دراجات البامبو – من أمريكا إلى غانا والعكس

وأما مقالتي هنا اليوم فغرضي منها أن أشحن بطاريات التفكير – فتضيء مصباح الخيال – فنبصر على ضوئه الأفكار النيرة، وتجري أحداث القصة في غانا الإفريقية، التي سافر إليها الأمريكي جريج كالفي Craig Calfee صاحب شركة كالفي ديزاين، والتي تتخصص في أشياء عديدة، من ضمنها تصنيع الدراجات الهوائية بالاعتماد على هيكل مصنوع من سيقان نبات البامبو المشهور بصلابته الشديدة. كانت بداية جريج في نهاية الثمانينات حين صمم هيكل أول دراجة من مادة فايبركاربون / ألياف الكربون الصلبة والخفيفة.

هكذا تبدو الدراجات المصنوعة من البامبو

هكذا تبدو الدراجات المصنوعة من البامبو

البامبو – من أمريكا إلى غانا

بداية من عام 2005 وشركة جريج تصمم الدراجات من سيقان البامبو في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، لكن جريج أراد أن ينقل فكرته إلى أفريقيا، لكي يصبح حلم امتلاك دراجة هوائية سريعة ومتينة في متناول معدومي ومحدودي الدخل، ولذا في عام 2008 أطلق مبادرته التي أسماها بامبوسيرو، والتي بدأت في موقعين لبناء هياكل الدراجات، واحد في العاصمة أكرا، والآخر في مدينة أبومبي. الآن، هذا الموقعان يبنيان هياكل ذات مواصفات عالية، ويصدرونها للولايات المتحدة التي لديها السوق لهذه الدراجات.

أما كيف دخل جريج كالفي هذا المجال فهو لسبب طريف، ذلك أن جريج تعرض لحادث اصطدام بدراجته الهوائية في عام 1987 اضطر بعدها لأن يصمم بنفسه هيكلا لتصليح دراجته، فبدأ يستخدم كل ما توفر له تحت يده، وكان هدفة تصميم هيكل صلب قوي خفيف مرن يتحمل الصدمات بشكل بارز. من مادة لأخرى حتى اكتشف سيقان البامبو، وبدأت مرحلة جديدة في قصته.

يحصل وراد الأعمال الغانيون على 150 دولار مقابل كل هيكل يصدروه، هذا الهيكل يتطور في أمريكا ليصبح دراجة متقدمة ذات سعر بيع يبدأ من 950 دولار. في نهاية عام 2009، باع جريج 28 دراجة ذات هياكل جاءت من غانا، وأعاد ست دراجات إضافية لاستعمالها في رحلات السياح في غانا. الفكرة على بساطتها، لكنها تثير الخيال والتفكير في تطبيقات مماثلة في عالمنا العربي، وقبل أ، تقول هذه أرقام صغيرة، متوسط الدخل السنوي في غانا 600 دولار (لاحظ: السنوي!).

وهنا حيث انتهت القصة، والآن، ليس هذا وقت تعليقات سطحية مثل هذه القصص لا تنفع في بلادنا، أو أسئلة سخيفة مثل هل تعيش بيننا، بلادنا لا ينمو فيها البامبو. هذه التدوينة هدفها تحفيز خيال القارئ ليبدع أفكارا من واقعه العربي المحيط، لا أن ينسخ الفكرة نسخ كربون كما هي.

16 ردود
    • Mr. Naseem Imriesh
      Mr. Naseem Imriesh says:

      أعتقد أنك تملك عقلا مثله ^_^. لكن ربما لم تكن تملك أن تحرك تفكيرك كما فعل هو. جرب أن تفكر مرة، وسترى أنك تستطيع فعل الكثير. لكن لا تنس أن تخطط جيدا^_^.

      تحياتي لك

      رد
  1. مجدي
    مجدي says:

    هناك من الأفكار الكثير فقط
    نحتاج للبحث أكثر من مره لنرى

    النجاح يأتى بعد أكثر من تجربة
    نادرا ما يأتى من المره الأولى

    رد
  2. احمد حلمي
    احمد حلمي says:

    لدي فكرة شبيه لكنها ليست دراجة ساحاول ان اجعل منها مشروع في ورشة العمل التي احضرها هذه الايام
    شكرا جزيلا علي هذه الافاكر البسيطة\الرائعة.

    رد
  3. عمرو النواوى
    عمرو النواوى says:

    بالضبط .. العملية عملية إبداع فى المقام الأول ..
    لدى هنا قصة فى منتهى الروعة ..
    كنت مشتركاً فى دورة إعداد الشباب للمشاريع الصغيرة فى كليتنا (كلية التجارة – جامعة عين شمس) وكانت تحت رعاية صندوق التنمية الاجتماعى لدعم قروض للشباب لبدء مشاريعهم التجارية (هذه القروض ربوية ولذلك أعرضت عنها) ..
    المهم .. كنا نتناقش مع مدير الصندوق فيروى لنا عن الأفكار التى تأتى إليه كل يوم من الشباب عن مشاريعهم العجيبة المليئة بالأفكار الإبداعية..
    استهل حديثه بكلمة عجيبة: هل تستطيع بيع أى إضافات لسيارة مرسيدس؟
    بالطبع الإجابة بالنفى، فمالك المرسيدس بإمكانياته حتماً يستطيع شراء أى شىء يحتاجه إلى سيارته من الإكسسوارات ..
    ولكن أحد الشباب كان له رأى آخر، فقد اخترع اختراعاً يناسب جميع مستخدمى السيارات من أول الفيات حتى المرسيدس والجاجوار ..
    الاختراع ببساطة عبارة عن سنادة للرأس، يضعها صاحب السيارة حتى يسند عليها رأسه من جهة، ومن جهة أخرى لا يتسبب فى تراكم العرق على فرش السيارة فى هذه المنطقة ..
    يعلم قائدى السيارات جيداً .. أنه حينما يجلس على مقعد السيارة، يكون رأسه ممتداً للأمام، وإذا أراح رأسه إلى الخلف ربما لا يستطيع مراقبة الطريق جيداً وربما يسترخى فى جلسته فيأخذه النوم فتحدث الكارثة ..
    لذلك اختراع هذا الشباب بسيط فى كونه يجعل رأسك متقدمه قليلاً عن مسند رأس السيارة، بحيث ترتاح رأسك وتراقب الطريق جيداً وفى نفس الوقت هى لا تدعم الاسترخاء، فلن تنام وأنت تقود السيارة ..

    أرأيت؟؟
    فكرة إبداعية بسيطة صنع منها مبيعات رائعة، وكل محلات اكسسوارات السيارات اشترت منه ..

    وحينما كنا فى محاضرة أخرى تتحدث عن خلق الأفكار، كان المحاضر يقول لنا: إذا أردت أن تبحث عن أفكار لمشاريع جديدة فانظر حولك، إلى السيارات، إلى المحلات التجارية، إلى الأثاث، وانظر ماذا يمكن أن تقدم بأفكارك وإمكانياتك حتى تصل إلى المشروع المناسب لك ..

    فى مسألة الإبداع لخلق الأفكار اقترح جلسات العصف الذهنى Brain Storming وخاصة مع المقربين نفسياً منك حتى تستطيع التفاهم والتواصل ..
    وأتمنى أن أرى هنا قصة عربية إبداعية ختمت بالنجاح.

    رد
    • oussama larhmich
      oussama larhmich says:

      السلما عليكم
      فعلا فكرة رائعة استاذي الحبيب
      و ياليت لو كانت عندنا مثل هذه الإجتماعات في المغرب فكنا فعلا تقدمنا و تقدم تفكيرنا

      رد
  4. ابوحسام
    ابوحسام says:

    اجمل طريقة لتطوير الافكار هو كتابتها ومراجعتها ومن ثم تطويرها

    رد
  5. د محسن سليمان النادي
    د محسن سليمان النادي says:

    قد تكون الفكره المبدعة هي سبيل الوصول للمليون الاول
    لكن علينا ان نجدها ثم نطبقها
    وعند نجاحها نقوم بتسويقها
    من يومين قرات عن شابين من غزة استطاعو تحضير غاز الطهي من المخلفات العضويه
    حسنا
    خبر جميل
    لكن التكلفه 250 دولار للمشروع
    وهي تكلفه عاليه
    المطلوب
    تقليل التكلفه
    وتسويق المنتج على نطاق تشعبي
    مربح
    كيف
    بعرض عدة نماذج جاهزه والتدريب عليها
    ليس مهما ان نظهر بالاعلام كخبر عاجل
    بل الاهم ان نبقى في السوق كقوة فاعله
    ودمتم سالمين

    رد
  6. فاضل الخياط
    فاضل الخياط says:

    السلام عليكم
    أعظم الأفكار هي التي لا يتقبلها الناس والمجتمع في البداية
    ومن ثم تسري بينهم كالنار في الهشيم

    مقال على قصره وكنه في منتهى الروعة والتحفيز والخيال

    أشكرك أستاذ شبايك

    رد
  7. أحمد
    أحمد says:

    نعم أتفق معك أستاذ رؤوف شبايك .. فإن ما نحتاجه هو شحذ الهمم و شحن بطاريات التفكير و إستخلاص تجارب النجاح لمحاولة التفكير في عمل ما يماثلها و هو ما يعرف لدي مما درسته بالهندسة العكسية كنواة للتقدم و النجاح ليس للافراد فحسب و إنما للدول أيضا و ما أقصده هنا بالهندسة العكسية هو إعادة تركيب منتج تم تصنيعه بالفعل كبداية و من ثم التفكير فيما إنتاجه بما يتوافق مع عناصر البيئة المحيطة قدر الإمكان .. أشكرك عى شحن بطارية تفكيري.
    أحمد

    رد
  8. Sara
    Sara says:

    مشاكل و أحتياجات الناس هي ما تبدأ بالبحث منها عن الشيء المفقود

    و تبدأ في تقديمة بشكل مناسب …

    جون ووو John Wuu

    هو مدون من سنغافورة وجد متعة في توفير معلومات عن البنوك و القروض

    و كيفية التمييز و الأختيار بينهم في التعاملات المالية و قام بأنشاء موقع

    و العمل فيه لمدة سنتين و جاء اليوم الذي أستحوذت عليه شركة أخري

    مقابل 15 مليون دولار أميريكي أخذها جون ووو و هو ما زال يقوم بالأشراف

    علي الموقع و تقديم الجديد فيه.

    رد
  9. علم الدين
    علم الدين says:

    إنها قصة مفيدة جدا على قصرها،ولكنها تعطي انطباعا عاما على محتواها وفحواها.
    إن النجاح مطلب كل مجد ومجتهد، ومن يُعمِل عقله ليصل إلى هدفه

    والأفكار من حولنا كثيرة لبدء أي عمل مثمر
    لكنها بحاجة إلى غربال للعقل ليزيل عنه الشوائب

    شكرا لك على هذه القصة الملهمة.
    تقبل تحياتي

    رد
  10. بسام
    بسام says:

    سيد شبايك كيفيك ، اتمني ان تكون بخير ، البامبو مش بيتزرع في بلادنا ( بهزر طبعا ) ، أي ما كان يفكر فيه الإنسان ويعمل به عقله أكيد هيكسب و هينجح حتي لو واجهته بعض الصعوبات في الأول

    رد
  11. محمد
    محمد says:

    فكرة جميلة بالفعل
    وعلى فكرة البامبو ينمو أكثر في أفريقيا
    ولكنه نجح في تسويق هذه الدراجات في الولايات المتحدة
    ويعمل على بيعها في أفريقيا

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *