نظرية النوافذ المحطمة

مثلت فترة الثمانينات من القرن الماضي قمة منحنى عدد الجرائم المرتكبة في مدينة نيويورك الأمريكية، لكن لسبب لم يُحدد بدقة، انخفض هذا المعدل بمقدار 75% في فترة التسعينات التالية. كثرت التحليلات والتفسيرات، لكن تبدو نظرية النوافذ المحطمة أو (Broken windows theory) الأكثر قبولاً ومنطقية. نظرية النوافذ المحطمة هي نتاج فكر المُنظرين (واضعي النظريات) في علم الجريمة: جيمس ويلسون و جورج كيلنج في عام 1982. النظرية بسيطة للغاية، ويمكن تعريبها إلى الكبائر تبدأ بالصغائر، أو عظيم النار من مستصغر الشرر، أو صغائر الأمور بدايات عظائمها.

نظرية النوافذ المحطمة ببساطة هي:

يرى المنظران أن الجريمة هي نتاج الفوضى وعدم الالتزام بالنظام في المجتمعات البشرية. إذا حطم أحدهم نافذة زجاجية في الطريق العام، وتُركت هذه النافذة دون تصليح، فسيبدأ المارة في الظن بأنه لا أحد يهتم، وبالتالي فلا يوجد أحد يتولى زمام الأمور، ومنه فستبدأ نوافذ أخرى تتحطم على ذات المنوال، وستبدأ الفوضى تعم البيت المقابل لهذا النافذة، ومنه إلى الشارع، ومنه إلى المجتمع كله.  لا تقتصر النظرية على النوافذ المحطمة، بل تشمل السيارات المهجورة، ومراتع القمامة، والأركان المظلمة من الحواري والطرقات.

البداية في نيويورك

في مدينة مثل نيويورك، تمثلت هذه النافذة المحطمة في الرسومات على المباني ووسائل المواصلات العامة (جرافيتي)، والتعرض للمارة في الشوارع، والسرقات والنشل والاغتصاب والقتل وما وراء ذلك. موجز القول أن الجرائم عدوى تصيب المجتمع وتتنقل ما بين أفراده، وكما أن الطاعون القائل يأتي عن طريق جسيم لا يُرى بالعين المجردة، فإن النظرية ترى أن ميكروب الفوضى يأتي من مستصغر الشرر والفوضى.

وتحديدا في قطارات الأنفاق

في منتصف الثمانينات، عينت بلدية نيويورك جورج كيلنج مستشارًا لقطاع المواصلات العامة – قطارات الأنفاق، وهو ناشدهم أن يضعوا هذه النظرية قيد الاختبار، بدءًا بالرسومات على القطارات. رضخ قطاع المواصلات في النهاية، وعينوا ديفيد جان مشرفاً على خطة تطوير مترو الأنفاق، والذي بلغت ميزانيتها أكثر من ملياري دولار.

كان النقاش هل البداية تكون بشراء قطارات حديثة، أم القضاء على تلوين الفتيان للقطارات، وعلى ظاهرة التهرب من ماكينات تحصيل نقود تذاكر ركوب القطارات، وعلى الجرائم التي تحدث في حرم محطات القطارات. أصر ديفيد على البدء بصغائر الأمور: الرسومات. لقد رأى فيها الدليل على فساد النظام، وبالتالي لن يجدي أي شيء آخر ما لم يعالج هذه العدوى أولاً.

ما فائدة غسل سفينة في طريقها للغرق؟

دحض ديفيد فكرة شراء القطارات الحديثة أولاً وتشغيلها ثم القضاء على الرسامين بالتساؤل: ما فائدة غسل سطح سفينة تايتنك وهي في طريقها للاصطدام بجبل الثلج الذي أغرقها في دقائق؟ رسم ديفيد خطته المعتمدة على غسيل القطارات بشكل دوري وإزالة أي رسومات داخل أو خارج القطارات. أنشأ ديفيد محطات غسيل في نهايات رحلات القطارات، تتولى إزالة أي رسومات تظهر على القطارات، وإذا استلزم الأمر الطويل من الوقت، خرج هذا القطار من الخدمة حتى الانتهاء من إزالة الرسومات التي لحقت به.

النجاح والسنوات رفيقان

استمر ديفيد في عمله التنظيفي هذا من 1984 إلى 1990، دون كلل أو ملل، حتى عين قطاع المواصلات ويليام براتون ليرأس شرطة المواصلات، ليبدأ المرحلة الثانية من تنظيم قطاع مترو الأنفاق. كان ويليام رجلاً ملتزماً من عينة ديفيد جان، ومؤمناً بنظرية النوافذ المحطمة، وممن تتلمذوا على يد كيلنج. قرر ويليام البدء بالقضاء على ظاهرة التهرب من دفع قيمة التذاكر، لأنه رأى فيها ما رآه ديفيد في الرسومات. إنها الميكروب حامل العدوى.

ترك المخالفة دون عقاب يزيد من المخالفين

بدأ ويليام فوجد أنه عند قيام بعض الركاب بالتهرب من ماكينة تحصيل النقود، بالقفز فوقها أو الالتفاف حولها، فسيبدأ الباقون في التقليد وعدم الدفع، رغم أنهم كانوا في طريقهم للدفع طواعية. لاحظ ويليام كذلك تقاعس رجال الشرطة عن ملاحقة هؤلاء المتهربين، ذلك أن الجري ورائهم والقبض عليهم كان يستغرق منهم يوماً كاملاً من العمل وملء النماذج وكتابة البيانات، وحين يعودون بالمتهرب إلى المخفر، كان يفرج عنه في نهاية الليل.

راحة الشرطي راحة للمجتمع

وفر ويليام حافلة حولها لتكون مكتباً متكاملاً متنقلاً، فلا يضطر رجال الشرطة للعودة إلى المخفر بطريدتهم، وجرى العمل بانتشار عشرات من رجال الشرطة المتنكرين، بدأوا في المحطات ذات أعلى نسب تهرب، والذين يقبضون على المتهربين واحداً تلو الآخر، ثم يكبلوهم بالأصفاد خلف ظهورهم، ويجعلونهم يقفون في طابور على المحطة، ليراهم الجميع، ومع توفر المكتب المتنقل، استلزمت الإجراءات الورقية للقبض عليهم أقل من ساعة.

عطايا السماء

بدأ رجال الشرطة الذين كانوا ينفرون من ملاحقة المتهربين يلاحظون أن الموقفين هم هدايا السماء لهم، فمن كل سبعة متهربين، تبين بالبحث في سجلاتهم أن واحدًا منهم هارب من أحكام سابقة، ومن كل عشرين مهرب هناك واحد يحمل سلاحاً أو ممنوعات، وهكذا، بدأ رجال الشرطة يبحثون عن مفاجآت القبض على المتهربين.

الصغائر قبل الكبائر

بعد فترة، بدأ رجال العصابات يتوقفون عن التهرب من دفع تذاكر الركوب، وبدأوا يتركون أسلحتهم ورائهم قبل ركوب القطارات. تحول رجال ويليام للجرائم الأخرى مثل ركوب القطارات تحت تأثير الخمور والمخدرات، ومنها إلى من يقضون حاجتهم جهاراً نهاراً، وهم ركزوا على الصغائر والدقائق قبل الكبائر والمصائب.

استمر ويليام من 1990 حتى 1994 وبالتحديد حتى تم انتخاب رودولف جولياني عمدة نيويورك (نعم، ذلك الأبي الذي رفض عطية الوليد بن طلال، العشرة ملايين دولار، بعد هجمات الحادي من سبتمبر) والذي قرر بعدها تعيين ويليام مديراً عاماً لشرطة نيويورك كلها، وهو استمر على منهجه.

لكن لماذا هذه النظرية وهذه القصة بالذات؟

أحسن بعضكم بي الظن فبدأ يسألني عن الطريق إلى النهضة بالأمة والبلاد والعباد، ووجدت في هذه القصة الرد الموجز الآمن، فلا يجب أن نسمو عن الصغائر، بل بها يجب أن نبدأ. على أن هذه النظرية لها منتقدوها، وجاءت نتائج بعض التجارب الأخرى معارضة لهذه الدراسة، لكنها تبقى وجهة نظر مقبولة.

هل تتفق مع تلك النظرية؟ لماذا نعم – لا – لا أدري؟

هل ترى إمكانية تطبيقها في مجتمعنا العربي؟ في جميع مناحي الحياة؟

هل يمكن تطبيقها حين يتم استدعائك لانقاذ خطة تسويقية غير ناجحة؟ إنقاذ منشأة خاسرة؟

اقرأ كذلك تدوينة قصة نجاح الحملة التسويقية الشهيرة ’ أنا أحب نيويورك ‘ أو كيف تجعل القبيح وجهة للسياح

25 ردود
  1. عبدالله
    عبدالله says:

    لدي إيمان “شديد” بأن الأمور تبدأ بصغائرها وأن النجاح يحقق خطوة خطوة وأن القفزات الكبيرة والحماس الزائد لا يصلح لعالمنا اليوم ما لم يكن المرء متأكداً بنسبة كبيرة أن حماسه وعزمه لن ينضب بعد مدة من الوقت.

    الخطوات الصغيرة إن تكررت تصبح عادة وعلى المرء أن يفكر في الخطوة المقبلة فيطبقها حتى تصبح عادة ويرتقي ويطور نفسه شيئاً فشيئاً حتى يصبح بعد عام شخصاً مختلفاً عما كان عليه قبل أعوام.

    هناك استثناء أرى انه سينجح لكنه بحاجة إلى إرادة سياسية من حكوماتنا، يمكن للحكومات أن تسرع عجلة التطوير بأن تركز على مشروع ما لكن عليها أن تركز على كل جوانبه، فمثلاً لو تحدثنا عن النظافة، لا يصلح أن نطلب من السكان أن يبقوا الشوارع نظيفة بدون تطبيق حازم للقوانين والعقوبات، ولا يصلح ذلك بدون توفير وسائل تساعد الناس على تطبيق القانون، كما أن التوعية البيئية وتخفيض الاستهلاك سيساعد الناس أكثر وأكثر، وكل هذا بحاجة إلى تدريب وتوعية وحملات علاقات عامة واتصال بالجمهور مباشرة.

    يمكن تطبيق هذا على جوانب اجتماعية واقتصادية مختلفة، لكن كما قلت هذا بحاجة إلى إرادة سياسية.

    رد
  2. الحوراني
    الحوراني says:

    نعم اتفق مع النظرية
    كل الامور تبدا من الصغائر ومن ثم تكبر مثل النار
    و اذا تم اصلاح الاخطاء الصغيرة يصبح تصحيح الكبيرة اسهل
    و مثال على ذالك هو شعار مدونتك “مشوار الألف ميل يبدأ بخطوة”
    اذا نظرت الى الالف ميل تجده مشوار طويل لكن اذا بدأت خطوة خطوة سوف تقطع الطريق بدون ان
    تشعر بذلك
    ونعم يمكن تطبيقها في مجتمعنا العربي فالنظرية ليس لها علاقة بشعب معين
    وشخصيا انا استخدمها في حياتي اليومية وفي تنظيم جدول اعمالي

    و عندي امثلة على تطبيقها في مجتمعنا لكن لا اريد ان اطيل في التعليق

    رد
  3. ahmed saad
    ahmed saad says:

    اولا شكرا 🙂 علي الموضوع الجميل
    ثانيا انا متفق مع النظرية دي اتفاق تام لاننا نمر الان بنفس هذة الظروف مع اختلاف الاشكال
    فالفساد قد مليء بلادنا حتي حبنا واحترامنا لبعض لم يبقي منة الكثير
    والان لابد من بدء تغير شامل حتي نلحق بهم

    ثالثا نعم يمكن تطبيقها في جميع نواحي الحياة ولكن لابد من الارادة والرغبة في التغير
    والشعور بما وصل لة حالنا

    رابعا اذكر ان قد تم استخدامها بواسطة مدير شركة جينرال الكترك بس مش فاكر اسمة حاليا
    غالبا جاك ولش
    واري انة يمكن استخدامها في شركة خاسرة

    رد
  4. واحد يفكر
    واحد يفكر says:

    شكرا على المقال الجميل وأتمنى لو تذكر المصادر.

    أما عن النظرية فأتفق معها تماماً، صحيح أنها ليست الحل لكل الجرائم ولكن بالـتأكيد هي حل لكثير منها، وصغائر الأمور كما ذكرت تؤثر كثيراً في نفسية الفرد وتصرفاته، فمثلاً الالتزام بالطوابير، لو أن مدراء المدارس حاولوا تنظيمها بشكل أكبر لزاد الالتزام في المدراس بشكل ملحوظ وغيرها من الأمور.

    نظرية رائعة وأتمنى أن تدخل حيز التنفيذ في وطننا العربي.

    رد
  5. cindrella
    cindrella says:

    شكرا روؤف على العرض الجميل
    فعلا النظريه جميله بس منقدرش نقول انها النظريه الكامله ومش عارفه ليه مش حاسه ان التطبيقات اللى بيقولوا عليها دى مش صح بدليل انه اكيد كتير مننا سافروا امريكا واوروبا وعرفوا اد ايه مترو الانفاق شديد الخطوره وخاصه بعد الساعه 6 مساء وانا شخصيا انضربت واتسرقت واترمت حقيبتى بكل اوراقى على شريط الترام فى ميونخ بالمانيا ومحدش عبرنى خالص ومحسوش بيا الا لما حبيت انزل اجيب الشنطه ساعتها بس لاقيت الشرطه اللى اكيد كانت مستخبيه فى مكان لا يعلمه الا الله
    والنظريه ممكنه التطبيق تسويقيا واكبر دليل عليها كارول غصن فى تويوتا هو لبنانى على فكره واستلم زمام تويوتا فى الشرق الاوسط وجنوب اوروبا من 5 سنوات وكانت فى الحضيض تماما ومفلسه بالفعل واحتمال عرضها للبيع او الدمج مع شركه اخرى على الابواب الراجل استلم خرابه بس قدر فى المده دى انه يطور من الشركه ويغلق بعض المصانع اللى شاف انها مش شغاله صح ووسع المصانع اللى ادائها ممتاز واستعان بمصممين جدد عملوا الاشكال الجديده اللى ماليه الدنيا دلوقتى
    بس انا ليا تعليق على الاخ عبد الله
    مش لازم الحكومه هى اللى تقولنا خليكوا مؤدبين والا هوريكوا عينى الحمرا ليه احنا مش نبدا انا وانت وننصح غيرنا النظافه والاحترام نجعله دستور التعامل بينا وكفايه بقى اتكال على الحكومه ونقد ليها هى عندها بلاويها اللى محدش عارف مين سببها وغالبا هى نفسها فياريت منستناش منها بعشم كده خلينا نبتدى بنفسنا ولو كل واحد ركز على انه ينجح بذاته هيبقى مجتمع فعلا ناجح لان النجاح عدوى تصيب كل من يقترب منها بشوق
    اشكرك

    رد
  6. بنت الشرق
    بنت الشرق says:

    أخي رؤوف
    أنا من أنصار النظرية.. لأني أعتقد كمثال لصلاح الأمة..
    إن لم نبدأ الإصلاح من الاسرة من النواة من البداية من أساس المجتمع
    كيف بنا سنصلح مجتمعنا ونسمو ونرتقي بأمتنا للعزة والرفعة والسؤدد؟
    المشكلة هو أننا أناس عجولين.. نتطلع لتحقق الهدف وبسرعة وبالتالي
    ننتطلق ونتحرك في إطار الهدف الكبيييير النهائي كخطوة أولى.. في حين
    أن الوصول لهذا الهدف يفترض أن يكون الأخير بعد أن نكون قد تدرجنا في الاصلاح
    لأن هناك كم من الناس كم من الشباب يحتاجون للتوجيه والهداية كي يكونوا
    عوناً لبناة الأمة.. ومعول بناء .. لا أن يكونوا معول هدم نبني فيهدمون
    وكلنا نعلم
    أن البناء يستغرق سنوات في حين أن هبة ريح ممكن أن تهدم بناء..
    فالهدم أسهل بمراحل من البناء الذي يجب أن يكون على اصول واسس ومبادئ..

    اللهم إهدنا لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت..

    مودتي

    دمت وسلمت
    أختك

    رد
  7. محمد
    محمد says:

    مرحبا. موضوع عميق اخوي رؤف وتعاليقات اخواني انا اتفق معها تماما.. لكن اسمحلي انظر الى الموضوع نظره نسبيه نوعا ما.. بمعنى النظريه المطروحه تنفع في حالات ولاتنفع في حالات اخرى انا من مؤيدين الضرب بيد من حديد في بعض الحالات واقتلع الشر من جذوره مثل قرار الحكومه السعوديه في اعدام من يثبت عليه ترويج المخدرات هذا القرار كان له تأثير ايجابي بشكل غير متوقع .. كما لي نظره اخي روؤف الكثير يختلف معي فيها وانا احترمهم وهي انه في بعض دولنا العربيه لانستطيع ان نبدء من الصغائر لأن الانظمه فاسده اصلا فلا بد من ثورات لاقتلاع هذي الانظمه اقصد طبعا ثورات شعبيه وهذي حق من حقوق الشعب اذا كان النظام يرفض اي اصلاح .. تحياتي لك

    رد
  8. عبدالله
    عبدالله says:

    الأخت الكريمة سندريلا: أتفق معك تماماً على ما قلت، يجب أن نبدأ بأنفسنا ولا ننتظر الحكومة، هذا لا يعارض ما قلته، عندما قلت “القرار السياسي” فأعني به تحول حقيقي في الحكومة إلى الإصلاح، تصوري أن شخصاً ما تولى مسؤولية كبيرة في أي حكومة عربية، وزير أو رئيس وزراء أو حتى رئيس الدولة والعياذ بالله! تصوري أنه شخص صالح تقي بدأ خطوات إصلاح جادة، مثل هذا المسؤول سيسرع من عملية الإصلاح لأن الناس يصلحون بصلاح حكامهم، فإن فسد الحكام فسدوا.

    رد
  9. cindrella
    cindrella says:

    الاخ العزيز عبد الله
    والله وانا معاك تماما فى انه الناس على دين ملوكهم بس للاسف اين هذا الملك؟
    علشان كده نفسى اننا نلغى فكره الاعتماد على ولاه امورنا ونتقى الله فى بعض ونعمل مع بعض على رفعه شاننا ونبطل بقى الغيره والكره وحب الذات اللى مسيطر على مجتمعنا العربى
    تعرف نفسى نبطل نحس اننا مش قلبنا على بعض ولا مش عاوزين خير لبعض نفسى نبطل عقده خواجه ونسمع لبعض صدقنى عدوك عدو جنسك لانه للاسف دلوقتى القوى الخارجيه بتحاول تصورنا همجيين ومتخلفين فى نفس الوقت هما بقى اللى هيعلموا الادب والعلم؟
    نفسى يا عبدالله نحب بعض ونبتدى مع بعض منستناش الحاكم ولا غيره لما يقولولنا حبوا بعض ولا اشتغلوا مع بعض لاننا احنا اللى دايمين مش هم ونفسى نلغيهم من حساباتنا واحنا بنحلم ببكره وبنسعى لتحقيقه لانه لو كل حاجه هنستنى الحاكم يقولها يبقى هنبقى قطيع ماشى وراهم وانا ارفض سياسه القطيع احنا ناس مفروض انهم مثقفين ومتعلمين كويس يبقى لازم نستعمل سلاحنا ده علشان نقرب من بعض ونتحد ضد الغريب ونعرفه اننا مش جهله ولا متخلفين ولا بناكل بعض ومستنينه هو اللى يصالحنا
    اسعد الله مسك ومساء الجميع
    ودمتم

    رد
  10. شبايك
    شبايك says:

    عبد الله:
    اتفق معك، لكننا مثلاً في مصر ننتظر منذ نصف قرن هذا المصلح السياسي، لكنه لم يأت بعد، ويبدو أنه سيطول الغيبة 🙂

    الحوراني
    أشكرك على التعليق ومتابعة المدونة،

    أحمد سعد
    لو تشاركنا بمعلوماتك عن جاك ويلش، أعرف أنه فعل الكثير، لكن أي قرار له تقصد

    واحد
    مصادري وضعتها في وصلات ويكيبيديا ضمن المقال، وأعجبني اهتمامك بالمصادر، وكم سيكون جميلاً لو حاولت ترجمة مقالات ويكيبيديا إلى العربية، لتزيد المصادر

    سندريللا
    النظرية دي حدودها مدينة نيويورك فقط، في الفترة من منتصف الثمانينات إلى التسعينات، وهي محاولة لفهم سلوك البشر، والبشر – كما ثبت بالتجارب – أصعب شيء يمكن تنظير النظريات على سلوكهم، لأن البشر نتاج مشاعر وأحاسيس وتجارب وخبرات وووو وكل هذا يصعب من وضع نظرية حديدية صالحة لكل العصور، وهذه من ضمن مشاكل التسويق، الذي ثبت أنه علم قصير الأجل، دائم التغير.
    بخصوص كارلوس غصن، فهو الآن في وضع لا يحسد عليه، فحيله لم تعد تجدي، وها هي زيادة أسعار البترول تأتي على كل النجاح الذي حققه من قبل، وأصبح الآن الرجل محل اختبار حقيقي، فهل سينجح؟
    سمعت أحدهم يقول أن كارلوس غصن ما هو إلا نتاج تضخيم مافيا الإعلام اللبناني، التي رأت في الرجل بطلاً فانطلقت تروج له وتنسب له ما ليس فيه… حقيقة لا أعرف عن الرجل سوى تواضعه مع الصحفيين واهتمامه بالرد على أسئلتهم، لكن هذا لا يكفي لإنقاذ نيسان ورينو 🙂

    بنت الشرق:
    اتفق معك بدوري، لكني كنت أطمع من وراء هذه المقالة أن نبدأ نحن بأنفسنا، نقطة نظام، نحافظ على نظافة مكاتبنا، غرفات نومنا، حواسيبنا، حوائطنا، كل يوم، ثم ننطلق لنغير بيوتنا، ثم نتفق على مكان غير مبهج فنجعله مبهجًا… على مر السنين، فكما ذكرت: التغيير لا يأتي فجأة، بل هو نتاج نظام لا يلين… أشكرك على تعليقك الكريم

    محمد
    لدي قناعة راسخة أن العنف لا يأتي سوي بمزيد من العنف، واحسب لي عدد الثورات العربية التي جاءت بنتائج إيجابية بعيدة الأمد على شعوبها، والأمثلة تملأ عين الشمس. التغيير يجب أن يأتي من الداخل، منا نحن… الناس تهرب إلى حل تغيير الأنظمة، لكن قل لي بالله عليك، هب أنك أصبحت حاكمًا اليوم، هل ستفعل كل شيء بنفسك؟ كل شاردة وواردة؟ مستحيل، يجب أن تعتمد على غيرك، وماذا إذا كان هذا الغير فاسد؟ هل ستقتلهم كلهم؟ هل ستغيرهم بالقوة؟
    حل الثورات حل خيالي جميل سهل، للأسف غير قابل للتطبيق…

    عبد الله
    تعليقان منك على موضوع واحد لي، لا بد وأني في قمة إبداعي، أشكرك على متابعتك الجميلة…

    سندريلا:
    أرى أن الملك موجود، لكن الناس هي التي لا تريده، فلقد فسد الناس، ولو جئنا بأبي بكر حاكماً علينا الآن، لتذمرنا جميعاً منه، ولثورنا عليه – فكري فيها قليلاً، وسترين ما أرمي إليه..
    لكن – كيف نحول ما تقوليه إلى خطوات عملية – كيف نعلو فوق الخلافات الشخصية…

    رد
  11. cindrella
    cindrella says:

    عزيزى رؤوف
    افهم ما تصبو اليه ولكنى غير مقتنعه
    لسبب انا معاك انه الناس مش بس فسدت لا الانكى انها تحولت جميعا الى ملوك ولو حد مش شايف نفسه ملك يبقى من تنابله السلطان
    ولكن لو الملك العادل القوى موجود مكنش هيبقى الحال كده انا متهيالى انه الناس بقت كده نتيجه للاحباط والياس التام لانه الناس اتولدت وهى لاقيه حالهم اسؤ من اللى سبقوهم يعنى كله فى النازل وكله معندوش اى بارقه امل وبعدهم راح للافكار الثوريه زى الاخ محمد مع ان من اكبر اسباب الكوارث الثوره المسلحه بص كده لحالنا وحال سوريا وحال العراق وغيرهم اللى جالهم حكام عسكريين ثوريين لانه العسكرى اللى جاى بثوره بيبقى عارف انه لو دامت لغيرك ما كانت اتت لك وبالتالى اول حاجه يعملها انه يجمع حواليه العصابه والمسماه باهل الثقه يبقى كل همه تامين الكرسى وتروح الافكار الثوريه التحرريه فى داهيه المهم السلطه المطلقه اللى تجنن اى متطلع ووصولى
    علشان كده الناس بتنفس فى بعضها تلاقى امين الشرطه بيضرب الغلبان وابن الايه بيبهدل الضابط واللواء بيموت اللى يبصله وبقت هيصه لانه لما يغيب النظام والعدل قول على الدنيا السلام والحمكه تقول انه لو فسدت الراس فسد سائر البدن
    صدقنى انا لا بحب الثوره ولا التذمر بس فعلا نفسى ننسى كل الاحباطات دى ونبص لروحنا ولبعض نفسى زى ما قولتلك نصفى لبعض نبطل نكره بعض نبتدى من نفسنا نتصالح مع ارواحنا ونقرر انه مفيش فكر مسبق وانه نصيحه القريب افضل مليون مره من حكمه الغريب
    بص كده بره بيقولوا علينا ايه واحنا بمنتهى الطيبه فرحانين اللى هيموتنى الجهل الغريب شوف مثلا بيقولوا على المقاومه الفلسطينيه ارهابيه
    طيب هنقول انهم مغيبين وبيخلطوا الاوراق ليه بقى اثناء تشييع جنازه احد الشهداء نلاقى الاخوه المناضلين ماشين قدام الجنازه بالسلاح الالى وملثمين؟؟؟؟؟ منتهى الهبل لانه ربنا وحده يعلم انه السلاح ده عمره ما ضرب عدو بس دلوقتى بقى بيضرب الاخ والقريب بيقتلوا بعض مش العدو اللى سايبهم يعملوا اللى هو مقدرشى عليه نفس الكلام فى لبنان رفعوا السلاح على بعض طيب كان فين ده وحسن نصر الله لوحده بيقاوم؟
    بجد احنا العرب عندنا قدر غريبه على الانقياد مش معقوله الاخوه فى لبنان ولا فلسطين ولا العراق ولا فى اى حته ميعرفوش انهم بيخلصوا على بعض لحد ما يجى مش بقى الذئب لا الكلب الاقل شانا ياكلهم علشان كده عاوزه اننا نبدا بروحنا مش نمشى ولا الاعلام بتاعهم ولا كلامهم لانهم معندهمش الا اننا بنكره بعض وال هما بقى اللى هيحمونا من بعض
    اسفه على الاطاله جدا بس فعلا حزينه جدا جدا
    ودمت دائما

    رد
  12. عبدالله2
    عبدالله2 says:

    على مستوى المجتمع أعتقد أنها مجدية .. إذا توفرت بعض العوامل الأساسية:

    1- سلطة تطبق هذه السياسة .. تطبيق حازم و قوي .. و أعتقد هذا ماقصده الإخوة بالحاكم ..

    2- تثقيف المجتمع حول الفعل الصحيح .. نشرات .. لوحات .. الخ

    3- تحتاج نتائج هذه النظرية حتى تظهر إلى وقت طويل .. ولكن أعتقد أنها مظمونة بإذن الله إذا توفرت هذه الثلاث شروط ..

    أما على المستوى الشخصي أعتقد أنها فاشلة .. دعني أوضح : تغير الإنسان يبدأ من الداخل في البداية (الفكر), و كنتيجة لهذا التغير سوف يبدأ بتغير ما حوله : مكتبة .. حاسوبه .. سيارته ..الخ

    وحتى هذه النظرية تهدف إلى تغيير الأفكار حول شيء معين على المستوى البعيد …

    ———————-

    أخي رؤوف هذا أول تعليق لي هنا .. مع أني أتابع مدونتك منذ أسابيع ولا أجد الوقت للتعليق ..

    سوف أختصر رأيي حول مدونتك بكلمة واحدة : إبداع

    رد
  13. رامي الحروب
    رامي الحروب says:

    على مستوى المجتمع أعتقد أنها مجدية .. إذا توفرت بعض العوامل الأساسية:

    1- سلطة تطبق هذه السياسة .. تطبيق حازم و قوي .. و أعتقد هذا ماقصده الإخوة بالحاكم ..

    2- تثقيف المجتمع حول الفعل الصحيح .. نشرات .. لوحات .. الخ

    3- تحتاج نتائج هذه النظرية حتى تظهر إلى وقت طويل .. ولكن أعتقد أنها مظمونة بإذن الله إذا توفرت هذه الثلاث شروط ..

    أما على المستوى الشخصي أعتقد أنها فاشلة .. دعني أوضح : تغير الإنسان يبدأ من الداخل في البداية (الفكر), و كنتيجة لهذا التغير سوف يبدأ بتغير ما حوله : مكتبة .. حاسوبه .. سيارته ..الخ

    وحتى هذه النظرية تهدف إلى تغيير الأفكار حول شيء معين على المستوى البعيد

    رد
  14. bessame
    bessame says:

    شيء مميز ان نقوم باختبار نضرياتنا على ارض الواقع وتاتي النتائج رائعة.بالطبع يمكن تطبيق هده الامور في بلادنا العربية ولكن بعد تجنب الكثير من العوائق.

    رد
  15. ابو طارق الشمرى
    ابو طارق الشمرى says:

    لعل هذة الطريقة مجدية لكن انا لى فلسفة غير عن النوافذ المحطمة
    بما انى رجل تربوى ارى ان اغلب المشاكل التى تهم المجتمع واعنى بها المشاكل الاجتماعية كالامية والطلاق وانتشار الجريمة والمخدرات يمكن معالجتها عن طريق توجية النشء من خلال المدارس وتوعية الطلاب من خطرها وقالوا قديما.. التعليم من صغر كالنقش فى الحجر

    رد
  16. عبدالسلام
    عبدالسلام says:

    انا متفق جدا مع هذه النظريه
    وان كنت اذكر انها طبقت في مصر في الخمسينيات بتطبيق عقوبات على مخالفي المرور والنظام العام وخلافه
    ولكنها ذهبت مع كل ماهو جميل

    رد
  17. herzi eya
    herzi eya says:

    أكيد وجود المصلح السياسي مهم لكن حتى إن وجد فلن نستفيد شيئا إذا لم يتغير نحن

    رد
  18. عبدالله محمد
    عبدالله محمد says:

    كل التقدير استاذ رؤوف لإبداعاتك
    لكن مشكلة وطنا العربي ( لست أدري كيف وافقنا على الشرق الأوسط ) هي مشكلة إدارة
    ثم حتى هؤلاء الذين يتولون مناصب قيادية دائما ما تكون نظرتهم قاصرة إما يتكلمون فقط أو يقومون بمشروعات ضخمة جدا جدا ويهملون أدق الأمور وأهما كرغيف الخبز مثلا
    نحتاج أن نرى شخص في المسئولية يعمل على تطوير وتحسين جميع مناحي الحياة يراعي الفقراء والأغنياء يراعي الشباب وذوي الخبرات يراعي الصناعة والتجارة والزراعة والترفية والثقافة

    ومشكور على مجهوداتك الرائعة

    رد
  19. محمد رشاد
    محمد رشاد says:

    فعلاً قد يكون البدء بالأمور الصغيرة هو الحل, وفعلاً قد يكون البدئ بالأمور الكبيرة هو الحل
    ولكن الأكيد أن الحل يحتاج لبداية, ولن نحل شيئاً إذا بقينا على حالنا وفقط نتحدث, قد نبدأ بداية خاطئة ولكن بالتأكيد ستكون أفضل من الوقوف ساكنين بدون محاولة الحل

    شكرا لك

    رد

Trackbacks & Pingbacks

  1. […] نظرية النوافذ المحطمة: كالعادة لن تجد في مدونة رءوف شبايك إلا ما هو قيم ومفيد. هذا موضوع يقول لك: لا تستهن بصغائر الأمور. التفاصيل الصغيرة هي سر نجاح المشاريع الكبيرة. […]

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *