كتاب السبب قبل الذهب -1

كانت شركة الشركة العربية للإعلام العلمي “شعاع” من الكرم بحيث أهدتني نسختين من كتاب مديرها السبب قبل الذهب. مثلك تمامًا، تملكني التساؤل وبعض الفضول لفهم هذا العنوان غير السهل، حتى وصلني الكتاب. بداية، يجب التعرف على خلفية الكاتب، نسيم الصمادي، مدير شركة شعاع، ومحاضر وكاتب ومجاهد وعصامي وذو رؤية.

بعد قراءة أكثر من 300 صفحة، ستعرف أن فصول الكتاب قد نشرت على مر الشهور ضمن دورية خلاصات، والتي تقدم خلاصات كتب المدير ورجال الأعمال، والتي كنت أتابعها بشغف حينما كنت أعمل في بلدي الإسكندرية. هذه المعلومة توضح لك سبب استقلالية كل فصل عن الذي قبله والذي بعده.

يبدأ الكتب بمقدمة طويلة وغامضة للأستاذ نسيم، تحتاج لمراجعتها أكثر من مرة لفهم ما الذي يريد المؤلف قوله، والحق أنها مقدمة ربما تدفعك لهجر الكتاب كله، وهذه ستكون غلطة لا تغتفر. من واقع خبرتي مع القراءة والكتب، فالمقدمات التي لا تفهمها بسهولة عادة ما تخفي كتاباً رائعًا، وفي الحقيقة -إذا سمح لي المؤلف- فأنا أرى أن هذه المقدمة بحاجة لتبسيط، وتوضيح الهدف منها.

رغم أن المؤلف اجتهد في الترجمة والتعريب، لكنه في بعض الأحيان لم يحقق ما يصبو إليه، مثل تعريب أسماء أبطال قصة من حرك قطعة الجبن الخاصة بي، وفي مثاله قصة سوق السمك، إذ نجد السيدة المديرة تذهب وحدها إلى مطعم ما في مدينة الإسكندرية، وتتعرف فيه على رجل غريب، يعلمها الحكمة وفنون الإدارة – هذا المثال يصعب قبوله في مجتمعاتنا العربية، وأنا قد أقبله من المجتمع الغربي، لا العربي.

بعد إزاحة هذا الكم من السلبيات جانبيًا، تجد الكتاب يضم بين دفتيه روائع الحكمة ولذائذ المعرفة، إذ يضم الكتاب في كل صفحة حكمة، وفي كل فقرة فكرة، ويقدم للقارئ تلخيصًا جميلاً وبسيطًا لقرابة 16 كتاباً شهيراً في شتى صنوف الإدارة والتسويق والتحفيز، مثل كتاب من حرك جبني غني عن التعريف، والخروج من الصندوق، والخيميائي/الكيميائي، وقصة شركة سيمكو البرازيلية، وغيرها.

فجأة ودون مقدمات، تجد فصلاً يحكي قصة أشهر أشهر مديري التسويق: سيرجيو زيمان، والذي ارتفع بنجم شركة كوكاكولا إلى عنان السماء، وفي الحقيقة كنت أبحث عن هذا الكتاب لما قرأت عنه من مديح وتبجيل. إنه كتاب: نهاية التسويق كما عرفناه. يلخص الفصل هذا الكتاب الرائع بأسلوب أكثر من رائع، ويعطيك لمحة عن فن التسويق في العصر الحديث كما يجب أن يكون. جعل سيرجيو كوكاكولا تطرح منتجاً زائد التسكير والحلاوة، ورغم إقبال المشترين عليه في بدايته، لكنهم عزفوا عنه وتوقفوا عن شرائه، وعادوا إلى الطعم الحقيقي: طعم كوكاكولا معتدل الحلاوة. كان هذا هو الغرض من طرح نيوكوك – أن يفشل، ومع فشله عرف الناس أنهم لا يبحثون عن الحلاوة الزائدة كما حاولت بيبسي أن تقنعهم. بخطوة واحدة أثبت فشل مزاعم المنافسة، وأعاد الزبائن السابقين إلى حظيرة كوكاكولا. الصفحات من 206 وحتى 221 يجب أن يحفظها أي مسئول تسويق عن ظهر قلب، من حلاوة وأهمية ما جاء فيها، كما أن شرح الطريقة التي تعاملت فيها كوكاكولا مع الملسلمين في شهر الصيام لتدل على الذكاء التسويقي.

فاصل قصير ونعود – ابقوا معنا !

10 ردود
  1. KeO
    KeO says:

    أخى العزيز رؤوف..
    شوقتنا للكتاب جدااا ..أرجو إعطاء نبذة عن كيفية الحصول عليه فى مصر..
    وفى إنتظارك 🙂

    رد
  2. ريم الناصري
    ريم الناصري says:

    كتاب رائع يستحق الإقتناء

    قمت بقراءته بالكامل ..

    كتاب محفز و يساعد بشكل كبير على التطوير …

    ويعطيك ثقافة رائعة في قصص الناجحين

    اتمنى لكم الاستمتاع به

    رد
  3. ياسر عبدالعزيز
    ياسر عبدالعزيز says:

    بصراحة كتاب رائع لا استغني ابداً و قرأت بعض قصصه عدة مرات
    الكتاب مفيد جداً

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *