اعرف متى تتقاعد

نختم اليوم ملخص كتاب Copy This ونعرض آخر فصلين فيه وهما:

الفصل الثالث عشر: اعرف متى تترك العمل

من أصعب القرارات على أصحاب الأعمال، ترك أعمالهم والتقاعد. علم بول أنه يأخذ الأمور بعصبية زائدة، وأن الآلام كانت تهاجمه ليل نهار، من كثرة ما أهتم، وأعمل التفكير والتدبير، ولذا أدرك أن عليه الرحيل عن شركته، والانتباه إلى مباهج الحياة، بعد ثلاثين عاما قضاها في تكبير حلمه الصغير، حتى جعله تجارة ذات مبيعات قدرها 2 مليار دولار سنويا.

حين تقاعد والد بول، لم يعش بعدها سوى سنوات خمسة، إذ هجم عليه الاكتئاب والاغتمام، مثله مثل الكثير من الرجال، الذين يستيقظون يوما ليجدوا أنفسهم غير مضطرين للذهاب إلى العمل، فإما أن يبتهجوا، وإما أن يكتئبوا، مثلهم مثل السجين الذي قضى نصف عمره خلف القضبان، ويوم أن خرج إلى الحرية بكى، وهاج وماج ثم عاد إلى السجن، فهو اعتاد عليه، دون أن يدري.

تجد في العالم مدارس ومعاهد وخبراء في تنمية النشاط التجاري، لكنك لا تجد من يعلمك كيف أن عليك التفكير في يوم ترحل فيه عن العمل اليومي، والانخراط في نشاطات أخرى. عرف بول أن لديه الاستعداد البدني للإصابة بأزمات قلبية نتيجة ضغوط العمل، ولما لم يرد أن يمت على هذه الطريقة، قرر بول الرحيل، والتحول إلى نشاطات تجارية أخرى، عادت عليه بالمزيد من الأرباح، وتحول إلى التدريس، الذي يراه فرصة للعمل الخيري السديد.

حتى لا أطيل عليكم، ولأني أرى أن هذا الفصل يهم طائفة بعينها من أصحاب الأعمال، لا أظنها تقرأ لمجهول مغمور مثلي، لذا أنصحكم حين تبلغون العقد الرابع أو الخامس، بالتفكير والاستعداد للرحيل عن عملكم الخاص، ومثل هذا الكتاب سيعطيكم تجربة ناجحة أخرى في التخلي عن عمل، والانخراط في أعمال أخرى.

الفصل الرابع عشر: جدد أهدافك

بعدما تقاعد بول، كان عليه أن يشغل نفسه بأهداف جديدة، وألا يسمح للاكتئاب بالهجوم عليه، فهو  يؤكد على أن أصعب شيء عليه هو دخول محل من محلاته بعدما لم تعد ملكا له، والأصعب أن يجد العاملين فيها يقبلون عليه ليخبروه بمشاكلهم حتى يحلها لهم، رغم معرفتهم أنه ترك حلمه القديم يسير بدونه.

يشكو الأزواج من زوجاتهم دائما، لكنهم يموتون بدونهن، وتعلم الزوجات هذه الحقيقة، لذا تجدهن يضحكن من هذه الشكاوي ويمضون يضايقون أزواجهن، إنهن من الذكاء بمكان، يعلمون أن هذه المضايقات هي التي تعين الأزواج على نسيان الأسباب التي تستحق الضيق منها فعلا في الحياة.

يرى البعض التقاعد على أنه حكم بالإعدام، لذا ينفذونه بأنفسهم على أنفسهم، لكن هناك طرق أخرى لتقبل هذا الأمر، من ضمنها البحث عن أهداف جديدة للعيش من أجلها. هذه الطريقة غير قاصرة على المتقاعدين، بل تفيدنا جميعا، خاصة في تلك المرات، حين نخسر كل شيء، ونرى أحلامنا تجري مدبرة عنا.

يعود بول المتفائل ليؤكد لنا أن الانسحاب من الحياة غير وارد على قائمة أعماله، لكنه عوضا عن ذلك يقوم دائما بإعادة تجديد قائمة أهدافه في الحياة، عبر إعادة تقييم كل شيء. هذا التقييم الجديد، ليس قاصرا على من تقاعد، بل يشمل كل من هو مطحون في وظيفة هو غير راض عنها، ذلك لأن قصص التاريخ تثبت أن كل من تمرد من أجل وظيفة/عمل/عيشة أفضل، انتهى به الأمر – في أغلب الحالات – في حال أحسن. كن منتبها دائما، باحثا عن الفرص السانحة.

ثم يحكي لنا بول عن تحوله إلى مستثمر، مشاركا للعديد ممن عملوا معه في مشاريع جديدة، وعن مشاريعه الخيرية لمساعدة الأطفال والناشئة على التعلم، ليس التعلم من الكتب، بل من الحياة، ومن الطبيعة. كذلك يدعم بول مشاريع تثقيف الوالدين على طرق أفضل لتربية الأبناء، ومساعدتهم على اكتشاف أي عيوب أو أمراض تشوب صحة أطفالهم، وتدربهم على كيفية التعامل معها. وأما عوائد كتاب بول الذي لخصناه هنا، فستعود إلى برامج تعليمية وإرشادية.

لا، لا يحكي بول عن أفعاله هذه بحثا عن إطراء أو إعجاب، إنه يفعل ذلك ليساعدك على البقاء مشتبكا مع الحياة والعالم الذي نعيش فيه، من أجل حثنا جميعا على المساهمة في كل ما ينفع مجتمعنا الذي نعيش فيه، على أن نرد الجميل: إلى الحياة، وإلى البشر.

فن الحياة هو أن نعيد اكتشاف أنفسنا كل يوم، وأن نستكشف العالم من حولنا، كما هو، لا من خلال عيون من سبقونا، أو من حولنا، أو من خلال أحكام سابقة أصدرناها لسبب أو لآخر. لا تتوقف عن التساؤل عما حولك وفي عالمك، واستمر في أن تحلم، وتلعب، ولا تتنازل عن حقك في حياة كريمة.

رابط ملخص الكتاب على موقع سكريبد.

14 ردود
  1. أبوعمر
    أبوعمر says:

    مرحبا صديقي شبايك..

    هل يعني هذا التلخيص هو آخر تلخيص لهذا الكتاب؟!! إنه شيء محزن .. حقيقة كنا في رحلة قبطانها بول وبإشراف المبدع شبايك..

    في عالمنا العربي (خلينا إيجابيين) يعشقون التقاعد إن كانوا موظفين في حكومة .. لأن راتبهم يسري .. !!!
    التقاعد في المفهوم العربي .. اجلس في البيت واسترح وانتظر الموت..

    أكره شيئا اسمه الفراغ …. كيف لشخص عاش 30 سنة وهو يعمل ثم ينقطع ليبقى بدون عمل!!
    من المؤكد أنه سيصاب بمرض نفسي..
    لذلك نجد بول نبيها ومدركا للحقيقة ، فهو لم يترك لعقله فرصة للخمول بل انطلق إلى مجال ثان يجد فيه راحته ..

    كل دقيقة في حياتنا غالية وثمينة ونحن محاسبون عليها يوم القيامة .. ولا أعني بأننا نعمل في كل دقيقة .. ولكن ساعة فساعة .. ولنفسك عليك حق .. ولابد من موازنة ..
    الإسلام يلخص لنا كل ذلك .. فما أعظمك من دين..

    ” واستمر في أن تحلم، وتلعب، ولا تتنازل عن حقك في حياة كريمة.”
    أحيانا نحلم أشياء ونذكرها فنجد المعيب ويقول أحلام يقظة ووووووو
    فقلت له : وحتى الحلم تمنوعننا منه؟؟!!!

    حياك الله
    وبشوق كبير ننتظر الدرس القادم

    بالتوفيق شبايك 🙂 ولجميع زوار مدونتك

    تحيتي
    أبوعمر،،

    رد
  2. فاضل
    فاضل says:

    الأخ شبايك ,,

    لا أدري أحس أني بتلخيصك الأخير للكتاب فقدت صديقاً عزيزاً كان معي طيلة فترة التلخيص وكأنه راح مودعاً دون رجعة , اتمنى أن اجد الكتاب مترجم ,,,,

    شكراً لك أخ شبايك لما تبذله , وعسى أن ينفع الناس

    والى كتاب جديد وصديق جديد

    فاضل

    رد
  3. واحد من الناس
    واحد من الناس says:

    شكرا لك يا شبايك علي اهتمامك فينا وبتطويرنا

    الله يجعل هذا العلم بموازين حسناتك ويعنك عليه ان شاء الله

    رد
  4. لما
    لما says:

    تلخيص جميل .. انتهى بسرعة .. كما كل الاشياء الجميلة!!

    شكرا لك على هذه الرحلة الممتعة والقيمة

    رد
  5. محمد عبد المجيد
    محمد عبد المجيد says:

    اكيد انت فرحان جداََ والكتاب ده بيتحط جنب الكتب التانيه اللي من تأليفك…..علي فكره اللي بتعمله عباره عن خطوات نجاح ذي اللي بتكتب عنها. بالظبط …ربنا معاك دايما عموما بجد بجد اتمتعنا بالكتاب ده….وياتري بتفكر فيه ايه دلوقتي……عموما كلنا واثقين في اختيارك…ربنا يوفقك

    رد
  6. nono
    nono says:

    كما تعودنا منك دائما
    التلخيص الرائع لكتب تحفز للنجاح وتقود المرء للتفكير بحياته مليا والجملة التالية تعكس تجربة شخصية مررت بها :
    “ذلك لأن قصص التاريخ تثبت أن كل من تمرد من أجل وظيفة/عمل/عيشة أفضل، انتهى به الأمر – في أغلب الحالات – في حال أحسن. كن منتبها دائما، باحثا عن الفرص السانحة.”
    لاننى تمردت على وضع كان خانقا لدرجة لا تطاق في حياتي الشخصية
    وعندما وجدت ان التمرد على اوضاع لا تطاق تكون نتائجها رائعة
    تمردت مرة اخرى على وضع اخر لايطاق في مجال عملي وكانت النتائج ايضا رائعة
    الحمد لله ” طبعا لم اتمرد دون استخارة فقد كانت الاستخارة في كل خطوة اخطوها هي الحبل الذي اتعلق به عندما اتشكك في امر ما ”
    ترجماتك الرائعة وطريقة عرضها الاكثر من رائعة ، تدفعنى للتفكير في كل اموري وارى انعكاساتها في شتى مجالات الحياة حولي ، واصبحت اراقب الناجحين من حولي واحاول ربط نجاحاتهم بقصص النجاح التى تعرضها في مدونتك وان شاء الله ساكتب لك لاحقا نتائج هذه المقارنات

    رد
  7. سحر
    سحر says:

    كم تعجبني أفكار هذا الرجل.. أنه حقا جدير بتحقيق كل ما وصل إليه وأكثر. لقد عرف كيف يعيش حياته فعلا.. سأحاول أن استفيد من حكمته ولكني أشك أن أصل إلي ربع شجاعته.
    كنت أتمني أن تستمر الرحلة الممتعة لوقت أطول، ولكنها انتهت بأسلوب رائع كما بدأت. وقد استمتعت بأسلوب العرض الأكثر من ممتاز واستفدت من الأفكار التي لا تقدر بثمن، حتي أنني كعادتي عندما تشغلني فكرة، قمت بمناقشة ما قرأت مع زملائي وأصدقائي ونصحتهم بقراءة المدونة وأرسلت لهم رابطها علي إيميلاتهم.
    لقد قمت بتنزيل الكتاب علي حاسبي الشخصي بسهولة كبيرة وبدون أي مشاكل، وسأقوم بقراءته كاملا بأذن الله وربما سأعود إليه في المستقبل أيضا.
    إن عبارات الشكر لا يمكن أن تفيك حقك يا أستاذ رؤوف. جزاك الله خيرا عن الجهد الذي بذلته وتبذله في هذه المدونة.

    رد
  8. شبايك
    شبايك says:

    أبو عمر
    جزاك الله كل الخير، وأسعد كثيرا حين أجد من لديه أفكارا إيجابية مثلك…

    صوفي، واحد، لما، محمد، مصطفى
    مشكورين

    فاضل
    العبرة في الأفكار، والحكمة والنتائج التي نخرج بها من الكتاب، فلكل كتاب نهاية، لكن الأفكار تعيش للأبد – بالطبع الصالح منها 🙂

    نونو
    حين أبذل نصيحة التغيير هذه إلى شاك يشتكي إلي، اقولها بقلب متردد، ذلك أن البعض لا يرى إيجابية النتائج، نتائج التغيير الإيجابي المدروس، الذي أوجزتيه أنت في صلاة الاستخارة… ما شاء الله عليك… وأنا في انتظار وعدك بالكتابة… وأكرر أمنيتي بأن تفكري في التدوين باللغة العربية…

    سحر
    أشكرك على تنزيل ملف الملخص، وانتظر رأيك فيه… ورأي جميع من نزلوه.

    رد
  9. حسن ربيع
    حسن ربيع says:

    فن الحياة هو أن نعيد اكتشاف أنفسنا كل يوم،
    لقد قال لي مرة رجل يحمل شهادة عالية في الدراسات الأكاديمية أنت فيك سيما النجاح ومؤهلاته وإني لأظنك إلى خير.. وكنت مجتهداً وعاملاً إلا ان كلماته ألهبت في ناراً تتقد لا أظنها تطفأ فشكراً للكلمة الصادقة ومن قالها

    شكراً رؤوف

    رد
  10. عدنان ابو شريحه
    عدنان ابو شريحه says:

    اضيف شكرا” وأقول تحيه لمن يعمل .. ويتقن عملا” .. ويمضي قدما” .. يبني ويعلم انه يبني مع أخرين يبنون .. وسيتصل البناء .. ويمضي الى الأرتقاء .. متجاوزا” ألأعمار .. فالأنتقال من عمل الى عمل يناسب المرحله .. هو بالنتيجه عمل .. وعليه لا يوجد تقاعد .. علينا اذا” ان لا نبخل بخبراتنا على غيرنا .. وعلينا ان نزرع ليأكلون .. حتى ولو كلمه طيبه … حتى ولو بسمة تشجيع تزرع وتدفع وتفعل املا” …
    نحن يا سادتي عالميون .. نعيش على كوكب الارض .. ننتمي الى رحم التسعة اشهر .. خلق مكرم في تركيبته .. مدفوعا” بالأمل في أخرته .. ولا يوجد خيار .. فالسفن (ألأعمار ) لا محال ستحرق .. الى الامام يا أمل كل لحظه وكل صباح وكل اسبوع وكل شهر وكل فصل وكل عام ..يا أمل كل زهره وكل لون زهره وكل عبير زهره وكل رحيق زهره وكل ثمره .. لوحات لاتنتهي تبعث الامل .. وعليك ان تتخير العمل ايها الانسان المكرم ..

    رد

اترك رداً

تريد المشاركة في هذا النقاش
شارك إن أردت
Feel free to contribute!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *