتك على التكسب، فتحصل على عائد من استثمارك للوقت والمال.


أفضل استثمار تستثمره في حياتك كلها هو أن تستثمر 3 % من دخلك الشهري في نفسك، بالتعلم والتدرب، بأن تفعل ما تفعله حاليا بشكل أفضل وأكثر احترافية. جميع الناجحين والأثرياء تعلموا هذه الحقيقة، ووضعوها قيد التطبيق، بينما غير الناجحين لا يزالون يبحثون عنها. انظر إلى أكثر شيء تفعله ويعود عليك بأكبر النفع والفائدة، واعمل على تعظيم العوائد منه.

القانون التاسع: قانون البعد الزمني الطويل

إن الناجحين في أي مجتمع هم أناس يتخذون قراراتهم – اعتمادا على المدى الزمني البعيد. كلما ارتقى الفرد سلم الأهمية في مجتمعه، كلما طال المدى الزمني الذي يبني عليه قراراته. الناجحون يقدمون تضحياتهم اليوم، تضحيات لن يعود أثرها أو تظهر نتائجها قبل مرور سنوات طوال، وربما لن تظهر نتائجها في حياتهم في بعض الأحيان.

من ينظرون إلى المدى البعيد، تجدهم مستعدين لدفع ثمن النجاح، من قبل أن يحققوه، بفترة طويــلة جدا، فهم يفكرون في عواقب قراراتهم واختياراتهم المالية، على ضوء نتائجها خلال 5 و 10 وربما 20 سنة من الآن.

غيرهم ينظرون للقريب فقط والمدى القصير، ويريدون العوائد الفورية، والنظرة القريبة عادة ما تؤدي للديون والافتقار والمشاكل المالية. النجاح يتطلب النظر لتأثير ونتائج قرارات الفرد على المدى البعيد.

العوائد المتأخرة هي مفتاح النجاح المالي، وعندما تتمكن من إتقان فن التحكم والسيطرة على النفس، عن طريق بذل تضحيات في الوقت الحالي وفي المدى القصير، من أجل عوائد مستقبلية. هذا الإتقان هو نقطة البداية لتحقيق أي نجاح مالي في الحياة.

كذلك، يأتي تعويد النفس على النظام، كأهم صفة لتحقيق النجاح المالي، وهو القدرة على جعل النفس تفعل، ما يجب عليها فعله، في الوقت الذي ترى أن عليها فعله، بغض النظر عما إذا كنت تود فعله أم لا. من علامات النجاح القدرة على تعويد النفس على بذل التضحيات ودفع ثمن النجاح مقدما وأن تستمر في الدفع والبذل حتى يتحقق هذا النجاح المنتظر وتبلغ الهدف المنشود.

التضحيات في المدى القصير هي الثمن الذي تدفعه لتحصل على الأمان في المدى البعيد. عندما تقاوم الإغراءات بأن تفعل المحبب إلى النفس السهل، وبدلا منه تفعل ما هو صعب على النفس، لكنه لازم وضروري، فإنك تبني شخصية ذات صفات تضمن لك النجاح في المستقبل. عندما تستثمر المال والوقت في التعلم والتدرب، بدلا من إنفاقه في الزائد من الترفيه ومشاهدة التليفزيون، فأنت تعمل لكي تضمن مستقبلك.

القانون العاشر: قانون الادخار

الحرية المالية تأتي لمن يتعود على ادخار 10% أو أكثر من دخله الشهري على مر حياته. رفاهية الأفراد والمجتمعات تزيد كلما زادت نسبة ما يدخرونه، فالادخار اليوم هو ما يضمن أمان ومسؤوليات الغد. هذه النسبة مأخوذة من كتاب أغنى رجل في بابل، وقد سبق لنا تلخيصه، وأجد الوقت يناسب العودة له.

عندما تدخر ولو جزءا يسيرا من دخلك، فسرعان ما يتحول ذلك إلى عادة تأخذ في الازدياد. افتتح حسابا بنكيا خاصا لهذه العشرة بالمائة، واحرص على ألا تقترب منها في مصروف إنفاقي، بل لكي تستثمرها وتزيدها. إذا وجدت العشرة بالمائة نسبة كبيرة، ابدأ بنسبة 1 في المائة وعندما تعتاد عليها زدها إلى 2 ثم 5 وقف عند ما ترتاح له.

19 ردود
  1. حمزه
    حمزه says:

    السلام عليكم
    ازيك يا استاذ شبايك
    وحشتني مدونتك وكلماتك كثيرا
    بقالي كتير مدخلتش عشان الامتحانات … بس ان شاء الله هاقرا اللي فاتني كله
    وكتب حضرتك منورة المعرض عندنا يا فندم
    🙂

    رد
  2. كغيم
    كغيم says:

    السلام عليكم
    أزيك يا استاذ رءوف
    واحشنى بجد كلامك ومدونتك .. انا اسف مكنتش بدخل بسبب امتحاناتى وكمان الشغل .. انا أن شاء الله معاك وهبدأ أقرأ الى فاتنى
    تسلم أيدك يا استاذى على المقاله والتلخيص..

    رد
  3. المدير
    المدير says:

    كلام سليم 100% لكن مشاكل العمل و الحياة اليومية تلهى عن التفكير فى المدى البعيد للأسف … فى أول هذا العام و أنا أقوم بمراجعة حسابات السنة الماضية و تطور آداء المكتب إكتشفت إننى لم أهتم بإدخار قرش واحد طوال عمر المكتب الذى قارب على الأربعة سنوات… كل ما كنت أهتم به تطوير المكتب و زيادة العلملين و الأجهزة و التأثيث إلخ .. لآخر مليم أكسبه 🙂

    و لكننى قررت أتباع بعض هذه السياسات الخاصة بالمدى البعيد إبتداء من هذه السنة … أتمنى ألا يكون الوقت قد تأخر لفعل هذا.

    جائتنى فكة تدوينة و انا أكتب هذا التعليق 🙂 سوف أكتب عن تطور المكتب خلال سنوات عمرة لأسمع بعض الأراء و الإنتقادات لعلنى أستفيد 🙂

    تحياتى للأستاذ رؤوف

    رد
  4. مصطفى
    مصطفى says:

    هذه القوانين التي لخصتها لنا اليوم فتحت شي جديد أمامي وقد أظهرت أني أنا أسير إلى حد ما على طريق الصحيح الا من ناحية الأدخار سأوحاول أبتداء من هذا الشهر الأدخار من راتبي الشهري ومصروفي بما هو 3% من الراتب وأن شاء الله سوف أطورها لأصل إلى عشرة بالمئة وبعدها إلى 30% أن شاء الله تعالي
    شكرا لك يا أستاذ روؤف وجزاك الله خيرا

    مصطفى عبدالله

    رد
  5. د محسن النادي
    د محسن النادي says:

    هنالك نقاش يدور حول هذه المقالات اخ شبايك
    سوف ننتظر للنهايه
    حتى اضع لك ملخص الاراء بيني وبين مجموعه من الاصدقاء
    انا الخصها على شكل نقاط
    سوف نجتمع قريبا
    وعندها نرى من استفاد وطبق مما تعلم

    ودمتم سالمين

    رد
  6. فاضل
    فاضل says:

    الأخ شبايك ,

    لم تتسنى لي الفرصة أن أرد على مواضيعك الأربعة الشابقة بما فيها هذا الموضوع وذلك لإنشغالي هذه الأيام بالعمل أولاً , وبالتفكير في بلورة اللإكار الإستثمارية ثانياً مما جعل من وقتي لا يسمح بالرد أو أو المطالعة .

    عموماً قرأت موضوعاتك الشابقة بدأ ب 21 قانون للحصول على المال وصولاً الى هذه الموضوع دفعة واحد , وما قرأته أثار إعجابي ودفعني أكثر للتفكير والتخطيط لل 5 أو 7 سنوات القادمة بشكل يعفيني من العمل عند شخص أو شركة والتحول الى العمل لعملي الخاص.

    لي عودة قريبة إن شاء الله

    وبارك الله فيك

    رد
  7. علوش
    علوش says:

    بعد أربع سنوات دراسة في التحليل الاقتصادي وصلت لهذه النسبة:

    20% ادخار

    40% احتياجات أساسية

    40% انفاق استهلاكي

    علماً أنه إذا تجاوزت احتياجاتك الأساسية 60% من دخلك فانت في مازق خطير وإذا وصلت النسبة لـ 80% فأنت تحت خط الفقر

    المشكلة أخ رؤوف أن أغلب سكان الوطن العرب تحت خط الفقر وهذا يعني في علم التحليل الكلي فئة ذات نزعة استهلاكية مرعبة، أي ان أي زيادة في الدخل ستنفقها فوراً، نتيجة انعدام الاشباع. بينما طبقة الأغنياء ذات نزعة استهلاكية ضعيفة جداً وأي زيادة في دخلهم سيتحول إلى انفاق لأن مستوى زيادة الدخل أكبر من مستوى الطلب لديهم.

    وهذا يعتبر أداة مالية قوية تستعمل وفق للمفهوم الكنزي الذي يطالب الدولة للوصول إلى حالة التشغيل الكامل بتحفيز الطلب الفعلي، والطب الفعلي هو طلب استهلاكي واستثماري، ويصعب عادة تحفيز الطلب الاستهلاكي بزيادة الأجور في بلد غالبية سكانه فوق خط الفقر.

    لذلك يلجأ للتحويلات والمساعدات المالية للفقراء لأن نتائج استهلاكهم سريعة جداً.

    لن أذهب بعيداً، أنا مثلاً أدخر دائماً وأصل لحد 200 دولا خلال 7 أشهر من الادخار وبصراحة فوراً أنفقها على جهاز أو قطعة أريدها او احتاج لها، مثلاً هذه المرة سأشتري كميرا رقمية، فانا بحاجة شديدة لها، وفقاً لمفهومي الاستهلاكي.

    لكن مع ذلك أود أن أشير إلى أن القوانين التي ذكرتها لا تنفع لتصبح غنياً بل تنفع للوصول إلى النجاح وبالتالي إلى المال.

    يعني أفضل استخدام هذه القوانين لتنمية الذات وتقويتها في سبيل النجاح الذي سيوصلني للمال.

    شكرا جزيلاً لك.
    وآسف على الاطالة.

    تخيل كل هذا كتبته واصبعي مكسور، فكيف لو كان سليم، ههه

    رد
  8. شبايك
    شبايك says:

    حمزة ، كغيم،
    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، ودعواتنا للجميع بالنجاح والتوفيق، في الحياة وفي الدراسة…

    المدير
    لو كانت كتاباتك، كثيرة كما أفكارك، لكنت لنا الكنز الثمين 🙂 تعليقك هذا يحتاج لشرح أكثر، وتحليل أكبر، للخروج بدروس كثيرة… موفق بمشيئة الله..

    مصطفى
    لا يهم الادخار، بقدر ما يهم أن تستمر في الادخار، ولو ادخرت في شهر 10% والشهر التالي انخفض إلى 5% فلا بأس، ما يهم أن نستمر في الادخار، وأن نجعلها عادة، لنبدأ بعدها في عادة جديدة، اسمها الاستثمار…

    مسعودي
    يا هلا بك

    د. محسن
    لا زلت في الانتظار 🙂

    فاضل
    أنت على الطريق الصحيح، لا تقف!

    علوش
    أشكرك على التعليق الجميل، تحليلك صحيح لا جدال فيه، لكن يبقى الأمل في تجنيب ولو 1%… الادخار عادة تؤدي إلى عادة أخرى أجمل منها، ألا وهي الاستثمار… وعبر الاستثمار والتجارة، تنمو المجتمعات من فقيرة إلى مكتفية… أم ماذا ترى؟
    بخصوص مثالك الذي ضربته، أنت مثلا يمكنك أن تلتقط صورا عالية الدقة من سوريا، وتعرضها للبيع عبر فليكر أو غيره من المواقع… بالنسبة للعالم الغربي، سوريا تكاد تكون الصندوق المغلق، فإذا وفرت صورا من داخل سوريا، فهذه سيكون عليها طلب، ما يمكنك استعادة ما استثمرته/ستستثمره في شراء الكاميرا… وهذه تندرج تحت الاستثمار … هل فهمت قصدي؟
    وألف مليون سلامة عليك وعلى إصبعك…

    رد
  9. علوش
    علوش says:

    “النسبة للعالم الغربي، سوريا تكاد تكون الصندوق المغلق، فإذا وفرت صورا من داخل سوريا، فهذه سيكون عليها طلب، ما يمكنك استعادة ما استثمرته/ستستثمره في شراء الكاميرا… وهذه تندرج تحت الاستثمار … هل فهمت قصدي؟”

    هذه هي احدى الخطط، لكن في البداية أود احتراف التصوير ولو قليلاً، على كل اليوم اشتريت الكاميرا، مازلت أتفحصها كما يتفحص الطفل لعبته.

    شكراً جزيلاً لك.

    رد
  10. إبراهيم
    إبراهيم says:

    أحسنت يا رؤوف على هذه المقالة الرائعة
    عندما قمت بمراجعة وضعي المالي صعقت كثيراً

    لم أقم بادخار شيء منذ خمس سنوات
    حيث كان لدي مبلغ مدخر وهو 2000 دولار
    وقد استثمرت هذا المبلغ منذ ذلك الحين

    وكان يدر علي دخلاً سنوياً بمقدار 2000 دولار لكن مع الأسف صرفت كل الدخل !

    هذا الاستثمار قمت ببيعه اليوم بـ 10 آلاف دولار نظراً لمشاكل معينة أدت إلى انحدار المبيعات بشكل مخيف

    كنت أتمنى يا رؤوف أن أرى مدونتك قبل خمس سنوات

    صدقني لو كان ذلك كذلك لكان في حسابي حالياً ما لا يقل عن 50 ألف دولار

    أنا الآن بدأت في الادخار ،،، كما بدأت في الاستثمار ،،، وأسأل الله العون والسداد

    على فكرة يا رؤوف
    أقوم بطباعة مقالاتك ،، وأناقشها مع أصدقائي

    وأسأل الله لك الأجر والمثوبة على ما تكتبه

    محبك أبوزياد

    رد
  11. شبايك
    شبايك says:

    علوش
    الفكرة أن تنظر إلى كل ما تنفقه على أنه نفقة استثمارية يجب أن تدر عوائد بشكل أو بآخر…

    ابراهيم
    لقد فاتك بقية المقالات، والتي تؤكد على حقيقة واحدة، أن الوقت ليس متأخرا أبدا، وأنه:- ما ضاع من مالك ما علمك.
    الآن، وقد علِمت، فالزم، وابدأ من اليوم، وداوم قرع باب النجاح حتى يفتح، فتح الله لك باب الجنان بمشيئته وكرمه، وجمعنا معك في فسيح الجنات…

    رد
  12. ساره عادل
    ساره عادل says:

    اولا بسم الله اعجبتني المواضيع التي كتبتها كثيرا واتمنى منك المزيد منها وسوف اقوم بارسلها الى صديقاتي

    رد
  13. أحمد علي
    أحمد علي says:

    السلام عليكم
    الصراحة الكلام المتداول تحفة و الله
    و لكن المشكلة في مجتمعاتنا الإسلامية هو انعدام الوعي الإستثماري , صار الموظف فينا ياخذ الراتب من اول الشهر و بنصف الشهر يفلس , عن تجربة شخصية شفت ان شوية تفكير يدر عليك اموال و يجنبك اعباء مالة كبيرة
    اهم شي احب اقوله ان الواحد فينا لازم يحطله هدف هدف هدف و الحاجة ام الإختراع

    رد
  14. مستثمر صغير
    مستثمر صغير says:

    دائما مبدع بكتاباتك اتمنى ان تستمر وتطور هذه المنهجية لأنها تزرع الثقة لدى القارئ وتدعم اتجاهاته الإقتصادية والإستثمارية ….

    وفقك الله

    رد
  15. الشرق
    الشرق says:

    شكرا لك استاذ رؤوف

    الحمد لله كنت ادخر ما بين 15-35 % من مرتبي ومع مرور الوقت وزيادة الدخل ولله الحمد اصبحت النسبة في زيادة لكن لي ملاحظة وهي ان المرتب هو وسيلة للاستثمار ولا ينبغي الاعتماد عليه.

    رد
  16. الصمعاني الكويتي
    الصمعاني الكويتي says:

    الله يوفق القائمين علي الموقع وأتمنالهم التوفيق والسؤدد.

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *